بدأ الناخبون في كرواتيا الأحد الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد للسنوات الخمس المقبلة، في ظل أفضلية مرجّحة للرئيس المنتهية ولايته زوران ميلانوفيتش، المعروف بتصريحاته الحادة وانتقاداته للحكومة.
ويواجه الرئيس زوران ميلانوفيتش، الذي غالباً ما يتم مقارنته بدونالد ترامب بسبب أسلوبه القتالي في التواصل مع المعارضين السياسيين، سبعة متنافسين آخرين، من بينهم دراجان بريموراك، مرشح الاتحاد الديمقراطي الكرواتي الحاكم.
وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش، على أن تعلن النتائج الرسمية مساء الأحد.
ومن المتوقع أن يتواجه الاثنان في الجولة الثانية يوم 12 يناير كانون الثاني 2025، إذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وفقاً لاستطلاعات الرأي قبل الانتخابات.
وكان ميلانوفيتش، السياسي الأكثر شعبية في كرواتيا، البالغ من العمر 58 عاماً، قد شغل منصب رئيس الوزراء في الماضي، وكان منتقداً شرساً لرئيس الوزراء الحالي أندريه بلينكوفيتش، وقد ميّز السجال المستمر بين الاثنين المشهد السياسي في كرواتيا مؤخراً.
الوضع الاقتصادي في كرواتيا
تُجرى الانتخابات في ظل ارتفاع التضخم وتفشي الفساد ونقص اليد العاملة في بلد يبلغ عدد سكانه 3.8 مليون نسمة.
وتثير هذه الأزمات قلق الستيني دافور كالاي الذي يؤكد أنه عاطل عن العمل، وأتى للإدلاء بصوته على رغم عدم اقتناعه باحتمال حصول تغيير في مجال البطالة، وقال «الأمل هو ما ينقذني»، متمنياً «تراجع التضخم وزيادة الأجور».
ويستحوذ الاتحاد الديمقراطي الكرواتي على السلطة منذ استقلال البلاد عام 1991.
ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وممثل كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على الساحة الدولية.
وعلى رغم صلاحياته المحدودة، ينظر الكرواتيون إلى رئيس بلادهم على أنه رمز للاستقرار وضامن للتوازن بين السلطات.
روسيا وأوكرانيا
دان ميلانوفيتش الغزو الروسي لأوكرانيا بدءاً من مطلع عام 2022، إلّا أنه انتقد في الوقت ذاته الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.
وأدى ذلك إلى اتهامه من قِبل رئيس الوزراء بأنه «مؤيد لروسيا» ويقوم بـ«تدمير» صدقية كرواتيا في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي.
وقدمت دول الغرب إلى كييف مساعدات، معظمها عسكرية، بقيمة 300 مليون يورو.
وشدد الرئيس على أنه يريد تجنّب «جرّ» بلاده إلى الحرب في أوكرانيا، وأوضح «طالما بقيت رئيساً، لن يخوض أي جندي كرواتي حروب الآخرين».
واتهم ميلانوفيتش بلنكوفيتش وحزبه بالفساد، محذراً من أن رئيس الوزراء «تهديد جدي للديموقراطية الكرواتية».
ويرى كثيرون في الانتخابات الرئاسية جولة جديدة من المواجهة بين الرئيس المنتهية ولايته ورئيس الوزراء.
وقال المحلل زاركو بوهوفسكي لفرانس برس «الأمر صراع بين رئيس الوزراء ورئيس البلاد، كل ما عدا ذلك هامشي».
وقدّم بريموراك نفسه خلال حملته الانتخابية سياسياً قادراً على توحيد البلاد، وركّز على القيم العائلية والوطنية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية