منهم هتلر وهرقل وصدام زعماء خلدوا عبارات في الرمق الأخير #نكمن_في_التفاصيل

يقول الذي عنده علم من غيب دهاليز الليلة الأخيرة في "قصر الشعب" إن السوري بشار الأسد قال، "ائتوني ببثينة شعبان لتكتب خطابي الذي سألقيه"، وحين سئل عن التفاصيل، قال كلمته الأخيرة "غداً نرى" قبل أن يعبر سراديب دمشق ويستقل سرباً من أسراب "حميميم" نحو صقيع المنفى الأخير.

وتلك كلمات ليست كالكلمات، إذ إن للقول الذي يقال قبل سقوط الدول والممالك وقع على أوتار الذاكرة والتاريخ، لأنه باق وخالد أشبه ما يكون بـ"وصية الموتى". وما قصة الليلة الأخيرة وكلماتها للرجل الذي امتد حكمه مع حكم أبيه لخمسة عقود سوى واحدة من قصص كثيرة ستروى عنه، مع، أهوال صيدنايا، وعمليات الإعدام والتعذيب، واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ومعامل صناعة الكبتاغون، وفظائع أخرى تكشفت بين عشية وضحاها عن النظام الذي حكم واحدة من أقدم الحضارات في العالم.

هرقل "وداعاً يا سوريا، وداعاً لا لقاء بعده".

ولأرض الحضارات وملتقى الشرق والغرب قدر كبير من الكلمات والنصر والانكسارات لكن قول بشار ليس كقول هرقل قبل نحو 1300 عام، وهو الذي قال حين أودت به الشيخوخة وهزيمة "اليرموك"، "وداعاً يا سوريا، وداعاً لا لقاء بعده!". قالها قبل الوداع على أطلال حماة بعد حياة زاخرة بالفتوحات.

وهرقل (575 641 م) أحد أشهر أباطرة الإمبراطورية البيزنطية الذي حكم بين عامي 610 و641م، وللمفارقة أن الحاكم الهارب الأخير استعان برجال من الفرس لحماية ملكه طويلاً بعكس الإمبراطور الذي شن حملة عسكرية ضد الفرس (622 628 م)، وقام بطردهم من الشام ليستعيد "القدس والصليب المقدس" بعد احتلال ونهب وسرق، وأنهى بذلك الهيمنة الساسانية في المنطقة. ولنصره جاءت كلمات من السماء في كتاب المسلمين المقدس (القرآن) ستظل تتلى إلى الأبد "غلبت الروم".

أخيراً وفي كبره ونهايات عهده خسر معركة شهيرة في أدنى الأرض وهي معركة "اليرموك" عام 636م، وخسر البيزنطيون من خلالها السيطرة على بلاد الشام أمام الجيوش الإسلامية بقيادة الخلفاء الراشدين. وردد قبل انسحابه جملته الشهيرة "وداعاً يا سوريا، وداعاً لا لقاء بعده".

تمثال هرقل في قمة جبل قرب طريق الحرير (ويكيبيديا)

هتلر: لقد خذلني الجميع

وللكلمات، عنوة جاءت أو اختياراً عمق وحقائق ودلالات. تأخذنا كلمات أحد أبرز قادة القرن العشرين الزعيم النازي أدولف هتلر (1889 1945) وهو أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ لحقيقة تعرضه للخيانة والخذلان.

وباح الرجل الذي قاد ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية لرفيقه في الحرب والسلاح هانز باور وهو طياره الخاص أثناء الحملات السياسية بقوله، "لقد خذلني الجميع، ولا أريد السقوط في أيدي الأعداء".

هتلر وزوجته فضلا الإنتحار على أن يسقطا بيد العدو مع برلين (مواقع التواصل)

وثمة حديث عاطفي دار بينهما أورده باور في كتابه "كنت طيار هتلر" وضم الكتاب تدوينات تكشف عما قاله في آخر لحظات حياته الأخيرة، يقول الطيار "حاولت إقناعه بأنه لا تزال هناك طائرات متاحة، وإنني أستطيع أن أذهب به إلى اليابان أو الأرجنتين، لكنه رفض". وقال، إن "الحرب ستنتهي بسقوط برلين، أنا أقف أو أسقط مع برلين".

ومع اقتراب نهاية الحرب وهزيمة ألمانيا كانت القوات السوفياتية تحاصر برلين. وفي الـ30 من أبريل (نيسان)، لجأ هتلر إلى مخبئه تحت الأرض "الفوهرربنكر" حيث قرر إنهاء حياته بدلاً من مواجهة الهزيمة.

انتحر هتلر بإطلاق النار على رأسه بينما ابتلعت زوجته إيفا براون كبسولة سم السيانيد. كان ذلك في 30 أبريل 1945، لتنتهي بذلك حياة أحد أكثر الطغاة قسوة في التاريخ.

صدام حسين: (الشهادتين) "يسقط الخونة والأميركيون والجواسيس والفرس"

أعطت فسحة القدر وقتاً وأملاً طويلاً للرئيس العراقي الراحل صدام حسين (1937 2006) ليقول ما يشاء عن حقبة حكمه التي امتدت لـ24 عاماً، وللمفارقة أنها الفترة المماثلة لمن يشاطره هوى "البعث" بشار. وقضى الرجل الذي وصفه جورج بوش الأب بـ"هتلر القرن العشرين" الثمانية أشهر الأخيرة قبل إعدامه مختبئاً بداخل مزرعة على مقربة من مسقطه تكريت هرباً من الجيش الأميركي، وكان يرافقه رجل اسمه قيس النامق هو صاحب المزرعة وخازن الثمار الأخيرة من أسرار "التكريتي المجيد".

ولحظات ما قبل حبل الإعدام في الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) 2006 كانت ملء السمع والبصر إذ وثقتها كاميرا هاتف بلغ صداها أقاصي الكرة الأرض وكان يردد "أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، وهي الشهادة التي يتلوها المسلم عندما يعلم أن منيته قد قربت. وهي وسيلة كما يقول دين المسلمين نحو الجنة والنجاة.

عائلة عراقية تشاهد التلفاز في منزلها في البصرة، بينما يبث التلفزيون الحكومي العراقي مقطع فيديو لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. (أ ب)

وتحت عنوان "حتى في المشنقة ظل صدام يلعن أميركا والخونة"، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس العراقي مسلطة الضوء على ما بدا عليه من رباطة جأش وتحد. وذكرت أن آخر كلماته (قبل نطقه بالشهادة) "يسقط الخونة والأميركيون والجواسيس والفرس"، ويقول علي المسعدي الذي صور لقطات الفيديو الشهيرة لمجلة "النيوزربك" الأميركية، إن صدام حسين قال قبل إعدامه "العراق بلا صدام لا شيء".

صدام خلال محاكمته في قضية الدجيل (غيتي)

زين العابدين: "تونس بين يديكم (حذاري) تونس بين يديكم"

"فهمتكم.. فهمتكم" قالها الرئيس التونسي الراحل، زين العابدين بن علي (1936 2019) وهو الرئيس الثاني للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 بعد الحبيب بورقيبة، وأول رئيس تونسي يتم خلعه من منصبه إثر احتجاجات شعبية ضد نظامه 2011.

ولم تكن عبارة "فهمتكم.." الأخيرة كما يظن كثر، إذ ثمة كلمات قالها زين العابدين بين السماء والأرض على متن طائرة تتأرجح بين خيارات الوطن والمنافي، وهي الكلمات التي كشفت عنها "هيئة الإذاعة البريطانية" وكانت عبارة عن مجموعة تسجيلات صوتية مسربة مع كبار رجاله. وعلى سبيل الأمنية يقول زين العابدين، "أنا عائد في غضون أيام"، قالها لوزير دفاعه آنذاك رضا قريرة. وفي مكالمة أخرى سأل، "هل تنصحني أن أعود؟" ليأتي الرد "الشارع غاضب.. لا يمكننا ضمان سلامتك"......

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 5 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات