أعلنت شركة كونستليشن إنرجي، أكبر شركة لتشغيل محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة، عن استحواذها على شركة كالباين كورب، وهي شركة طاقة خاصة، مقابل 16.4 مليار دولار، وتسلط هذه الصفقة التي تعد واحدة من أكبر الصفقات في قطاع الطاقة في البلاد، الضوء على الطلب المتزايد على الكهرباء المدفوع بعمليات مراكز البيانات.
وتوقعت شركة غولدمان ساكس أن ينمو الطلب على الطاقة من مراكز البيانات بنسبة 15% سنوياً حتى نهاية العقد، وقالت شركة كونستليشن إن هذه الاتفاقية الأخيرة ستساعد الشركة على تلبية هذه الاحتياجات المتزايدة من الطاقة من خلال إضافة إنتاج الطاقة المكثف من الغاز الطبيعي لشركة كالباين إلى محفظتها.
يعتبر الغاز الطبيعي وقوداً نظيفاً نسبياً، إلا أنه ينبعث منه غازات دفيئة، بما في ذلك الميثان؛ ما يثير المخاوف البيئية.
وحذر الخبراء من أن الاعتماد على الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة قد يقوض الجهود الرامية إلى مكافحة تغير المناخ ما لم يتم تنفيذ تدابير فعالة لإدارة الانبعاثات.
ويشير خبراء استراتيجيات الطاقة إلى أن شركات المرافق العامة تواجه تحديات كبيرة في توفير الطاقة الكافية لعدد متزايد من مراكز البيانات دون دمج الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة لديها.
وقال أندرو نوفوتني، الرئيس التنفيذي لشركة كالباين، إن الاندماج من شأنه أن يسرع الاستثمارات في الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة النووية وتقنيات تخزين البطاريات.
وتتوقع الشركتان إتمام الصفقة خلال عام، في انتظار الموافقة التنظيمية. كما تعهدت شركة كونستليشن بمعالجة أي مخاوف تتعلق بمكافحة الاحتكار من خلال التخلص من الأصول إذا لزم الأمر.
كيف تستفيد «كونستليشن إنرجي» من عملية الاستحواذ؟
بموجب الاتفاق، ستصبح شركة كونستليشن، أكبر مشغل لمحطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة، وأكبر مزود مستقل للطاقة في الولايات المتحدة.
وتأتي الصفقة في وقت يتزايد فيه الطلب على الكهرباء، مدفوعاً بانتشار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المستهلكة للطاقة وكهربة وسائل النقل والمباني، والتي من المتوقع أن تصل إلى مستوى قياسي هذا العام.
وستضيف الصفقة المتوقع إغلاقها هذا العام مليارَي دولار إلى شركة كونستيليشن سنوياً، وستمتلك الشركات مجتمعة ما يقرب من 60 غيغاواط من الطاقة من مصادر منخفضة الانبعاثات ومنعدمة الانبعاثات، بما في ذلك الطاقة النووية والغاز الطبيعي والطاقة الحرارية الأرضية، بحسب ما ذكرته شركة كونستيليشن.
ومن خلال عملية الاستحواذ، من المتوقع أن ينمو عدد موظفي الشركة بنحو 20 بالمئة ليصل إلى 16.5 ألف موظف.
وقال جو دومينغيز الرئيس التنفيذي لشركة كونستليشن: «من المتوقع أن ينمو الطلب على منتجاتنا بمستويات لم نشهدها في حياتنا».
قفزت أسهم الشركة بأكثر من 100 بالمئة خلال العام الماضي، حيث أدت شركات التكنولوجيا الكبرى التي لدى العديد منها تعهدات مرتبطة بالمناخ تتطلب عمليات شراء طاقة منخفضة الكربون، إلى زيادة الطلب على الطاقة النووية التي لا تنتج أي انبعاثات مساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي تقريباً.
في سبتمبر، أعلنت الشركة عن اتفاقية غير مسبوقة لشراء الطاقة لاستئناف العمليات في محطة الطاقة النووية في ثري مايل آيلاند لتزويد شركة مايكروسوفت بالكهرباء.
وفي الشهر الماضي، قالت الشركة إنها ستحصل على عقود قياسية بقيمة مليار دولار لتوريد الطاقة النووية وكفاءة الطاقة مع الحكومة الأميركية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية