تُوفي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يوم الأحد عن عمر يناهز مئة عام، تاركاً واحدة من أكثر القضايا الشائكة على الساحة العالمية في الوقت الراهن، وهي منح الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما، فماذا نعرف عن اقتصاد الرئيس الذي سلم القناة للبنميين وقاد أميركا في فترة مضطربة؟
خدم كارتر لفترة واحدة كرئيس الولايات المتحدة السابع والثلاثين من عام 1977 إلى عام 1981، لكنه عاش لفترة أطول من أي رئيس أميركي آخر، وأصبح معروفاً بنهجه الإنساني في العمل، وكان أيضاً مسؤولاً عن إنشاء وزارتي الطاقة والتعليم.
تولى كارتر منصبه خلال فترة «الركود التضخمي»، إذ شهد الاقتصاد تضخماً مرتفعاً، مع تباطؤ النمو الاقتصادي، ورغم أن الولايات المتحدة تعافت من الركود في الفترة بين عامي 1973 و1975، لكن الاقتصاد، خاصة التضخم، ظل مصدر قلق كبيراً للعديد من الأميركيين في عامي 1977 و1978.
أرقام اقتصادية ملفتة في عهد كارتر
في عام 1973، أنهى الرئيس السابق ريتشارد نيكسون معيار الذهب، ما أدى إلى انخفاض قيمة الدولار في أسواق الصرف الأجنبي، ومع ارتفاع أسعار الواردات جاء التضخم، وبالتالي البطالة.
كان هذا الوضع الاقتصادي الذي ورثه كارتر، وفي عهده سجل اقتصاد الولايات المتحدة ذروة معدل تضخم عند 14.8 في المئة في عام 1980، وكان الحل الذي توصل إليه كارتر هو تعيين بول فولكر رئيساً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وسعى فولكر إلى إنهاء التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة، التي وصلت إلى ذروتها التاريخية عند نسبة 20 في المئة، في محاولة لكبح معدلات التضخم المتسارعة.
وتراوح معدل البطالة بين 5.7 في المئة و6 في المئة خلال رئاسة كارتر، حتى عام 1980، عندما قفز إلى 7.8 في المئة وسط الركود.
ومع ذلك، عندما ترك كارتر منصبه في عام 1981، تراجع معدل البطالة 7.4 في المئة، وتباطأ معدل التضخم إلى 10.3 في المئة.
أزمة طاقة حادة
تزامن مع الأزمة الاقتصادية التي مرت بها البلاد، حدوث أزمة طاقة حادة في عام 1979، التي قارنها كارتر بـ«المعادل الأخلاقي للحرب»، وتنبأ بأن الأموال التي تُنفَق على النفط المستورد سوف تتزايد بشكل كبير بحلول عام 1985.
وبينما كانت الولايات المتحدة تواجه نقصاً في الطاقة في عام 1977، ألقى كارتر خطاباً حث فيه الشعب على ترشيد استهلاك الطاقة.
وقال «علينا جميعاً أن نتعلم كيف نهدر طاقة أقل.. إذا تعلمنا أن نعيش مقتصدين وتذكرنا أهمية مساعدة جيراننا، فسوف نتمكن من ذلك، يمكن إيجاد طرق للتكيف».
وفي 20 يونيو 1979، أمر كارتر بتركيب 32 لوحة لتسخين المياه بالطاقة الشمسية على سطح الجناح الغربي، بينما قدمت إدارته إعفاءات ضريبية للطاقة الشمسية.
منح بنما السيطرة على القناة
كان أحد أعظم إنجازات الرئيس جيمي كارتر هو التفاوض مع قائد الحرس الوطني البنمي عمر توريخوس، على معاهدات توريخوس-كارتر التي صدق عليها مجلس الشيوخ الأميركي في عام 1978، بعد انقسام كبير دام ستة أشهر.
ومنحت هذه المعاهدات دولة بنما السيطرة النهائية على قناة بنما، كما مثلت لحظة عظيمة من التعاون بين الولايات المتحدة وبنما، إلا أن العلاقات بين البلدين أصبحت مثيرة للجدل بعد وفاة توريخوس في عام 1981.
وفي ديسمبر كانون الأول من عام 1989، أصدر الرئيس جورج بوش الأب أمراً بغزو بنما للإطاحة بالزعيم البنمي مانويل نورييغا من السلطة، لكن بحلول عام 1999 أصبحت العلاقات أكثر سلمية، وتم تسليم القناة إلى البنميين الذين يديرونها منذ ذلك الحين.
ولكن مع ترقب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في يناير كانون الثاني 2025، تعود قضية قناة بنما محل جدال، بعد تهديد ترامب باستعادة السيطرة على القناة، وهو ما قوبل حتى الآن بردود أفعال متباينة للغاية بين الرفض الكامل والدعم التام.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية