اللبنانيون يزورون دمشق في مهمة "التحقق من فرار الأسد"

"انتظرنا 20 عاماً لزيارة الشام مجدداً"، بهذه الجملة تختصر سهى طبيعة العلاقة بين قسم كبير من اللبنانيين وسوريا، بعد أن لعبت الخلافات السياسية دوراً كبيراً في تعميق الشرخ بين البلدين. خلال تلك الفترة، وقعت اغتيالات وازدهر سلاح التصفية الجسدية، واندلعت حروب عدة، وتغيرت أنظمة، وتبدلت تحالفات، ولكن الثابت المشترك بين لبنان وسوريا هو التراجع الكبير على مستوى الاقتصاد ونوعية الحياة والاستقرار الاجتماعي على ضفتي الحدود، إلا أن صدمة كبيرة، شهدتها المنطقة مع سقوط نظام البعث وفرار عائلة الأسد والنخبة المتحالفة معها إلى موسكو وأرض اللجوء، لتنشط بعدها الرحلات الاستكشافية والزيارات العائلية باتجاه الأراضي السورية.

رحلة كسر الغموض

"زحمة غير مسبوقة" يشهدها معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، إذ أدى زلزال سقوط الأسد إلى تنشيط العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين. ولكنه في المقابل، كشف عن عدم الاستعداد لاستقبال أعداد هائلة من الزائرين بين البلدين عبر المعابر النظامية. في الجانب اللبناني، ينكبّ عناصر الأمن العام اللبناني لإنجاز معاملات العبور والتدقيق في بيانات المغادرين إلى سوريا. فيما يشكو مواطنون من الازدحام، ويقول أحد العابرين "أمضينا ساعتين من الزمن بين انتظار ووقوف في الطابور"، "تخللها تدافع بين المسافرين"، و"ارتفاع الأصوات بين الحين والآخر". وتكررت هذه التجربة السلبية والانتظار الطويل في طريق العودة إلى بيروت، حيث لاحظ العائدون وجود عشرات السوريين الهاربين الذين يفترشون الأرض بسبب عدم السماح لهم بدخول لبنان لعدم امتلاكهم وثائق وأوراق ثبوتية صحيحة.

ما إن تعبر الجانب اللبناني حتى تبدأ المشكلات السورية في الظهور، أولى تلك المشاهد قيام مجموعات من السوريين بالعبور نحو لبنان عبر التلال والجبال المحاذية للمعبر الشرعي، بعد مئات من الأمتار يصل المسافر اللبناني إلى ما كان يُفترض به أن يكون نقاط تفتيش سورية، ليتفاجأ بأنها فارغة، وحدهم بعض العناصر التابعين لـ "هيئة تحرير الشام" يحاولون القيام بالحد الأدنى من التدقيق. يتوجه عنصران بملابس يظهر عليها أنها عسكرية لكنها غير موحدة إلى المسافرين، يسألون عن المنطقة التي يأتي منها المسافر والوجهة. كما يطالبون بالاطلاع على الوثائق الرسمية، الهويات أو جوازات السفر اللبنانية.

يستكمل اللبناني رحلته نحو دمشق، وعلى الطريق مشاهد من المعاناة اليومية للمواطن السوري، وما أنتجه النزاع المسلح المندلع منذ 13 عاماً في سوريا. تنتشر على جوانب الطرقات بسطات بيع "غالونات البنزين"، على بعد أمتار، يظهر بائعو قوارير الغاز المنزلي، ولكن الصدمة الكبرى بدت مع مبادرة أشخاص بعرض الخبز على المارة. تتجه السيارة نحو قلب المدينة، حيث تظهر ملامح الفوضى العمرانية وتراجع الخدمات. ويقول سالم، وهو شاب لبناني عشريني، "جئنا إلى دمشق للتأكد من سقوط النظام السوري الذي حرمنا من زيارة الجارة سوريا، ودفعنا الفضول للقدوم واستكشاف الأوضاع ميدانياً".

سوريا الجديدة سوريا الجديدة

1/6 انعكست أزمة سعر الصرف على أسعار السلع، محدثةً إرباكاً في صفوف الزائرين (اندبندنت عربية)

2/6 شيء ما تغيّر في دمشق، هذا ما نلاحظه في سوق الحميدية، حيث تنفس التجار الصعداء، وكذلك الزوار (اندبندنت عربية)

3/6 تملأ أعلام سوريا الجديدة وصور "عبد الباسط الساروت" الأرجاء، وتظهر على الملابس والتذكارات (اندبندنت عربية)

4/6 ينصح المهندس باسم زودة أن تتسم رحلة دمشق بالطابع الاستكشافي (اندبندنت عربية)

5/6 لاحظ منظمو الرحلات السياحية إقبالاً كثيفاً على الرحلات إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد (اندبندنت عربية)

6/6 يشكل المطعم الشامي والحلويات عاملاً جاذباً للزائر اللبناني والأجنبي (اندبندنت عربية)

أجواء الميلاد مع العهد الجديد

ما إن يصل الزائر إلى حي باب توما بدمشق، حيث يكتشف اقتران أجواء الميلاد مع العهد الجديد، والتنوع الثقافي، والاحتفالات الجماعية. في زواريب باب توما، يظهر الغنى الحضاري، وتحوّل أعداد كبيرة من المنازل العربية إلى مطاعم تراثية وفنادق. ولكن في المقابل، هناك تراجع واضح في الخدمات العامة، إذ أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى عودة المولدات الكهربائية التي ملأ أزيزها الأرجاء. صعوداً نحو القيمرية التي تنطق جدرانها حباً وعشقاً لدمشق، بعد أن كانت رمزاً للتنصت وقمع الحريات. كما تنتشر المطاعم التقليدية، والحمامات العربية، والمهن التراثية. على أعتاب الجامع الأموي، أعاد التحرير النقاش السياسي إلى المقاهي الشعبية، كما نشط عمل المصورين الفوتوغرافيين، ناهيك عن بائعي المفرقعات التي كانت تصنّف "سلعة ممنوعة".

ما إن تبلغ الجامع الأموي حتى تشد الأبصار صور مئات المفقودين، والنعوات التي ترثي رحيل سجناء في صيدنايا. ويشهد الجامع التاريخي الكبير ازدحاماً استثنائياً، ويكشف أحد الموظفين لـ "اندبندنت عربية" عن تبدل كبير بفعل كسر الطوق الأمني على حركة المصلين والزائرين، مؤكداً أنه "في السابق، لم تكن هناك حرية دخول وخروج إلى صحن الجامع، وكانت تخضع للرقابة، وكان لا يتواجد إلا العشرات في أحسن الأحوال". من جهته، يلفت حسن طه، وهو دليل سياحي لبناني إلى أنه "في كثير من.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 18 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 20 ساعة