تواجه ولاية كاليفورنيا أزمة متصاعدة من خلال حرائق الغابات المستعرة هي الأكبر في تاريخ الولاية، وأدت إلى خسائر اقتصادية تخطت الـ50 مليار دولار، والتهمت ما يقارب 30 ألف فدان وأجبرت 100 ألف شخص على النزوح ودمرت آلاف المنازل.
وعادت حرائق كاليفورنيا إلى الأذهان حرائق الغابات الأكثر دماراً عبر التاريخ، ويوجد حرائق أكبر من ذلك التهمت فيها النيران ملايين من الأفدنة وأسفرت عن خسائر كثيرة.
ووفقاً للأمم المتحدة، فمن المتوقع أن تزداد أحداث الحرائق الشديدة بنحو 50 في المئة بحلول نهاية القرن الحالي، ومن المتوقع أن تشهد مناطق غرب الولايات المتحدة ووسط الهند وشرق أستراليا المزيد من الحرائق مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة عقود فقط.
وفيما يلي نظرة إلى أكبر حرائق الغابات عبر التاريخ وفقاً لدراسة من منظمة «Earth.Org»، والأضرار التي سببتها للتنوع البيولوجي والنظم البيئية والمستوطنات الحضرية.
1. حرائق التايغا السيبيرية (روسيا) عام 2003- 55 مليون فدان
في عام 2003، وخلال واحد من أكثر فصول الصيف حرارة التي شهدتها أوروبا حتى تلك اللحظة، دمرت سلسلة من الحرائق في التايغا في شرق سيبيريا أكثر من 55 مليون فدان من الأراضي.
ويُعتقد أن مجموعة من الظروف القاحلة للغاية وزيادة الاستغلال البشري خلال العقود الأخيرة لعبت دوراً في ما يُعرف بأنه أحد أكثر حرائق الغابات تدميراً وأكبرها في تاريخ البشرية.
وانتشرت الحرائق عبر سيبيريا والشرق الأقصى الروسي وشمال الصين وشمال منغوليا، ما أدى إلى إرسال عمود من الدخان وصل إلى كيوتو على بعد آلاف الأميال، ويمكن مقارنة الانبعاثات الناجمة عن حرائق التايغا السيبيرية بتخفيضات الانبعاثات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي بموجب بروتوكول كيوتو.
2. حرائق الغابات الأسترالية 2019/2020 (أستراليا) 42 مليون فدان
دخلت حرائق الغابات الأسترالية لعام 2020 التاريخ بسبب تأثيرها الكارثي على الحياة البرية، إذ اجتاحت حرائق الغابات الشديدة نيو ساوث ويلز وكوينزلاند في جنوب شرق أستراليا، وأحرقت 42 مليون فدان، ودمرت آلاف المباني، وقتلت عشرات الأشخاص بالإضافة إلى 3 مليارات حيوان.
وشهدت أستراليا العام الأكثر سخونة وجفافاً في تاريخها المسجل في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، وهو ما كان عاملاً مسهماً رئيسياً في حرائق الغابات المدمرة، وقدرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني الخسائر الاقتصادية لهذه الحرائق بـ4.4 مليار دولار.
وتظهر البيانات الصادرة عن هيئة مراقبة المناخ أن متوسط درجة الحرارة في أستراليا في عام 2019 كان أعلى بمقدار 1.52 درجة مئوية من المتوسط، ما يجعله العام الأكثر دفئاً منذ بدء السجلات في عام 1910.
3. حرائق الأقاليم الشمالية الغربية 2014 (كندا)- 8.5 مليون فدان
في صيف عام 2014، اندلع أكثر من 150 حريقاً منفصلاً عبر الأقاليم الشمالية الغربية، وهي مساحة تبلغ نحو 442 ميلاً مربعاً (1.1 مليار كيلومتر مربع) في شمال كندا.
وأثارت الأدخنة التي أحدثتها تحذيرات بشأن جودة الهواء في جميع أنحاء البلاد وكذلك في الولايات المتحدة، مع ظهور الدخان في أماكن بعيدة مثل البرتغال في أوروبا الغربية.
ودمرت النيران نحو 8.5 مليون فدان من الغابات بالكامل، وكلفت عمليات رجال الإطفاء الحكومة مبلغاً ضخماً قدره 44.4 مليون دولار، وهذه العواقب المدمرة جعلت حرائق الأقاليم الشمالية الغربية واحدة من أسوأ الحرائق المسجلة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
4. حرائق ألاسكا عام 2004 (الولايات المتحدة) 6.6 مليون فدان
كان موسم الحرائق عام 2004 في ألاسكا هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الولاية الأميركية في المساحة المحروقة، إذ دمر أكثر من 6.6 مليون فدان من الأراضي بسبب 701 حريق، منها 215 بدأت بضربات البرق.
وكان صيف عام 2004 دافئاً ورطباً للغاية مقارنة بالمناخ الصيفي النموذجي في ألاسكا، ما أدى إلى كميات قياسية من ضربات البرق، وبعد أشهر من هذه الإضاءة وارتفاع درجات الحرارة، أدى شهر أغسطس آب الجاف على نحو غير معهود إلى استمرار الحرائق حتى شهر سبتمبر أيلول.
5. حرائق الغابات في الجمعة السوداء عام 1939 (أستراليا) 5 ملايين فدان
سُجلت حرائق الغابات بأستراليا عام 1939 في التاريخ باسم الجمعة السوداء، ودمرت أكثر من 5 ملايين فدان في ولاية فيكتوريا -وهي ولاية في جنوب شرق أستراليا- وكانت تتويجاً لجفاف دام عدة سنوات، أعقبه ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية.
وغطت الحرائق أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الولاية وأسفرت عن سقوط 71 ضحية، ما يجعلها ثالث أكثر حرائق الغابات فتكاً في تاريخ أستراليا.
وأدى استمرار الحرائق لعدة أيام إلى وصول تداعياتها إلى أماكن بعيدة مثل نيوزيلندا.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية