لم يشهد العام المنصرم نقصاً في أخبار دونالد ترمب، الذي وعد بزيادة إنتاج النفط وتقليص دعم الطاقة النظيفة. كما أن ضجيج الذكاء الاصطناعي كثيف الاستهلاك للطاقة يدفع شركات المرافق إلى إبطاء وتيرة خطط إغلاق محطات الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، تحسباً لارتفاع كبير في الطلب من مراكز البيانات.
وكأن ذلك ليس كافياً. عدد من التوجهات الأكثر إثارة للانزعاج مرت في الغالب دون أن يلاحظها أحد. وفيما يلي ثلاثة موضوعات من شأنها أن تقض مضجعك لكنها لم تجد طريقها في الغالب إلى العناوين الرئيسية خلال 2024.
فترة صعبة للطاقة الكهرومائية
نسمع الكثير عن مصاعب الطاقة النووية ونمو طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، في حين أن أكبر مصدر للطاقة النظيفة، وهي الطاقة الكهرومائية، لا يحظى بالاهتمام اللازم. وهذا تجاهل غير محمود، إذ يمر هذا القطاع بمرحلة صعبة مثيرة للقلق، فتوليد الكهرباء من الطاقة المائية لم يزد منذ خمس سنوات، والإخفاقات تتجلى بصورة أكبر في كثير من الأماكن الأشد احتياجاً إليه.
انخفض توليد الكهرباء من السدود في الولايات المتحدة بمقدار الخمس تقريباً منذ بلوغه أعلى مستوياته في 2017. وفي الصين، أدى عدم هطول الأمطار في أواخر فصل الصيف بمنطقة حوض نهر "يانغتسي" إلى تدهور الإنتاج لمستويات كما لو كانت في حالة جفاف، ما دفع المحطات التي تستخدم الفحم إلى زيادة الإنتاج في سبتمبر لتعويض النقص.أما البرازيل فتستورد كميات قياسية من الفحم لتعويض ضعف الإنتاج من السدود التي تُعد مصدرها الأساسي لتوليد الكهرباء.
الطاقة الكهرومائية موسمية بطبيعتها، ويمكنها دوماً التعافي ببضعة أعوام من الأمطار الوفيرة. لكن الأداء الضعيف في الفترة الأخيرة قد يكون مؤشراً على ما هو أسوأ: تغير المناخ الذي تهدف الطاقة المتجددة إلى تجنبه هو نفسه ما يؤدي إلى نقص تدفق المياه اللازم للطاقة الكهرومائية للقيام بدورها في تحول الطاقة.
وقود من الغابات
إذا كنت قلقاً بشأن زيت النخيل، فلربما كان السبب الرئيسي في ذلك هو استخدامه كمادة مضافة في مستحضرات التجميل والشوكولاتة في صناعة تهدد موطن "إنسان الغاب". لكن أنباء اعتزام رابع أكثر دول العالم سكاناً تحويل نصف استهلاكها من الديزل إلى وقود حيوي تبدو...سارة، أليس كذلك؟
لا تتسرع. الدافع الأكبر للطلب خلال العقد الماضي -وبفارق كبير- كان قوانين إندونيسيا التي تفرض زيادات مستمرة في استخدام الديزل الحيوي في المركبات على الطرق، وسترتفع نسبة المزج من 35% حالياً إلى 50% بحلول 2028، وهو أحد الوعود الأساسية للرئيس الجديد برابوو سوبيناتو بعد انتخابه في فبراير. حتى منتجو زيت النخيل لا يتوقعون أن تلبي المزارع المتقادمة القائمة حالياً الطلب الذي سيرتفع إلى 18 مليون طن متري من 11 مليون طن في الوقت الحالي.
قدرت دراسة أُجريت في أغسطس أن تنفيذ هذه الخطة يقتضي إزالة مساحة أخرى من الغابات تبلغ 12.6 مليون فدان (5.3 مليون هكتار) بحلول 2042، وهي مساحة أكبر من الدنمارك بنحو 25%. كما أن الاعتماد المفرط على مزيج الوقود الحيوي يُترجم إلى تراجع الدعم الحكومي لوسائل النقل الكهربائية والمواصلات العامة.
عودة إلى الفحم في الهند
لسنوات عديدة بدا مستقبل الفحم في الهند.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg