لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يتحول المغرب، المعروف بموارده الغنية من الفوسفات، إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات، إلا أن المملكة نجحت خلال العقد الأخير في تحقيق إنجازات هائلة وضعتها في صدارة المشهد الصناعي بالقارة الأفريقية، حيث تفوقت صناعة السيارات على الفوسفات كأكبر قطاع تصديري، مع توقعات بوصول صادراتها إلى 20 مليار دولار العام المقبل.
من التجميع إلى التصنيع المتقدم
شهدت صناعة السيارات المغربية تحولاً استراتيجياً من عمليات التجميع البسيطة إلى التصنيع المتقدم، مما جعلها تنافس كبريات الدول الصناعية. ويقود هذا التحول مصنعان رئيسيان: أحدهما في طنجة التابع لشركة "رينو"، والذي يُعد الأكبر في أفريقيا، والآخر في القنيطرة التابع لشركة "ستيلانتيس".
تبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمصانع المغربية 700 ألف سيارة سنوياً، ومن المتوقع أن تصل إلى مليون سيارة في 2025. وتحقق الصناعة نسبة مكون محلي تزيد على 65%، بفضل وجود أكثر من 260 شركة مغذية للقطاع تشغل نحو 230 ألف عامل.
استثمارات وشراكات تاريخية
بدأت صناعة السيارات في المغرب عام 1959 مع تأسيس "صوماكا" لتجميع طرازات "فيات" و"سيمكا"، قبل أن تستحوذ "رينو" الفرنسية على المصنع في 2005، لتدشن بعدها أكبر مصانعها في أفريقيا بمدينة طنجة.
في 2015، انضمت "ستيلانتيس" إلى المشهد بإطلاق مصنعها في القنيطرة باستثمار أولي بلغ 500 مليون يورو، لتصل قدرته الإنتاجية إلى 200 ألف سيارة سنوياً، مع توسعات قيد التنفيذ لمضاعفة هذا الرقم.
أرقام قياسية ومكانة عالمية
بحسب بيانات رسمية، أنتج المغرب أكثر من 570 ألف سيارة في 2023، ما يعادل سيارة جديدة كل دقيقة، ليحتل المركز الأول في إنتاج السيارات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام