جيمي كارتر: صانع سلام في الشرق الأوسط ومهندس أعظم إخفاقاته #نكمن_في_التفاصيل

على رغم كل الثناء والمديح اللذين أغدقهما الناس على جيمي كارتر، لم يتول الرئاسة سوى لولاية واحدة وكانت أعوامه الأربعة في البيت الأبيض فاشلة في معظمها وشابها كثير من الإخفاقات، وإن غطت عليها بصورة كبيرة جهوده الخيرية البارزة بعد تقاعده.

بيد أن إدارة كارتر نجحت في تحقيق نجاح أو خرق دبلوماسي واحد كان من الممكن أن يحظى بمزيد من التقدير لولا ما حدث من بعده، وتمثل هذا النجاح في توقيع "اتفاق كامب ديفيد" في سبتمبر (أيلول) 1978، أي بعد مرور ثلث فترة ولايته، وشكل ذلك خرقاً دبلوماسياً من الدرجة الأولى.

فقد منح هذا الاتفاق إسرائيل قدراً من الأمن ربما لم تنعم به منذ إنشائها عام 1948، كما جلب السلام ولو لبرهة إلى الشرق الأوسط.

يصعب تذكر ذلك الآن، لكن الصراع الرئيس قبل ذلك كان يدور بين إسرائيل وكل العالم العربي، وكانت مصر في الطليعة كأقوى قوة عسكرية.

وفي ذلك الوقت أيضاً كانت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات قد نظمت وأطلقت هجمات على أهداف مدنية، بما في ذلك عمليات اختطاف الطائرات والسفن في ستينيات القرن الماضي والفترة التي تلتها، وفي هذا السياق شرع كارتر في إحياء العملية التي بدأها هنري كيسنجر بعد وقت قصير من دخوله البيت الأبيض، وأثمر ذلك "اتفاق كامب ديفيد".

ونصت هذه الاتفاقات على اعتراف مصر بإسرائيل وإنهاء حال الحرب بينهما، وتم جراء ذلك توقيع معاهدة سلام رسمية عام 1979 وتسليم إسرائيل لشبه جزيرة سيناء التي احتلتها منذ حرب عام 1973.

وشكلت صور كارتر وهو يستضيف الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن خلال حفل توقيع الاتفاق في البيت الأبيض مشاهداً سعى كل رئيس أميركي خلَفه إلى تكرارها.

يصعب تقدير حجم الإنجاز الذي حققه كارتر عام 1978 من دون الإشارة إلى الأخطار الكبيرة التي تحملها كلا القائدين بتوقيعهما على هذه الاتفاقات.

وبعد مرور ما يربو عن ثلاثة أعوام لقي السادات حتفه حين اغتيل أثناء عرض عسكري وفيما نجا بيغن لكن إسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي خلفه وحاول بجدية تحقيق السلام وهذه المرة مع الفلسطينيين، اغتيل عام 1995 بعد مسيرة سلمية في تل أبيب.

وبناء على كل ما سبق ذكره لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية "اتفاقات كامب ديفيد" للسلام، سواء باعتبارها أساساً للسلام في الشرق الأوسط أو بالنسبة إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة هناك كوسيط للسلام.

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لو لم تندلع الثورة الإسلامية في إيران في العام التالي لكان من الممكن أن يتصدر "كامب ديفيد" الواجهة في حملة إعادة انتخاب كارتر باعتباره الإنجاز التاريخي الذي تحقق، ولكان من الممكن أن يساعد في.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 18 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
بي بي سي عربي منذ 5 ساعات
قناة يورونيوز منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 16 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 4 ساعات