خاص - تقدم في مفاوضات الأسرى.. محللون: نتانياهو سيضطر لعقد صفقة جزئية حال أرادها ترامب

رغم الأنباء والأحاديث المتواترة، والتي ترافقها مصطلحات التفاؤل منذ استئناف جولة التفاوض الجديدة غير المباشرة بين إسرائيل و حركة "حماس" بالدوحة يوم الجمعة، من أجل الوصول لهدنة جديدة واتفاق تبادل أسرى، وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن تجربة المفاوضات السابقة تنذر باحتمالية الفشل وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، بفعل العقبات التي تضعها إسرائيل.

وفي هذا السياق، أجرى وفد حركة "حماس" لقاءات مهمة في القاهرة مع كبار المسؤولين في جهاز المخابرات العامة، الذي يتوسط الصفقة، تزامناً مع تصريحات إسرائيلية تشير بأن إرسال فريق التفاوض للدوحة يمثل "محاولة اللحظة الأخيرة للتقدم في مفاوضات الصفقة"، بقيادة مسؤولي جهازي "الموساد" و"الشاباك" وبعض الضباط الكبار من الجيش الإسرائيلي الذين أجروا محادثات مع الوسطاء.

في التزامن، تتواصل مساعي الوسطاء الحثيثة بغية عقد تهدئة توقف الحرب، عبر جولات تبادل الأسرى بين الجانبين، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وكثف الوسطاء من اتصالاتهم لإنجاز المرحلة الأولى من التهدئة، قبيل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الـ20 من الشهر الجاري.

وعلى الأرض، تشهد المناطق الإسرائيلية تظاهرات يومية، تطالب بإبرام اتفاق لتبادل الأسرى، تحديداً بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مدينة القدس، وإلى جانب ذلك تصعيد القوات الإسرائيلية بشكل خطير وصورة غير مسبوقة من هجماتها ضد غزة، وتعمل على توسيع العملية البرية لتطال مناطق جديدة في القطاع.

أولويات إسرائيل من وجهة المحلل السياسي الإسرائيلي إلحنان ميلير، يقول لمنصة "المشهد" إن "الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتانياهو تسعى هذه المرة لإبرام صفقة مع "حماس" وذلك قبيل دخول الرئيس الأميركي ترامب إلى البيت الأبيض، ونتانياهو يسعى من خلال ذلك، لتلبية رغبات وطموحات ترامب، فأعتقد بأن هناك فرصة حقيقية خلال الأيام المقبلة للوصول إلى صفقة تبادل أسرى وفق المعطيات والمتابعات، فإسرائيل تحاول إتمام صفقة صغيرة ليست جزءاً من صفقة بالتدريج، يعني القليل من المخطوفين مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين".

واستطرد ميلير قائلاً: "الأمر ليس مرهون بيد الحكومة الإسرائيلية أو نتانياهو فحسب، وإنما حركة "حماس" هي الأخرى تماطل وتضع الكثير من العراقيل في مجريات الصفقة، ولا تبدي مرونة في كثير من جولات التفاوض السابقة".

وحول نتائج ضغط الشارع الإسرائيلي الذي يعج بالتظاهرات الحاشدة اليومية بقيادة عائلات الأسرى وعموم الإسرائيليين على قرار نتانياهو، يقول ميلير: "حتى اللحظة، لا توجد نتائج على أرض الواقع، وللأسف لم تؤثر على قرار نتانياهو أو الحكومة الإسرائيلية بالذهاب نحو إبرام صفقة لتحرير الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، لكن إعفاء المتدينين من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، سيزيد من الضغط على الحكومة، ولربما ستضطر لإبرام الصفقة، ويؤثر إيجاباً".

استئناف المفاوضات يعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي أمير مخّول لمنصة "المشهد" بأن "الأمور باتت ناضجة للصفقة كما لم تكن يوماً، بما فيها التقديرات الإسرائيلية التي كانت متشائمة من قبل، وفي هذه الجولة هناك إمكانية لتجاوز العقبات فيما يخص المحررين الفلسطينيين سواء من ذوي الأحكام العالية أو المؤبدة، وفيما يتعلق بقضية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، على ما يبدو بأن "حماس" تنازلت عن هذا الشرط ولم تعد مصممة عليه، ويكون الانسحاب نتاج صفقة متدحرجة قد تؤدي إلى أمر الانسحاب أو لا، وتقود للقتال من جديد".

وأضاف الباحث مخّول لـ"المشهد" بأن "المتغير الأهم الآن، هل ترامب يريد أن يدخل البيت الأبيض والصفقة غير منجزة؟ أعتقد هذا ما يحدد موعد الصفقة، في حال أراد أن تكون الصفقة قبل دخوله البيت الأبيض، سوف يضطر نتانياهو إلى عقد صفقة ولو جزئية حالياً، والاحتمال أن تكون جزئية، بتبادل الأسرى واعادة اصطفاف معين في غزة دون الانسحاب من المواقع التي تسيطر عليها إسرائيل".

ويتقاطع مع الرأي السابق، المحلل في القضايا السياسية الإسرائيلية عصمت منصور، قائلاً لـ"المشهد" بأنه "من الواضح أن هذه الجولة من المفاوضات تبدو أكثر جدية، لأنها تناقش القضايا التي تعد الأكثر خلافًا بين الجانبين، وذهبت طواقم إسرائيلية مهنية للدوحة، وهناك تعتيم إعلامي على الأجواء ومستجدات التفاوض، هذا يعكس جدية تامة، لكن هل هي كفيلة بإنهاء المفاوضات، والتوصل لصفقة، أعتقد بأن هذا مشكوك به، المسألة تحتاج لقرارات سياسية من نتانياهو، و "حماس".

وأشار المحلل منصور خلال حديثه لـ"المشهد"، إلى أن العامل الحاسم في تعامل نتانياهو مع المفاوضات والصفقة فهو "يريد صفقة لا تهز ائتلافه، ولا تعرض حكومته للخطر، ولا تقلل من شعبيته لدى جمهور اليمين والمتطرفين، بالإضافة أن إسرائيل تريد الحل على حساب الفلسطينيين، وتنازلات من طرف واحد، وهذا الذي يمنع حدوث اتفاق حتى اللحظة، ولجسر الهوة يجب أن تتنازل إسرائيل أيضاً".

مواضيع ذات صلة تصعيد إسرائيلي ومن وجهة نظر الخبير بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، فيقول لـ"المشهد" فإن "سياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة عبر مواصلة حرب الإبادة بالعمليات العسكرية المستمرة من خلال المجازر اليومية، والتطهير العرقي، وإخلاء شمال قطاع غزة، وتدمير مربعات سكنية ومواصلة الحصار، وتحويل العمليات العسكرية الآن نحو مدينة غزة، كلها إجراءات تمهد لمستقبل القطاع، وتعزيز الاستيطان".

وأكد أبو غوش بأنها "محاولة ضغط على حركة "حماس" والفلسطينيين في غزة، حتى تضطر "حماس" إلى أن توافق على شروط وقضايا لا توافق عليها أصلاً، فالتصعيد العسكري الأخير الذي يشمل القصف العنيف وإحراق مستشفى كمال عدوان، وغيرها العديد من الجرائم، تأتي في إطار الضغط على "حماس" لدفعها إلى الاستسلام ورفع الراية البيضاء".

ويعتقد أبو غوش أن نتانياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة، ولا الخروج منها، ويسعى أن تكون "منطقة عازلة للحفاظ على أمن مستوطنات الغلاف المجاورة، ويبحث عن النصر الموهوم الذي سيعيد له ماء الوجه، ولأجل ذلك يختلق الأعذار في كل مرة لمنع إتمام الصفقة، فهو يعاني من أزمة قانونية وأخرى دستورية، إلى جانب تعرضه لضغوط داخلية كبيرة وأخرى من الإدارة الأميركية الجديدة، وتحديداً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكن نتانياهو يحاول تجنب اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف الحكومي الذي يقوده".

وختم بالقول: "آخر عقبة اخترعها نتانياهو لتعطيل الصفقة، مطالبته بكشف أسماء الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، هذا طلب مستحيل، بفعل القصف المتواصل لكل أجزاء غزة، وصعوبة التواصل بين المجموعات التي ترعى الأسرى وتهتم بهم".

(المشهد - القدس)


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
صحيفة الشرق الأوسط منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
التلفزيون العربي منذ 7 ساعات
قناة الغد منذ 13 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 19 ساعة
قناة يورونيوز منذ 7 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين