مع استمرار الفشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بالتوازي مع استمرار تصاعد موجة العنف في الضفة الغربية، وترافق ذلك مع خطر اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً يشمل إسرائيل وإيران يلوح في الأفق، قد يبدو أي حديث عن "السلام" وكأنه مهمة مستحيلة. لكنه، وفي أوقات الأزمات الحالية هذه تحديداً هناك ما يفرض علينا العمل على مضاعفة الجهود للبحث عن الحلول.
هذه اللحظة التي وصلنا إليها - وهي الأسوأ بالنسبة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين على الإطلاق - سببها أنه عندما أصبحت محادثات السلام صعبة للغاية، أو تعرضت للعرقلة، قام العالم بالتخلي عنها، تاركاً العملية معلقة تنتظر "فرصة مقبلة أخرى". آخر مرة تركنا الأمور فيها "لفرصة مقبلة" أفضت إلى أكبر خسارة في الأرواح شهدناها حتى اللحظة، وإلى زعزعة استقرار المنطقة، كما خلفت كارثة ستعانيها الأجيال المقبلة. لذلك، لا يمكننا بعد اليوم ارتكاب الخطأ نفسه مرة جديدة.
ولهذا السبب، فإن إعلان رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر التزامه إنشاء "صندوق دولي للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني" International Fund for Israeli-Palestinian Peace سيعمل على إطلاق أعماله خلال "اجتماع افتتاحي يعقد في لندن، ويهدف إلى تقديم الدعم لجمعيات المجتمع المدني في المنطقة"، هو أمر مهم للغاية. إن تعهد رئيس الوزراء يعكس الزخم العالمي المتزايد الداعم لجهود النهوض بالسلام انطلاقاً من المستويين الشعبي والأهلي، وضمان أن أصوات أولئك الذين عملوا طويلاً من أجل المساواة والأمن والكرامة للجميع ليست فقط مسموعة بل تقوم بدور فاعل في تشكيل الظروف المجتمعية والسياسية اللازمة لتحقيق حل حقيقي للنزاع.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إن محاولاتنا الدبلوماسية المتتالية التي كان كتب لها الفشل في حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والتي كانت آخرها قبل أكثر من 10 أعوام - لم تشهد تركيزاً كبيراً على العوامل المجتمعية التي غاب أثرها عن دعم الجهود الدبلوماسية وفاعليتها. لماذا إذاً لم نشهد أي محاولة حقيقية لتوسيع وتركيز نطاق العمل المهم جداً على تدعيم ما تنجزه القوى الفاعلة من نشطاء بناء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين ينشطون في الداخل، وبين القوى المجتمعية لدى الجانبين، من أجل العمل على التوصل إلى حلول حقيقية للنزاع، ما من شأنه دعم نجاح "فرص" أي عملية مستقبلية للسلام بصورة فاعلة؟
إن الجدل الدائر حالياً حول المفاضلة بين مقاربات العمل "من أعلى إلى الأسفل"، أو العمل "من المستوى الشعبي وصعوداً"، هو أمر لا معنى له. فنحن بحاجة إلى المقاربتين، إذ يمكن لمفاعيل كل من الديناميتين تعزيز الأخرى وتعزيز فتح المجال لزيادة فرص نجاحهما.
وهنا يأتي دور "الصندوق الدولي لدعم السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، فهو الأداة القادرة على توسيع نطاق جهود الدعم على المستوى الشعبي، والمحافظة على استدامتها، فيسهم ذلك في المساعدة في انشاء البنية التحتية المجتمعية ويبث الثقة والزخم السياسي والأفكار الجديدة اللازمة لنجاح أي عملية تفاوضية لإحلال السلام. فكرة المشروع مستمدة من فكرة "الصندوق الدولي لدعم إيرلندا" International Fund for Ireland الذي كان تأسس عام 1986، في عز زمن الاضطرابات في الإقليم، عندما كان السلام بين الإيرلنديين يبدو أمراً بعيد المنال، تماما كما هي الحال عليه اليوم بالنسبة إلى كثيرين في الشرق الأوسط.
ومن خلال توحيد استثمارات كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ودول الكومنولث معاً، يمكنه أن يصبح ما كان أطلق عليه كبير مفاوضي [رئيس الوزراء السابق توني] بلير، جوناثان باول الذي يشغل اليوم منصب مستشار السير كير ستارمر للأمن القومي - ذات مرة أنه "البطل المجهول العظيم وراء نجاح اتفاق الجمعة العظيمة"، وهو ربما في حد ذاته أهم إنجاز تاريخي كانت حققته حكومة حزب العمال في آخر فترة كانت فيها على رأس السلطة في المملكة المتحدة.
هناك رغبة عابرة للأحزاب في برلمان المملكة المتحدة تجمع على ضرورة إنشاء مثل هذا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية