دعا خبراء صناعة المطاعم والأغذية والمشروبات (Food Beverage) مشغلي المطاعم والمستثمرين في الخليج إلى التركيز على تطوير مفاهيم طعام محلية وأصيلة، بدلاً من استيراد العلامات التجارية العالمية الشهيرة.
وبحسب موقع (Arabian Gulf Business Insight)، تأتي هذه الدعوة مع تزايد أهمية المنطقة، وخصوصاً السعودية، كسوق رئيس للنمو في قطاع الأغذية والمشروبات.
المواءمة مع احتياجات السوق
قال دنكان فريزر-سميث، الرئيس التنفيذي لشركة «كرافت هوسبيتاليتي غروب» (CRAFT Hospitality Group)، إن الخطط الطموحة في السعودية لمضاعفة عدد المطاعم تفتح آفاقاً واسعة للفرص، غير أن تحقيق النجاح يتطلب مواءمة المفاهيم مع احتياجات السوق المحلية.
وأوضح أن شركته رفضت عروضاً للاستحواذ على مواقع بارزة في الرياض، وذلك لأن هذه المواقع كانت مستوحاة من منشآت دولية كبيرة، مثل تلك الموجودة في لاس فيغاس، والتي لا تتناسب مع ديناميكيات السوق المحلي في الرياض.
وقال: «تضم هذه المنشآت ما بين 400 إلى 500 مقعد، ولم تكن ملائمة للسوق في الرياض، وكانت غير قابلة لتحقيق الربحية المالية». وأكد في الوقت ذاته على أهمية دعم العلامات التجارية المحلية بالتعاون مع الطهاة المحليين، وهو ما يمكن أن يساهم في توسع هذه العلامات على الصعيد العالمي لاحقاً.
وأشار التقرير إلى أن بعض العلامات التجارية التي انطلقت من دبي، أثبتت فعالية هذه الاستراتيجية. على سبيل المثال، افتتح مطعم «ذا ماين» (The MAINE)، ثلاثة فروع في دبي، تلاها رابع في لندن، وهو الآن يتوسع إلى إيبيزا في إسبانيا. وتوقع فريزر-سميث أن تشهد العلامات التجارية السعودية مسارات نمو مماثلة، خاصة في مناطق مثل «نيوم» ومشاريع البحر الأحمر.
ديناميكيات السوق المتغيرة
قال كريم إبراهيم، مؤسس شركة «أوبريت سوليوشن» (Operate Solution) المتخصصة في تقنيات الأغذية والمشروبات، إن السوق السعودية تشهد تغيراً ملحوظاً. وبينما كانت العلامات التجارية العالمية من أوروبا وأميركا تهيمن على السوق في الماضي، فإن المفاهيم المحلية تزداد رواجاً في الوقت الحالي.
وأضاف: «في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان بإمكان مطعم في موقع واحد أن يزدهر وينمو بشكل طبيعي. الآن، وخصوصاً في الرياض، تحتاج المنافسة إلى رأسمال كبير». وأوضح أن بعض العلامات التجارية تبدأ بالانتشار في مدن أصغر مثل تبوك لبناء الشهرة قبل دخول أسواق أكبر مثل الرياض.
التحديات التشغيلية
مع ذلك، التحديات لا تزال قائمة، إذ أشار آرون ألين، مستشار استراتيجيات المطاعم، إلى أن التوظيف والدعم التشغيلي يشكلان عقبات كبيرة في السعودية.
وقال ألين: «من الأسهل جذب المواهب للعمل في دبي مقارنة بالسعودية، خصوصاً في المناطق خارج الرياض وجدة». كما أشار إلى وجود فجوات في بنية سلاسل التوريد ونقص التدريب على المعايير العالية المطلوبة في المطاعم الفاخرة.
ورغم هذه التحديات، يرى ألين أن السوق السعودية تعد الأكثر جاذبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأضاف: «القوة الشرائية هناك هائلة، وكثافة المطاعم لا تزال منخفضة نسبياً».
مخاطر التشبع في دبي
في المقابل، يشهد قطاع الأغذية والمشروبات في دبي إقبالاً كبيراً وتحديات بسبب المنافسة الشديدة. وذكر «ألين»، أن افتتاح مطاعم جديدة يتطلب التكيف مع معدل نمو السكان وحركة السياحة. لذا، يتعين على المستثمرين دراسة مفاهيمهم ومواقعهم بعناية لتحقيق النجاح المستدام.
كما حذر «فريزر-سميث»، من تركز المطاعم الفاخرة في مناطق محددة دون توفير مزيج متوازن من خيارات الطعام المتوسطة والعروض السريعة. وأكد أهمية التخطيط المالي، مشيراً إلى أن العديد من المشغلين يستهينون بتكاليف تشغيل المطاعم خلال السنة الأولى.
ومع تطور صناعة الأغذية والمشروبات في الخليج، أفاد التقرير بأن الخبراء يتفقون على أن الابتكار المحلي والتخطيط الاستراتيجي يشكلان أساساً رئيساً لتحقيق نمو مستدام في القطاع.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس