يقدم تفسيرا علميا للخيال وعملية الإبداع

العقل أوسع من السماء: كتاب جديد عن طبيعة الخيال

قالت الشاعرة الأمريكية إميلى ديكنسون ذات يوم عبر إحدى قصائدها: «العقل أوسع من السماء/ لأنك إذا وضعت الاثنين جنبًا إلى جنب/ يمكن لأحدهما أن يحتوى الآخر بسهولة»، إن ما يقدمه لنا العالم من خلال حواسنا يُضاف إليه تلقائيًا فى عقولنا أمور تفوق مجرد الإدراك الحسى، هذه هى طبيعتنا كبشر لأننا نملك شيئًا نمتاز به عن كل المخلوقات التى عرفت الحياة على سطح الأرض؛ ألا وهو الخيال.

الخيال هو القوة الخارقة الفريدة التى يمتلكها الإنسان، وربما أكثر ما يميزنا عن بقية المخلوقات، ومن هذا المنطلق حاول طبيب الأعصاب البريطانى آدم زيمان عبر صفحات كتابه الجديد بعنوان «الأشياء غير المرئية» تفسير آليات عمل الخيال داخل عقل الإنسان، كما حاول تقديم تفسير علمى له؛ فقدم الكتاب كمًا كبيرًا من المعلومات المثيرة حول عملية الإبداع، والصور الذهنية، وتطور الأدمغة منذ الطفولة، كما تشعب أيضًا لمواضيع جانبية مثل أصول الحياة، وجائحة كوفيد-19، وأزمة المناخ.

ولم يصل الكتاب إلى تفسير كامل للغز ــ برغم طرحه العديد من المعلومات العلمية ــ ألا وهو: لماذا تبدو قدرتنا على الخيال أوسع بكثير من احتياجاتنا الغريزية الأساسية ــ وربما المادية ــ للحياة على كوكب الأرض؟ وعن ذلك قال المؤلف إن الأمر ربما يتخطى حدود العلم؛ إذ يقدم علم الأعصاب الكثير عن الخيال، لكنه لا يمكنه الوصول إلى جوهره بشكل كامل.

الموضوع ذاته متعدد الجوانب؛ فعلى سبيل المثال ليست هناك ثمة علاقة مباشرة بين العلم والأدب؛ فإلى أى مدى يمكننا إيجاد أرضية مشتركة بين الشاعر الرؤيوى ويليام بليك (الذى اعتبر أن هذا العالم هو رؤية متصلة من الخيال) والفيزيائى بول ديراك، الذى كان يجد صعوبة فى تخيل نفسه فى عقول الآخرين، لكنه تمكن من ابتكار مفاهيم المادة المضادة والمغناطيسات أحادية القطب؟

يبدو أن الخيال مرتبط بوضوح بالإبداع، والتعاطف، والقدرة على استحضار الصور الذهنية. ومع ذلك، هناك أشخاص مبدعون للغاية مثل إد كاتمول، مؤسس شركة «بيكسار» والرئيس الحالى لاستوديوهات «والت ديزنى» للرسوم المتحركة، يعانون من حالة «العمى التخييلى»، وهى عدم القدرة الفطرية على تخيل أى شىء فى عقولهم.

إن الخيال جوهر كل التجارب الإنسانية. وعن ذلك قال المؤلف: «الإدراك والخيال يشتركان فى مساحة أكبر مما نعتقد»؛ فنحن نُكوّن عالمنا الذى ندركه من معلومات غير مكتملة يتم تفسيرها عبر الترجمة العقلية للبيئة المحيطة بنا، والتى بدورها تخلق توقعات لما يوجد فعليًا حولنا وكيفية تفاعلنا معه.

وأضاف: «الصور الذهنية موجودة لتمكننا من تقديم تنبؤات أدق عن الأحداث المستقبلية من أجل سلوك أكثر فعالية، ويتم ذلك من خلال السماح لنا بمحاكاة تلك الأحداث بطريقة تشبه الواقع إلى حد ما». وبالتالي، يصبح التمييز بين المتخيل والواقع غير واضح: فالتمارين المتخيلة يمكن أن تزيد القوة البدنية، والأدوية المتخيلة قد تسهم فى الشفاء ما يعرف باسم "تأثير الدواء الوهمى - Placeop"، والألم المتخيل يمكن أن يصير ألمًا حقيقيًا.

إن واقعنا هو، فى النهاية، ما يسميه بعض العلماء «هلوسة موجهة»: عالم متخيل يتطابق بدرجة ما مع العالم الفيزيائي، ولكنه قد يفقد هذا التوافق.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جريدة الشروق

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة الشروق

منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 10 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 5 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 18 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 16 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 10 ساعات
موقع صدى البلد منذ 4 ساعات
موقع صدى البلد منذ 41 دقيقة
صحيفة اليوم السابع منذ 5 ساعات