رشا كناكرية عمان- رحلة اختيار اسم للمولود هي واحدة من أجمل المحطات التي يمر بها الوالدان. فالاسم هوية يحملها الطفل طوال حياته، ويعبر عن شخصيته ويميزه بين الآخرين. وكما يقال: "لكل امرئ من اسمه نصيب"، وهو اعتقاد راسخ بأن الاسم يعكس صفات صاحبه ويمنحه مصدر اعتزاز.
في السنوات الأخيرة، اتجه الكثيرون إلى اختيار أسماء عربية واضحة تحمل معاني جميلة وقيم لأبنائهم، لتكون مصدر فخر، وتدفعهم إلى العمل بمضامينها والاعتزاز بها.
في وقت مضى، كان التوجه السائد بين الآباء هو اختيار الأسماء الدخيلة والغربية، بهدف التمييز فقط. إلا أن الأسماء في الماضي كانت تعكس قوة صاحبها وهويته وشخصيته.
واليوم، نشهد عودة ملحوظة إلى اختيار الأسماء العربية الأصيلة التي تحمل معاني عميقة.
هذا ما فعله الأب عبد الرحمن (33 عاما)، الذي اختار اسم "كرم" لطفله الأول، أملا أن يحمل صغيره صفات هذا الاسم ويكون كريما في حياته. وأوضح
عبد الرحمن أن الأسماء العربية أجمل بكثير من الأسماء الغربية، فهي تحمل معاني وصفات يتمناها كل أب لطفله. وأكد أنه يسعى دائما لاختيار أسماء عربية أصيلة لأبنائه، لتكون مصدر اعتزاز لهم.
الأمر ذاته ينطبق على الأم ندى (29 عاما)، التي ترغب في تسمية مولودها القادم بـ"فهد" إذا كان ذكرا، ليكون قويا في حياته، أو "جليلة" إذا كانت أنثى، لتجسد معاني الاسم في تصرفاتها وشخصيتها. وأعربت ندى عن حبها الكبير للأسماء العربية الأصيلة.
ندى أكدت أنها لا ترغب في اللحاق بموضة الأسماء الغربية القصيرة التي انتشرت في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أنها أصبحت مكررة وخالية من المعنى. ورغبتها في منح أطفالها أسماء يتفاخرون بها وتعبر عن معان قوية.
على مر التاريخ، تنوعت الأسماء التي اختارتها الأسر لأبنائها، وتطورت لتتناسب مع كل مرحلة زمنية.
ويذهب خبير التراث نايف نوايسة إلى أن الأسماء كانت وما تزال أمرا مهما عند الأهالي في الريف والبادية، وأيضا في المدن الأردنية باعتبار أن الأردن بكامله يتكون من بادية وريف ومدينة.
ويوضح نوايسة، أنه قديما كان يفرق ما بين اختيار اسم الأنثى والذكر، فاسم الذكر في العادة لا يشغل الأهل كثيرا بقدر ما يشغلهم اسم الانثى، مبينا أن اسم الأنثى يجب أن يكون معقولا، وكانوا يختارون للبنت اسما إما يكون متعلقا بالشهر الذي ولدت به أو الفصل او المناسبة الدينية أو التاريخية أو من أسماء المدن أو الأسماء المعروفة عند العرب قديما مثل خديجة وعائشة ومريم وزينب.
يذكر نوايسة أنهم كانوا يختارون أيضا أسماء مستوحاة من الفصول مثل "ثلجة" و"ثلجية" و"مطيرية" و"مطرة"، وكانوا يتجنبون الأسماء الحديثة لأنها لم تكن تنتمي إلى بيئتهم الثقافية والاجتماعية. ومع ذلك، فقد بدأت بعض الأسر في تسمية بناتهم بهذه الأسماء الحديثة، رغم أنها لم تكن محببة لديهم.
ويضيف نوايسة، أنهم كانوا يتجنبون الأسماء التي يمكن تأويلها مثل "عائشة لعيشة" و"خديجة لخدوج"، وغيرها من الأسماء. وأكد نوايسة أنهم كانوا دقيقين جدا في اختيار أسماء البنات، بحيث تكون ذات دلالة واضحة على الفتاة وتتناسب مع بيئتهم الاجتماعية والثقافية.
أما أسماء الذكور، فقد كانت أيضا مهمة بحسب نوايسة، وكانت تأخذ من واقعهم وتعتمد على مجموعة من العوامل، مثل أن يكون.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية