آلاء مظهر عمان مع دخول قرار وزارة التربية والتعليم، القاضي بعقد امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) على مدار عامين حيز التنفيذ، بدءا من العام الدراسي الحالي، يبرز على السطح تساؤل حول ماهية البدائل المتاحة للطلبة ممن لم ينالوا معدلات تؤهلهم لدراسة تخصصات يرغبون بها.
وفي هذا النطاق، فإن هذا التساؤل الذي وجهه نواب إلى الحكومة، في سياق أسئلة خاصة بوزارة التربية والتعليم، يثير فعليا تساؤلات واسعة، حول عدالة حصول الطلبة على تخصصات جامعية بعد نظام "التوجيهي الجديد"، الذي بدئ بتطبيقه في العام الدراسي الحالي على طلبة الصف الـ11، ستجري وقائع دورته الأولى في نهايه العام، إذ سيتقدمون للامتحان في 4 مباحث للثقافة المشتركة هي: التربية الإسلامية، واللغتان العربية والإنجليزية وتاريخ الأردن، التي سينتهون من دراستها في هذا الصف، أما في دورة العام التالي وخلال دراستهم للصف الـ12، فإن الطلبة سيختارون الحقل الذي يرغبون به، وفقا لقدراتهم وميولهم، وحسب التخصص الذي يتطلعون لدراسته بالجامعة، إذ ستتوافر وفق خطة جديدة، 6 حقول لهم في هذه الدورة، هي: الصحة، الهندسة، العلوم والتكنولوجيا، اللغات والعلوم الاجتماعية، القانون والعلوم الشرعية، والأعمال.
مدير إدارة الامتحانات والاختبارات بالوزارة محمد شحادة، بين أن الطالب يمكنه التقدم مرة أخرى (بعد الدورتين) لرفع معدله في مبحثين، ويمكنه تغيير حقله أيضا، مع اعتماد علاماته السابقة دون البدء من جديد، أو الالتحاق بتخصص يتناسب مع معدله، فالحقل الصحي مثلًا، يشتمل على تخصصات صحية غير الطب، تكون فيها معدلات القبول أقل.
أما مدير إدارة الامتحانات والاختبارات بالوزارة سابقا علي حماد، فأشار إلى إن "التوجيهي الجديد"، يتطلب آليات مباشرة لتوجيه الطلبة لتحسين اختيار حقلهم، ما يعني حُسن اختيار المواد الدراسية، بخاصة الاختيارية منها؛ لأن ذلك الاختيار له تبعات كبيرة بدراسة الطالب الجامعية، واختياراته ستكون امتدادا لدراسته الجامعية، فإن أساء الاختيار، سيتأخر عاما عن زملائه.
وبين حماد، أن الوزارة حددت مباحث إجبارية لكل حقل، ومنحت الطلبة حرية اختيار المباحث الاختيارية، وهنا عليه أن يحسن اختيار مباحثه، ليفتح له أكثر من حقل، وليزيد مساحة اختياراته للتخصص الجامعي المناسب، مبينا إمكانية أن يتقدم الطالب للامتحان في المباحث الاختيارية، إذا لم يحصل على المعدل المطلوب للتخصصات الجامعية، بمعنى أن النظام الجديد لـ"التوجيهي"، أتاح مباحث تخصصية للحقول الدراسية كافة، يستطيع الطالب الاختيار من بينها، وهي: الرياضيات، العلوم الحياتية، الكيمياء، الفيزياء، علوم الأرض والبيئة، اللغة العربية "التخصص"، التربية الإسلامية "التخصص"، لغة إنجليزية متقدمة، علم اجتماع وعلم النفس، رياضيات الأعمال، الثقافة المالية، الفلسفة، التاريخ، الجغرافيا، وبالتالي فهو سيدرس في الصف الـ12 مبحث المهارات الرقمية، و6 مباحث تخصصية، إجبارية واختيارية، وبعد نجاحه يتقدم للامتحان الوزاري في دورته الثانية بـ4 مباحث فقط، وفقا للحقل الذي يرغب بدراسته.
وبين أنه في هذه الحالة، يمكن للطالب إذا لم يحصل على معدل يؤهلة لدراسة تخصص يرغب به، التقدم للدورة الامتحانية اللاحقة بمبحث اختياري آخر، من المباحث التي سبق ودرسها في الصف الـ12، ولم يتقدم بها للامتحان الوزاري، وبالتالي سيتمكن من الالتحاق بتخصص يريده، فهذا المبحث سيفتح له، أكثر من تخصص.
بدوره، أوضح الخبير التربوي محمد أبو غزلة، أن "التوجيهي الجديد" واجه آراء مؤيدة ومعارضة قبل انطلاقه، وسيبقى أيضا يواجه تحديات ومشاكل في المستقبل، لأسباب متعددة؛ اجتماعية وتعليمية، بعضها يتعلق بمدى توافر تخصصات أكاديمية ومهنية حددتها الوزارة لطلبة الصفين 11 و12 بالمدارس، والتي تحدد مستقبلهم الجامعي، في ضوء توزيع المدارس غير المنتظم في مديريات التربية والتعليم، وبعد المسافات عليهم، وتوافر الكوادر التدريسية من عدمه، والأهم؛ أثر ذلك على القبول الجامعي مستقبلا، إذا لم يحقق الطالب المعدل المطلوب للتخصصات الجامعية.
ورأى أبو غزلة، أن أهم ما يمكن العمل عليه لضمان حصول الطلبة على تخصصات توافق رغباتهم أو المسارات التي يدرسونها في الصفين، وكانت معدلاتهم أقل من معدلات القبول لهذه التخصصات، يتبلور بإعادة هيكلة آلية القبول الجامعي، وتحديدا نظام القبول الموحد، مبينا، أن حل قضية قبول من لا يحصلون على معدلات تسمح لهم بالالتحاق في تخصصات جامعية يرغبون بها في ضوء معدلاتهم، برغم التحاقهم بهذه المسارات في الصفين، يمكّن بأن يتخذ مكتب التنسيق الموحد سياسات وإجراءات، تضمن زيادة فرصهم للالتحاق بتخصصات قريبة من رغباتهم.
وطالب أبو غزلة، بأن تكون هناك سياسات مرنة في التخصصات لمكتب التنسيق الموحد، بتحديد نسب معينة من المقاعد لما تبنته الوزارة منها، ولكن بمتطلبات أقل من المعدل، بشرط أن يتوافق الطالب مع شروط عدة، كامتحانات تحديد المستوى، أو شروط إضافية أخرى، إلى جانب المعدل العام، لتتاح الفرصة لمن لم يحصلوا على مقاعد في تخصصات يفضلونها، وبعد اجتياز معايير إضافية كاختبارات القدرات الشخصية، والمواهب الخاصة والأنشطة اللامنهجية، ليحدد قبولهم في التخصصات المطلوبة.
كما أشار إلى أنه يمكن إتاحة الفرصة، لمن قبلوا بتخصصات أخرى في السنة الأولى للانتقال بين التخصصات التي يرغبون بها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية