أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب دعمه الكامل لرؤية الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم وصديقه المقرب، بشأن استخدام تأشيرة «H-1B» الخاصة بعمال التكنولوجيا. يأتي هذا التأييد على الرغم من معارضة بعض أنصاره داخل الحزب الجمهوري، الذين يرون أن هذه السياسة قد تؤدي إلى زيادة أعداد المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
ما هي تأشيرة «H-1B»؟
تأشيرة «H-1B» للسفر إلى الولايات المتحدة مختلفة عن تأشيرة الهجرة، فهي تسمح للحاصلين عليها القدوم إلى أميركا لفترة مؤقتة من أجل العمل أو الدراسة، وتهدف للسماح لأصحاب الأعمال باستقطاب وتوظيف العمالة الأجنبية الماهرة المتخصصة بمهن محددة.
وصدرت هذه التأشيرة أول مرة عام 1990م من خلال قانون الهجرة والجنسية الأميركي، واستخدمها الكثير من الأشخاص الذين أصبحوا شخصيات بارزة في الولايات المتحدة، أبرزهم إيلون ماسك نفسه، لأنه مواطن أميركي متجنس في جنوب إفريقيا وحصل عليها قبل الحصول على الجنسية الأميركية بشكل كامل، وحققت شركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، 724 زيارة هذا العام.
ترامب يدعم ماسك في رؤيته حول تأشيرة «H-1B»
جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أعقاب سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي تعهد فيها بخوض «الحرب» للدفاع عن برنامج التأشيرات للعاملين الأجانب في مجال التكنولوجيا.
وقال ترامب الذي تحرك للحد من استخدام التأشيرات خلال رئاسته الأولى، لصحيفة نيويورك بوست، أمس السبت، إنه يؤيد أيضاً برنامج التأشيرات، معلقاً: «لدي العديد من تأشيرات H-1B على ممتلكاتي، لقد كنت مؤمناً بـH-1B، واستخدمتها عدة مرات لأنها عبارة عن برنامج رائع».
وعادةً ما تكون تأشيرات «H-1B» لمدة ثلاث سنوات، على الرغم من أنه يمكن لحامليها تمديدها أو التقدم بطلب للحصول على البطاقات الخضراء الخاصة بالإقامة الكاملة.
خلافات حول رؤية ماسك لتأشيرة «H-1B»
وخلال الأسبوع الماضي حدثت خلافات كبيرة وانتقاد لترامب من قبل نشطاء يمينيين متطرفين، لاختياره «سريرام كريشنان»، وهو رأسمالي أميركي هندي، ليكون مستشاراً للذكاء الاصطناعي، قائلين إنه سيكون له تأثير على سياسات الهجرة لإدارة ترامب.
وكانت تغريدة ماسك موجّهة إلى مؤيدي ترامب والمتشددين في مجال الهجرة الذين دافعوا بشكلٍ متزايد من أجل إلغاء برنامج تأشيرة «H-1B» وسط جدل ساخن حول الهجرة ومكان المهاجرين المهرة والعمال الأجانب الذين تم جلبهم إلى البلاد بتأشيرات عمل.
وانتقد ستيف بانون، أحد المقربين من ترامب منذ فترة طويلة، رجال الأعمال الكبار في مجال التكنولوجيا لدعمهم برنامج «H-1B»، ووصف الهجرة بأنها تهديد للحضارة الغربية.
ورداً على ذلك، رسم ماسك والعديد من مليارديرات التكنولوجيا الآخرين خطاً بين ما يعتبرونه هجرة قانونية وهجرة غير قانونية.
ووعد ترامب بترحيل جميع المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكلٍ غير قانوني، ونشر التعريفات الجمركية للمساعدة على خلق المزيد من فرص العمل للمواطنين الأميركيين وتقييد الهجرة بشدة.
وتُسلّط قضية التأشيرة الضوء على كيف أن قادة التكنولوجيا مثل ماسك -الذي لعب دوراً مهماً في الانتخابات الأميركية لدعم ترامب- يتعرضون الآن إلى الانتقاد من القاعدة الأكبر للرئيس الجمهوري.
وتعتمد صناعة التكنولوجيا الأميركية على برنامج تأشيرة «H-1B» الحكومي لتوظيف العمال الأجانب المهرة للمساعدة على إدارة شركاتها، وهي قوة عمل يقول النقاد إنها تقلل من أجور المواطنين الأميركيين.
وأنفق ماسك أكثر من ربع مليار دولار لمساعدة ترامب على الفوز في انتخابات الأميركية، بينما نشر بانتظام هذا الأسبوع حول نقص المواهب المحلية لملء جميع المناصب المطلوبة داخل شركات التكنولوجيا الأميركية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية