بدأ الناجون من حرائق الغابات التي اجتاحت مدينة لوس أنجلوس بالعودة إلى مناطقهم، لكن كثيرين منهم لم يجدوا سوى أنقاض منازلهم وذكريات طمستها النيران.
هذه الحرائق، التي تُعد من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ كاليفورنيا، أودت بحياة 10 أشخاص وألحقت أضرارًا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.
مشاهد مروعة صور جوية لأحياء مثل باسيفيك باليساديس وألتادينا كشفت حجم الدمار، حيث تحولت المنازل إلى رماد، وكأنها منطقة حرب.
في حي باليساديس، دُمّر بالكامل 60 منزلًا، بينما تمكن أحد السكان، ريك ماكجيج، من إنقاذ تمثال للسيدة مريم العذراء فقط من مزرعته القريبة من متنزه ويل روجرز الحكومي، واصفًا نجاته بـ"نعمة لا تصدق".
ريك ماكجيج وصف لحظات الفرار المروعة حين رأى سحب الدخان لأول مرة، هرع إلى منزله لجمع ما استطاع من ممتلكاته، وفرّ مع زوجته، ليشاهد لاحقًا عبر كاميرات المراقبة منزله ومنزل جيرانه يحترقان.
يقول ماكجيج: "نشعر بحزن شديد، لكننا ممتنون لأننا ما زلنا بجانب بعضنا".
كارثة اقتصادية قدّرت شركات التأمين الأميركية الخسائر المغطاة بالتأمين من الحرائق بأكثر من 20 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ كاليفورنيا.
وقد تتجاوز الخسائر الاقتصادية الإجمالية 60 مليار دولار، وفقًا لتقديرات بنك ويلز فارجو.
وساعد توقف الرياح العاتية طواقم الإطفاء على إحراز تقدم في السيطرة على الحرائق، إلا أن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من عودة محتملة لهبات الرياح القوية مع مطلع الأسبوع، مما قد يعيد إشعال الحرائق ويزيد من صعوبة احتوائها.
ورغم الجهود الجبارة لطواقم الإطفاء، يبقى المشهد في لوس أنجلوس مليئا بالدموع والحزن والشكوك بشأن المستقبل.
وبالنسبة للناجين، مثل ريك ماكجيج، تبدأ الآن رحلة إعادة البناء والتعافي، وسط تحديات اقتصادية ونفسية هائلة.
مواضيع ذات صلة (وكالات)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد