أغلقت أسهم البنوك الأوروبية على أفضل أداء لها في نهاية العام منذ أكثر من عقد، إذ أدى مزيج من الأرباح القوية وعوائد المساهمين القياسية والقدرة على الصمود في مواجهة انخفاض أسعار الفائدة إلى دفع أسهم البنوك الأوروبية إلى أعلى مستوياتها.
أفضل عام منذ 2010
من المتوقع أن يتجاوز مؤشر يورو ستوكس للبنوك مستوى 142 بحلول نهاية العام، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2010، ما يعكس ارتفاعاً بنسبة 20 في المئة في مدار عام 2024.
ورغم المخاوف بشأن تأثير خفض أسعار الفائدة على الربحية، تظل أسعار الأسهم قوية.
ورغم تباطؤ عمليات الدمج والاستحواذ ونمو القروض، فإن عام 2024 كان مربحاً للغاية بالنسبة للبنوك الأوروبية، مستفيدة من ارتفاع الأسعار وإدارة المخاطر الفعالة.
وتقدر مجموعة سيتي غروب متوسط عائد القطاع على حقوق الملكية بنحو 13 في المئة، ما يتيح تحقيق عائدات رأسمالية قياسية للمساهمين.
تعالج هذه النسبة المئوية للعائد مخاوف المستثمرين بشأن قيود الأرباح السابقة والضرائب غير المتوقعة.
الأسهم الأقوى أداءً
برز سهم يونيكريديت باعتباره أفضل أسهم البنوك الكبيرة أداءً في منطقة اليورو، إذ ارتفع بنسبة تزيد على 50 في المئة هذا العام.
في الشهر الماضي، رُفض العرض الذي قدمه بنك يونيكريديت للاستحواذ على منافسه المحلي بنك بي بي إم، على الرغم من استحواذ البنك على حصة كبيرة في بنك كوميرز بنك الألماني.
وسجل سهم بنك إنتيسا سان باولو الإيطالي مكاسب بأكثر من 40 في المئة، في حين ارتفعت أسهم دويتشه بنك الألماني بأكثر من 30 في المئة.
على الجانب السلبي، انخفضت أسهم بنك بي إن بي باريبا الفرنسي بنحو 8 في المئة؛ ما يجعله أحد أضعف الأسهم أداءً في القطاع.
بالنسبة للمستقبل، يتوقع محللو سيتي انخفاضاً طفيفاً في صافي دخل الفائدة عبر القطاع في عام 2025.
ويرجع ذلك إلى التحوطات الهيكلية التي لا تعمل إلا بشكل جزئي على موازنة أسعار الفائدة المنخفضة.
ما سبب الارتفاع؟
أشار محللون في سيتي إلى أنه في عام 2024، سجلت البنوك الأوروبية والأميركية أداءً متساوياً حتى الانتخابات الأميركية؛ إذ بعد إعلان النتيجة، حفّز فوز ترامب أداء البنوك الأميركية بوتيرة أكبر، مدفوعة بتوقعات تحرير الاقتصاد، وخفض الضرائب، والتحفيز المالي.
ومن ناحية أخرى، أكدت عضو مجلس الإشراف في البنك المركزي الأوروبي أنيلي تومينين قدرة البنوك الأوروبية على الصمود.
وسلّطت الضوء على تعزيز احتياطيات رأس المال وتقليص الأصول المتعثرة.
ومع ذلك، حذّرت تومينين من تخفيف متطلبات رأس المال على الرغم من الدعوات إلى تعزيز القدرة التنافسية، ودعت بدلاً من ذلك إلى تبسيط اللوائح.
وفي ما يتعلق بعمليات الاندماج، دعت تومينين إلى توحيد القواعد المصرفية في الاتحاد الأوروبي وتعزيز نظام التأمين على الودائع الأوروبي (EDIS) لتعزيز التوحيد عبر الحدود.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية