السد العالي ليس صخرا أصم يحجز مياهًا على مجرى النيل، بل هو مشروع هندسي عظيم وقصة كفاح شعب استطاع مواجهة الاستعمار وصنع معجزة هندسية خالدة.
بدأت الحكاية في مثل هذا اليوم قبل 65 عامًا في يوم 9 يناير 1960، عندما انطلق الحلم المصري لبناء السد العالي متجاوزًا حدود الزمان؛ ليصبح أحد أعظم المشاريع الهندسية في القرن العشرين.
السد العالي.. درع مصر ضد الجفاف والفيضان وصف السد العالي بأنه "أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين" ليس مبالغة؛ فقد حمى مصر لعقود من تأثيرات الجفاف والفيضان، وساهم في تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة، لتظل «المحروسة» تنعم بأمان مائي تحت ظلال هذا الصرح العظيم على مدار أكثر من نصف قرن.
جاءت كلمات الرئيس الراحل أنور السادات خلال افتتاح السد العالي عام 1971 لتدل على أهمية المشروع الكبير، وتعكس أهميته كرمز للحرية والسلام، حيث قال: «السد العالي معركة تمت واكتملت بانتصار.. انتصار الإرادة والجهد العلمي المنظم».
حكاية السد العالي من فكرة إلى واقع بدأت فكرة السد العالي في عام 1946، عندما اقترح إنشاء خزان جنوب أسوان للتحكم في مياه النيل، ولاحقًا، قدم المهندس المصري اليوناني الأصل، إدريان دانينوس، تصورًا لإنشاء سد كبير لتخزين المياه وتوليد الكهرباء، ورغم النزاع القانوني حول حقوق الفكرة، استمرت الجهود لتنفيذ المشروع.
دور الخبراء الدوليين في تصميم السد العالي في عام 1954، أجمعت لجنة خبراء عالمية على صلاحية مشروع السد العالي، موصية بموقعه جنوب خزان أسوان، وجرى التخطيط والتعاون مع شركات استشارية عالمية مثل "ألكسندر جيب" البريطانية و"سوجريا" الفرنسية لضمان جودة التصميم والتنفيذ.
التحديات والتمويل واجهت مصر عند الشروع في تنفيذ مشروعها القومي تحديات التمويل؛ بعد انسحاب الدعم الأمريكي والبريطاني؛ وردًا على ذلك، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس عام 1956، ما مهد الطريق للحصول على دعم الاتحاد السوفيتي الذي قدم قرضًا لبناء السد.
إنجاز المشروع رغم الصعاب ورغم التحديات، جرى تحويل مجرى النيل في مايو 1964، وافتتحت بحيرة ناصر لاستقبال أولى قطرات التخزين عام 1968، اكتمل بناء السد العالي عام 1970، وافتتح رسميًا في 15 يناير 1971، ليصبح «هرم مصر الجنوبي» شاهدًا على عظمة إرادة المصريين.
معلومات عن السد العالي يبلغ الطول الكلي للسد 3600 مترا، منها 520 مترا بين ضفتي النيل، ويمتد الباقي على هيئة جناحين على جانبي النهر، ويبلغ طول الجناح الأيمن 2325 مترا على الضفة الشرقية، ويبلغ طول الجناح الأيسر 755 مترا على الضفة الغربية.
ويبلغ ارتفاع السد 111 مترا فوق قاع النيل من منسوب 85 مترا إلى منسوب 196 مترا، وعرضه عند القاع 980 مترا وعند القمة 40 مترا.
ويتكون جسم السد من ركام الجرانيت والرمال، ويتوسطه نواة مانعة لتسرب المياه، وعلى الجانب الأيسر للسد مفيض، يسمح بصرف ما يزيد على منسوب المياه عند 182 مترا، وهو أعلى منسوب لحجز المياه أمام السد، وتبلغ سعة حوض التخزين على أقصى منسوب للحجز 162 مليار م3، تحتويها بحيرة صناعية يبلغ طولها 500.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام