رئيس حكومة سلوفاكيا في "الكرملين" فهل يلقى مصير أوربان؟

ما إن ذاع نبأ أول زيارة يقوم بها روبرت فيتسو رئيس حكومة سلوفاكيا إلى موسكو منذ عام 2016 حتى استشاط الرئيس الأوكراني "المنتهية ولايته" فلاديمير زيلينسكي غضباً، وراح يصب جام هجماته عليه، وتوجه إلى الأجهزة "الخاصة" في سلوفاكيا يطالبها بالتحقق ليس فقط من أسباب الزيارة بل وأيضاً ما وراءها من "أهداف".

وفي أول تعليق له على هذه الزيارة لفت زيلينسكي الانتباه إلى أن فيتسو لم يدل ومضيفه فلاديمير بوتين بأية بيانات أو تصريحات حول ما دار بينهما من محادثات. وتطوع الرئيس الأوكراني ليقول، إن ذلك لم يكن ليعني سوى أنهما "لا يستطيعان قول أي شيء علناً حول ما تمت مناقشته في الاجتماع". كما قال إنهما "يخافان من رد الفعل العام". وطالب زيلينسكي أجهزة الاستخبارات في سلوفاكيا بضرورة تقصي الحقائق و"الاهتمام بعلاقات رئيس الحكومة روبرت فيتسو مع روسيا".

زيلينسكي يفضح نفسه

ولعل ما قاله زيلينسكي يمكن أن يكشف ضمناً عما يتسم به حديثه من تجاوزات وتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأجنبية، في الوقت نفسه الذي يميط اللثام عما يفعله ويقوله لدى محادثاته مع نظرائه من الأطراف الغربية الأخرى، التي طالما التقى ويلتقي بها على مدى السنوات الطويلة للأزمة الأوكرانية، بكل ما تحمله من تفسير لما تدفق على أوكرانيا من معونات ودعم عسكري ومادي لا محدود يتجاوز كثيراً مسائل "السيادة واستقلالية القرار".

وكان زيلينسكي توقف عندما تقدمه موسكو لسلوفاكيا من خصومات وامتيازات، وقال إن ذلك لا يتم بالمجان، ولا بد أن يكون خصماً من "سيادة" سلوفاكيا واستقلالية قراراتها، وهو ما يجب أن تهتم به الأجهزة الأمنية المعنية في سلوفاكيا".

أما عما دار وراء الأبواب المغلقة في محادثات الجانبين فقد أوجزه يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية في ما قاله حول إن الجانبين أعربا عن "أهمية بل وضرورة استعادة العلاقات التقليدية وتبادل المنفعة بين الدول وخصوصاً في المجال التجاري والاقتصادي". وذلك إضافة إلى ما قاله دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين حول أن الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية التي قال إنها "تضررت بصورة كبيرة بسبب تصرفات السلطات السلوفاكية السابقة، كما تمكنا من تبادل الآراء حول الشؤون الأوكرانية".

وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين "لفت انتباه محاوره إلى رؤيته للأوضاع الحالية في ساحات القتال والتقدم المحرز في العملية الخاصة، إضافة إلى ذلك تمكنا من التحدث عن الوضع في قطاع الطاقة، لا سيما في ما يتعلق بقضايا الغاز".

وأضاف الناطق الرسمي باسم الكرملين، "لقد سمعتم بيان الجانب الأوكراني، وأنتم تعلمون موقف تلك الدول الأوروبية التي تواصل شراء الغاز الروسي، وتعد ذلك ضرورياً للتشغيل الطبيعي لاقتصاداتها".

زيارة موسكو ومعانيها

قام رئيس حكومة سلوفاكيا روبرت فيتسو بزيارة موسكو دونما سابق إعلان من جانب الدولة المستضيفة، لكنه غادرها بحسب وتقدير مراقبين كثر "من دون حل جاهز" للمشكلة التي جاء من أجلها. وقد جاءت هذه الزيارة لأسباب اقتصادية في معظمها، وهو ما قاله فيتسو في أول تعليق له عن نتائج هذه الزيارة، إذ كشف عن أن ما دار من محادثات "كانت رداً على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي صرح بأنه ضد أي عبور للغاز عبر أوكرانيا إلى أراضي سلوفاكيا".

وأضاف رئيس الحكومة السلوفاكية أنه توجه إلى موسكو بعد إعلان زيلينسكي عن قراره حول وقف عبور صادرات الغاز الروسية إلى بلدان شرق أوروبا، مشيراً إلى أن "بوتين أكد استعداد روسيا لمواصلة إمدادات الغاز إلى الغرب وسلوفاكيا، وهو أمر مستحيل عملياً بعد الأول من يناير (كانون الثاني) 2025، نظراً إلى موقف الرئيس الأوكراني".

ذلك يؤكد الطابع الاقتصادي للزيارة ووجوب تناولها من منظور الاهتمام بالمصالح الوطنية وليس "كمحاولة لصنع السلام"، على حد تقدير كثير من المراقبين في داخل روسيا وخارجها، في إشارة إلى الزيارتين اللتين سبق أن قام بهما المستشار النمسوي كارل نيهامر لموسكو عام 2022 مع بداية العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ورئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان لموسكو في يوليو (تموز) من العام الحالي.

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تقديره لزيارة فيتسو ومحادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين، قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للشؤون الخارجية، إن الزعيمين الروسي والسلوفاكي أعربا عن ارتياحهما لما دار بينهما من محادثات "كانت شاملة، وعقدت بروح بناءة، واستمرت ساعتين". مضيفاً أن "روبرت فيتسو أثبت أنه سياسي مستقل، ومفكر وضع مصالح بلاده في المقدمة". وفي الوقت نفسه ومن دون الخوض في التفاصيل، أعلن عن زيارات لاحقة وصفها بأنها "مثيرة للاهتمام" لضيوف أجانب إلى موسكو في يناير 2025.

وكان روبرت فيتسو الذي ظهر فجأة ومن دون سابق إعلان أو إنذار من أي من الجانبين، بالكرملين في 22 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، الثالث في ترتيب الزعماء الأوروبيين من قادة دول الاتحاد الأوروبي الذين وصلوا إلى موسكو بعد 24 فبراير (شباط) 2022. وكان المستشار النمسوي كارل نيهامر أول من قام بذلك في 11 أبريل (نيسان) 2022، في محاولة لإيجاد حل للصراع الروسي - الأوكراني. وفي الخامس من يوليو (تموز) 2024 وصل رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان إلى العاصمة الروسية بعد توليه رئاسة الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي في مهمة وصفها بأنها "مهمة سلام".

مع ذلك فقد اختلفت التقديرات تجاه كل من الزيارتين، إذ جرت زيارة المستشار النمسوي نيهامر عندما كان كثر لا يزالون يأملون في الوقف المبكر للأعمال القتالية، ولم تتسبب في موجة من الإدانة بين الحلفاء، بينما واجه فيكتور أوربان سيلاً من الانتقادات.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 19 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 21 ساعة
قناة العربية منذ 3 ساعات
بي بي سي عربي منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 12 ساعة