تحديات تغيير النظام السوري والتواجد التركي والإسرائيلي

د. حسن عبدالله الدعجة

مع استمرار التحولات السياسية والعسكرية في سورية، تواجه المملكة الأردنية الهاشمية تحديات متزايدة تتعلق بأمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية. يشمل ذلك تداعيات تغيير النظام السياسي في سورية، وتأثير التواجد التركي والإسرائيلي على التوازن الإقليمي. تتطلب هذه التحديات استجابة شاملة ومرنة تأخذ بعين الاعتبار الديناميكيات المعقدة في المنطقة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز التحديات التي يواجهها الأردن في هذا السياق.

يشكل الأمن على الحدود الأردنية السورية تحديًا رئيسا في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في سورية. فمع تغير النظام السياسي، يبرز خطر عودة الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية إلى المناطق الحدودية، ما قد يؤدي إلى تصاعد عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات. كما أن وجود مليشيات مدعومة من قوى إقليمية ودولية بالقرب من الحدود الأردنية يزيد من تعقيد المشهد الأمني.

يشكل التواجد التركي في شمال سورية مصدر قلق للأردن، حيث يعيد تشكيل المعادلة الجيوسياسية في المنطقة، تسعى تركيا من خلال وجودها العسكري إلى تحقيق أهداف إستراتيجية تشمل تعزيز نفوذها الإقليمي ومحاربة التنظيمات الكردية. قد يؤثر هذا التواجد على استقرار المنطقة ككل، بما في ذلك الأردن، من خلال إعادة رسم التحالفات وإثارة التوترات مع القوى الأخرى الفاعلة في سورية.

يعد التواجد الإسرائيلي في جنوب سورية تحديًا آخر يؤثر على الأردن، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهدافها الأمنية من خلال مواجهة النفوذ الإيراني والمليشيات الموالية لها. ومع ذلك، فإن عمليات القصف والغارات الإسرائيلية المتكررة في المناطق القريبة من الحدود الأردنية تزيد من احتمالات تصاعد التوترات الإقليمية، ما قد يؤثر سلبًا على أمن الأردن واستقراره.

مع تغير النظام السياسي في سورية، يواجه الأردن تحديًا كبيرًا يتعلق بمصير اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية. يحتضن الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري، مما يشكل ضغطًا هائلًا على البنية التحتية والخدمات العامة، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمياه، والطاقة. كما أن هذا العبء يمتد ليشمل الاقتصاد الأردني الذي يعاني من تحديات أخرى متعددة. وفي حال حدوث تغييرات سياسية جوهرية في سورية، قد تُثار توقعات بعودة اللاجئين إلى وطنهم. ومع ذلك، فإن تسهيل هذه العودة ليس أمرًا بسيطًا؛ فهو يتطلب خططًا محكمة تشمل توفير ضمانات أمنية في المناطق المستهدفة للعودة، وتقديم الدعم اللازم لإعادة إدماج العائدين في مجتمعاتهم المحلية. كما يتطلب التنسيق مع المجتمع الدولي لضمان توفير الموارد المالية واللوجستية لهذه العملية. تبقى العودة الطوعية والكريمة للاجئين هدفًا رئيسا، لكنه يعتمد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار المستدام في سورية.

تسببت الأزمة السورية في تعطيل.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ 5 ساعات
خبرني منذ 21 ساعة
خبرني منذ 10 ساعات
خبرني منذ 10 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ ساعة
خبرني منذ 10 ساعات