تركَّزت مكاسب سوق الأسهم الأميركية في عام 2024 في حفنة قليلة من الشركات، ما يشير إلى أن طفرات مؤشرات أسواق المال مثل ستاندرد آند بوزر 500 وداو جونز لا تعكس حالة الاقتصاد الأميركي، إنما الأداء الجيد لعدد محدود من الشركات، ما يعيد للأذهان فقاعة دوت كوم التي ضربت الاقتصاد الأميركي في عام 2000، وكلفت المستثمرين بالبورصة خسائر بنحو 5 تريليونات دولار.
وتمثل قيمة أكبر 10 أسهم على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الآن نسبة قياسية تبلغ 40 في المئة من القيمة السوقية لكامل المؤشر، تتجاوز هذه النسبة الآن مستويات فقاعة دوت كوم في عام 2000 بنحو 14 نقطة مئوية.
في عام 2024 أضافت هذه الأسهم أكثر من 7 تريليونات دولار إلى القيمة السوقية، وتبلغ قيمتها الآن 20.9 تريليون دولار، وهو رقم قياسي.
ولوضع هذا الرقم في المنظور الصحيح تبلغ قيمة سوق الأسهم الأوروبية بالكامل نحو 16 تريليون دولار، أو أقل بنحو 4.9 تريليون دولار من قيمة أكبر 10 أسهم بالمؤشر الأميركي.
مع اقتراب بداية عام 2025 فإن حالة عدم اليقين تكتنف مؤشرات وول ستريت، خاصة ستاندرد آند بوزر 500 بأعلى بكثير مما كانت عليه في عام 2024.
الأسهم العشرة الأكثر قيمة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هي: سهم أبل، وسهم مايكروسوفت، وسهم أمازون، وسهم إنفيديا، وسهم ألفابت -الشركة المالكة لغوغل- من الفئة إيه، وسهم تسلا، وسهم ألفابت من الفئة سي، وسهم بيركشاير هاثاواي، وسهم ميتا، وسهم يونايتد هيلث غروب.
وجاءت أرباح معظم هذه الأسهم بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي، ويتخوف كثيرون من أن تكون هذه الطفرة مبالغ في تقديرها، ما قد يكون له تداعيات عكسية هائلة.
وكان قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بـ25 نقطة أساس الأسبوع الماضي قد تسبب في حالة هلع داخل وول ستريت، لتسجل صناديق الأسهم الأميركية 50.2 مليار دولار من التدفقات الخارجة في الأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر كانون الأول، وهي الأكبر منذ سبتمبر 2009.
وكان الخبير الاقتصادي وكبير الاقتصاديين والاستراتيجيين العالميين في يوروباك بيتر شيف قد قال عقب قرار البنك المركزي الأميركي بخفض الفائدة «لقد سحب باول -يقصد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول- للتوّ بساط أسعار الفائدة من تحت سوق الأسهم»، معقباً «لن يظهر الركود في عام 2025 فحسب، بل ستظهر أيضاً سوق هبوطية في كل من الأسهم والسندات».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية