سيقرر عشرات الآلاف من سكان كاليفورنيا ما إذا كانوا سينتقلون بشكلٍ دائم أو يعيدون بناء منازلهم بعد الحرائق الأكثر تدميراً في تاريخ لوس أنجلوس.

فقد تغطي شركات التأمين آلاف الدولارات في السكن المؤقت ونفقات المعيشة، ما لم يكن أصحاب المنازل غير مؤمّن عليهم أو غير مشمولين بالتغطية.

قالت كارين كولينز، نائبة رئيس قسم الممتلكات والبيئة في جمعية التأمين على الممتلكات والحوادث الأميركية «ستغطي السياسة بشكلٍ عام تكلفة نفقات المعيشة الإضافية في أثناء وجود المتضرر خارج منزله، للحفاظ على مستوى معيشته المعتاد».

على سبيل المثال، إذا كان تأمين شخص ما يغطي 100 ألف دولار مقابل عقار، فقد تغطي شركة التأمين 20 ألف دولار أخرى -أو 20 في المئة- من نفقات المعيشة الإضافية، كما قالت كولينز.

الانتقال أو إعادة البناء؟

تلعب التغطية التأمينية دوراً كبيراً في اتخاذ القرار بشأن الانتقال أو استثمار الموارد في إعادة البناء.. بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لديهم تأمين، قد يقتصر الأمر على الحصول على صور للممتلكات قبل الأضرار وتحديث شركات التأمين بتقديرات المنزل.

وقال بيتر فانيك، رئيس شركة الاستشارات العقارية بي في آر كيه ومقرها جنوب كاليفورنيا، «قد لا يكون لدى (أصحاب المنازل) دخل متاح لتغطية الفرق بين ما سيغطيه تأمينهم وتكلفة إعادة بناء منازلهم واستبدال جميع أغراضهم».

إن حرائق الغابات الحالية في مقاطعة لوس أنجلوس هي الأكثر كلفة وتدميراً في تاريخها.. ووفقاً لتقرير صادر عن بنك جي بي مورغان تشيس، فإن الخسائر المؤمّن عليها قد تتجاوز 20 مليار دولار.

بين عامي 2020 و2022، رفضت شركات التأمين تجديد 2.8 مليون بوليصة تأمين لأصحاب المنازل في كاليفورنيا، بما في ذلك 531 ألف بوليصة في مقاطعة لوس أنجلوس، وفقاً لبيانات من إدارة التأمين في كاليفورنيا، وقد ألغت شركات التأمين معظم هذه البوليصات.

قال ريكاردو لارا مفوض إدارة التأمين في كاليفورنيا، يوم الخميس، إن شركات التأمين يجب أن تتوقف عن أي عمليات عدم تجديد أو إلغاء معلقة للعقارات القريبة من الحرائق، وقال لارا في بيان يوم الجمعة «إنني أعمل على جميع الجبهات للتأكد من حصول ضحايا حرائق الغابات على الفوائد التي يستحقونها، ويحصلون عليها في أقرب وقت ممكن».

لا يعد الانتقال أسهل بالضرورة من إعادة البناء.. عادةً ما يتكلف الانتقال محلياً ما بين 884 دولاراً و2569 دولاراً، وفقاً لسوق هوم أدفايزر الرقمي.

وقال مايك مادويتز، كبير الاقتصاديين في معهد روزفلت، إن العديد من المتضررين من إعصار كاترينا اختاروا البقاء في أماكنهم بعد نزوحهم بسبب التكلفة والمتاعب المرتبطة بالتنقل مرة أخرى.

قال آرون تيراساس، كبير الاقتصاديين السابق في غلاسدور وكبير الاقتصاديين في زيلو، إن أغلب السكان المتضررين من الكوارث الطبيعية لا ينتقلون من منازلهم، وأضاف أن الاقتصادات المحلية تتلقى دفعة بعد الكوارث الطبيعية لأن السكان يشترون السيارات والغسالات والسلع الأخرى عند إعادة البناء.

مستقبل عُمال البناء المهاجرين في عهد ترامب

وفقاً لمكتب إحصاءات العمل، سيبلغ عدد العمال المولودين في الخارج نحو 18 في المئة من القوة العاملة في الولايات المتحدة عام 2023، وقدر تيراساس أن نحو ربع عمال قطاع البناء هم عمال مهاجرون، وخاصة في مناطق مثل لوس أنجلوس.

وأشار تيراساس إلى أن العمال المهاجرين تدفقوا إلى الأماكن التي ضربتها الكوارث الطبيعية، مثل نيو أورليانز بعد إعصار كاترينا وأجزاء من فلوريدا مؤخراً.. وخلال فترة التعافي، قد يعمل هؤلاء العمال في البناء أو يفتحون شركات صغيرة.

وقال تيرازاس إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب اقترح عمليات ترحيل جماعية، وهو ما قد يتسبب في توقف أعمال البناء، وأوضح أن «بعض هذه السياسات تشكّل ضربة مزدوجة لقطاع مثل البناء، ولا يتعلق الأمر بالعمالة فحسب، بل بالمواد أيضاً».

إن المواد المستوردة، مثل الأجهزة، ستكلف أكثر إذا فرض ترامب المزيد من الرسوم الجمركية، وقال مادويتز من معهد روزفلت إن الأخشاب التي كانت أسعارها مرتفعة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في السابق، قد تصبح أكثر تكلفة وقد ترفع الشركات تكاليفها نتيجة لذلك.

وقال فانيك من شركة بي في آر كيه إن المقاولين المستقلين وشركات بناء المنازل، وليس الشركات الكبرى، سوف يقودون في المقام الأول جهود البناء في كاليفورنيا.

وقال «لا توجد كفاءة في إعادة بناء المجتمع الذي دمرته الحرائق».

(أوزينيا بيكون CNN)

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية