حققت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي، خلال 2024، حيث احتلت المرتبة الـ 5 عالمياً والأولى على مستوى الشرق الأوسط في مؤشر «جلوبال فايبرنسي 2024» الصادر عن جامعة ستانفورد، والذي يقيس حيوية وتطور المجال في 36 دولة، معتمداً على معايير تشمل البحث والتطوير والاستثمار الخاص وبراءات الاختراع والبنية التحتية.
وتفوقت الإمارات في هذا التصنيف على دول رائدة مثل: فرنسا وألمانيا واليابان وسنغافورة، مما يعكس التزامها المستمر بتعزيز الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
يُعزى هذا الإنجاز، إلى استثمارات الإمارات الكبيرة في البحوث وتطوير سياسات وتشريعات مرنة، تدعم نمو وتبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أسهمت الجهود المبذولة في إعادة تصميم النظام التعليمي، ليتماشى مع متطلبات المستقبل في تعزيز مكانة الإمارات في هذا المجال. الصورة
مركز عالمي للابتكار
تعكس هذه التطورات التزام دولة الإمارات المستمر بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وسعيها الدؤوب لتبنّي أحدث التقنيات وتطبيقها في مختلف القطاعات.
وأكدت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات، خلال 2024، التزامها المستمر بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، حيث شهد العام تطورات أبرزها:
1. كشف شركة «جي 42» عن «شبكة الذكاء»، خلال معرض «جيتكس العالمي 2024»، الذي يهدف إلى وضع معايير جديدة للحلول القابلة للتوسّع في قطاعات حيوية.
2. مواصلة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ابتكاراتها وبحوثها، لإعداد جيل مهني جديد، وتطوير حلول تعتمد على التقنيات المستقبلية.
3. إطلاق الإمارات ميثاق تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه
في يوليو/ 2024، بهدف تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مسؤولة وأخلاقية، مما يعزز التزامها بالحوكمة الرشيدة في هذا المجال.
4. تصدّر الذكاء الاصطناعي في فبراير/ شباط، محاور أجندة القمة العالمية للحكومات، التي انعقدت في دبي، حيث نوقشت آفاقه المستقبلية وتطبيقاته المحتملة في مختلف القطاعات.
5. تقدم الإمارات في مؤشرات الذكاء الاصطناعي العالمية، حيث أحرزت الدولة تقدماً ملحوظاً في مؤشر «Tortoise Media» لتصنيف الدول في المجال لعام 2024، حيث صعدت من المرتبة الـ 36 إلى المرتبة الـ 28، مما يعكس جهودها المستمرة في هذا المجال.
6. أصدرت دولة الإمارات في سبتمبر 2024، وثيقة سياسة عامة، تحدد موقفها بشأن سياسة الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي، مما يعزز دورها الرائد في صياغة ملامح حوكمة القطاع وسياساته العالمية.
7. واصلت الإمارات تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى تحقيق الاعتماد الكامل على تقنياته في الخدمات، وتحليل البيانات، بحلول العام 2031، بما ينسجم مع مئوية الإمارات 2071. الصورة
استراتيجيات وطنية شاملة
استطاعت دولة الإمارات ترسيخ مكانتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، من خلال استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد، وكان من أبرز العوامل التي ساعدتها في تحقيق ذلك:
1. استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031: تعد الإمارات أول دولة عربية تطلق استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للابتكار في هذا المجال، بالتركيز على تطوير القطاعات الحيوية مثل التعليم، الصحة، النقل، والطاقة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
2. تأسيس بنية تحتية قوية، عبر بناء مراكز بيانات متقدمة ومنصات حوسبة سحابية، لتخزين وتحليل البيانات الضخمة والاستثمار في شبكات الجيل الخامس (5G)، ولتعزيز الاتصال الفائق السرعة الضروري لتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
3. إطلاق مؤسسات متخصصة أبرزها: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أول جامعة على مستوى العالم تقدم برامج دراسات عليا متخصصة بالكامل في الذكاء الاصطناعي، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة لتطوير حلول مبتكرة تعزز القدرة التنافسية للدولة.
4. تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، عبر دعم الشركات الناشئة والمشاريع الابتكارية، من خلال برامج مثل «صندوق محمد بن راشد للابتكار»، وتنظيم مسابقات ومبادرات مثل «الهاكاثونات»، لتحفيز المبدعين على تطوير حلول تقنية متقدمة.
5. استقطاب المواهب العالمية، من خلال إصدار تأشيرات ذهبية للإقامة الطويلة، لجذب أفضل الكفاءات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التعاون مع كبرى الشركات العالمية والجامعات لتبادل المعرفة والخبرات.
6. تنظيم فعاليات عالمية، حيث استضافت الدولة مؤتمرات ومعارض كبرى أهمها:«قمة دبي للذكاء الاصطناعي» و«جيتكس للتقنية»، مما يعزز مكانة الدولة كمحور للابتكار والتكنولوجيا.
7. إصدار قوانين وسياسات داعمة، لوضع إطار تنظيمي يعزز استخدام تقنيات المستقبل بشكل مسؤول وآمن، ودعم البحث والتطوير، من خلال تخصيص ميزانيات ضخمة وتسهيلات للشركات العاملة في القطاع.
8. التوجه نحو المدن الذكية عن طريق تطوير مشروعات مثل: «مدينة مصدر» و«دبي الذكية»، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير خدمات ذكية ومستدامة، وبهذه الجهود المترابطة، أصبحت الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى به في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل.
الصورة
إنجازات تقنية بارزة
واصلت دولة الإمارات، خلال 2024، جهودها وإنجازاتها البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية، مما عزز مكانتها كوجهة رائدة عالمياً في هذا المجال.
واستمرت الإمارات في تطوير بنيتها التحتية الرقمية، لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تعزيز شبكات الاتصالات السريعة مثل شبكات الجيل الخامس (5G)، وتطوير مراكز البيانات الحديثة.
وشهدت الدولة تطبيقات واسعة للذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، منها:
الأمن السيبراني: حققت الإمارات إنجازاً بتصنيفها ضمن الفئة الأعلى عالمياً، وفقاً للمؤشر العالمي للأمن السيبراني لعام 2024.
وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين خدمات معززة بحلول الذكاء الاصطناعي، مثل «مشروع الذكاء الاصطناعي في نظام توزيع الحصص» لتصاريح استقدام العمالة للشركات، بهدف تحسين كفاءة الخدمات المقدمة.
وعززت الإمارات شراكاتها الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث وسعت تعاونها مع الولايات المتحدة في مجالات حماية الذكاء الاصطناعي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية