ما الذي يعنيه حظر عمل الأونروا في غزّة والضفة الغربية بالنسبة للفلسطينيين؟

من المتوقع أن يدخل قرار السلطات الإسرائيلية بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في وقت لاحق من هذا الشهر حيّز التنفيذ، ما يعني تقييد قدرة الوكالة الأممية على العمل في غزة والضفة الغربية المحتلة.

وعبّرت منظمات إغاثة ودول من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان، عن قلقها البالغ إزاء هذه الخطوة الإسرائيلية، وقالت إنّ ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الفلسطينيين، وبشكل خاص أولئك الذين يعيشون في غزّة ويعتمدون على مساعدات وخدمات تقدمها الوكالة.

لكن، ما الذي يعنيه حظر الأونروا للفلسطينيين، ولماذا تعترض إسرائيل منذ وقت طويل على عمل المنظمة؟

بعد مرور أكثر من عام على حرب غزّة، لم يعد الصراع المسلّح فقط ما يقلق جمانة عماد، وهي أمّ لطفلين، إذ أصبحت تعيش في صراع دائم للحصول على طعام وماء وسلع أساسية أخرى.

جمانة - وهي صحافية (26 عاماً) - تعيش في خان يونس جنوب غزة، وتقول إنّ الوضع حالياً أسوأ مما كان عليه طيلة فترة الحرب.

قصص مقترحة نهاية

وتوضح: "ليس هناك طعام أو شراب، لدي طفلة بحاجة ماسّة إلى أشياء كثيرة، لكن لا يتوفر منها شيء واحد".

مثل جميع سكّان غزّة تقريباً، اعتمدت جمانة على المساعدة وخدمات أخرى قدّمتها الأونروا - التي يصفها البعض بأنها شريان حياة للفلسطينيين قبل الحرب وخلالها.

وتأسست الأونروا عام 1949 بهدف تقديم الرعاية لـ750 ألف فلسطيني، أجبروا على مغادرة منازلهم أو الفرار منها بعد قيام دولة إسرائيل، لتصبح الأونروا لاحقاً أكبر وكالة إغاثة في الأراضي الفلسطينية، حيث توظّف 13 ألف شخص في الداخل وأكثر من 30 ألف شخص في الشرق الأوسط.

وفي المجمل، تتكفل الوكالة بنحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجّل في أنحاء المنطقة، بما في ذلك الأردن ولبنان وسوريا.

وبالإضافة إلى الغذاء و السلع الأساسية الأخرى، تقدم الأونروا مجموعة من الخدمات عبر السلطات الحاكمة، مثل التعليم والرعاية الصحية وأعمال الطرق، وحتى منح القروض لروّاد الأعمال الفلسطينيين.

لكنّ الوكالة حذّرت من أنّ عملها في غزّة والضفة، بما في ذلك القدس الشرقية، قد يتوقف بالكامل، في حال دخول الحظر الذي أقرّه أغلبية مجلس النواب الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيز التنفيذ في 28 يناير/ كانون الثاني وفق المخطط.

القرار الذي تمّ تمريره داخل الكنيست - بموافقة 92 عضواً ورفض 10 أعضاء فقط جاء بعد اتهام الحكومة الإسرائيلية المتكرر لموظفين في الأونروا بالتواطؤ مع حركة حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وتزعم إسرائيل أنّ بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجمات ذلك اليوم، وأنّ العديد من الموظفين الآخرين، أعضاء في "منظمات إرهابية".

وتقول الأونروا إنّ أي اتفاقات مع حركة حماس، كانت بهدف تمكين الوكالة من القيام بعملها، وإنّ إسرائيل لم تقدم على الإطلاق أي دليل يدعم مزاعمها حول انتماء عدد من موظفيها إلى منظمات إرهابية.

وتحكم حماس قطاع غزّة منذ السيطرة عليه وإنهاء حكم حركة فتح المنافسة لها في يونيو/حزيران 2007.

وفي حين ينصّ القانون الجديد على حظر عمل الأونروا في القدس الشرقية وإسرائيل، فإنه يقضي أيضاً بمنع موظفي الوكالة من العمل مع المسؤولين الرسميين الإسرائيليين.

وعملياً، تقول الأونروا إنّ القرار سيجعل عملها في غزّة والضفة الغربية المحتلة مستحيلاً، لأن الوكالة تعتمد على الاتفاقيات مع إسرائيل لتتمكن من العمل بما في ذلك نقل المساعدات عبر حواجز التفتيش بين إسرائيل وغزّة.

وإلى جانب الهلال الأحمر الفلسطيني، تتولى الأونروا توزيع جميع المساعدات تقريباً، من خلال 11 مركزاً في غزّة.

وتقول الأونروا إنها قامت بتوزيع طرود غذائية على ما يقارب 1.9 مليون شخص منذ بدء الحرب في غزّة وهي عمليات إمداد أصبحت أكثر حيوية مع ارتفاع سعر المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق.

مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريديرك يقول إنّ "دخول القانون حيّز التنفيذ، يعني على الأرجح توقّف عمليات الأونروا في الضفة الغربية - بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة وقطاع غزّة".

ويضيف أن "ذلك يعني أنّ أكثر من 47 ألف طفل فلسطيني دون مدرسة، وحرمان أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني يحصل على خدمات طبية من هذه الخدمات".

التعليم في خطر وتوفّر الأونروا التعليم للفلسطينيين منذ 1950، وهو تاريخ إنشاء أولى مدارس الوكالة.

وتدير الآن مئات المدارس في غزّة والضفة الغر بية والأردن ولبنان وسوريا.

لكنّ مستقبل مدارس الأونروا في الأراضي الفلسطينية بات غامضاً الآن.

واستخدمت العديد من المدارس في غزّة كملاجئ مؤقتة للنازحين الفلسطينيين خلال الحرب.

وتقول الأونروا إنّ نحو 70 في المئة من مدارسها في غزّة أصيبت خلال الصراع بعضها تعرضّ للتدمير والبعض الآخر تضرّر بشدة - وتشير المنظمة إلى أن 95 في المئة من المدارس التي أصيبت كانت تستخدم كملاجئ للنازحين الفلسطينيين.

تعمل دعاء زوربا معلمة في مدرسة الأونروا للفتيات في شعفاط في القدس الشرقية منذ عشرين عاماً.

وتقول: "حين سمعنا الأخبار (بشأن الحظر) لأول مرة، سألنا الأهالي مباشرة عن التأثير المحتمل على أطفالهم".

وتضيف: "لم يكن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة يورونيوز منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 18 ساعة
قناة العربية منذ 5 ساعات