131.1 مليون ريال حجم التبادل التجاري بين عُمان والبحرين
السفير العُماني في المنامة: زيارة الملك حمد تاريخية بكل المقاييس
فيصل بن حارب: الزيارة تُشكِّل منعطفًا مُهمًا في طبيعة العلاقة الأخوية والتعاون الثنائي
السفير البحريني في مسقط: العلاقات البحرينيّة العُمانيّة تاريخيّةٌ وراسخةٌ أرساها الآباء والأجداد
مسقط- العُمانية
يقوم حضرةُ صاحبِ الجلالةِ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بزيارة "دولةٍ" لسلطنة عُمان ابتداءً من غدٍ الثلاثاء.
ونصَّ بيانُ ديوان البلاط السُّلطاني صادر أمس على الآتي: "بمشيئة الله وتوفيقه، سيقوم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة بزيارة دولة لسلطنة عُمان، وذلك ابتداءً من يوم الثلاثاء الرابع عشر من يناير لعام 2025م، والتي تأتي تلبيةً للدعوة الكريمة من لدن عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهما الله ورعاهما- لبحث عدد من الجوانب التي تهم البلدين والتشاور حول مختلف القضايا التي تسهم في تعزيز العمل الخليجي المشترك، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفَّق الله تعالى قيادتي البلدين، وكلل مساعيهما الخيرة لكل ما فيه الرخاء والنماء لشعبيهما، وللأمتين العربية والإسلامية إنه سميع قريب مجيب الدعاء".
وتتطلّع سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة إلى مزيد من الشراكات بما يعكس الروابط المتينة بين البلدين، وما القمّة العُمانيّة البحرينيّة بعد غدٍ الثلاثاء بقصر العلم العامر بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم وأخيه حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة ملكِ مملكة البحرين- حفظهُما اللهُ ورعاهُما- إلّا تجسيدٌ لهذا العمق التّاريخي والتّعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر.
وتمثّل العلاقاتُ العُمانيّة البحرينيّة نموذجًا يُحتذى به في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا وأن جذور هذه الروابط تمتدّ إلى عقود طويلة، وقامت على أسس متينة من الأخوّة والتفاهم المشترك، وبُنِيَت على أسس صلبة منذ مرحلة ما قبل التاريخ لصيد اللؤلؤ وتجارته، وتجارة اللُّبان، حيث كانت رائجةً بين البلدين والشعبين، وخاض الأجداد والآباء العُمانيون والبحرينيّون في غمارها عباب البحار. وقد مثّلت حضارتا "مجان" و"دلمون" حجر الأساس لعلاقةٍ قويّة واستراتيجيّة، تزداد متانة وصلابة عامًا بعد عام؛ وصولًا إلى عهد حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ- وأخيهِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة- حفظهُ اللهُ- لترسم معالم المستقبل المشرق بين البلدين. وأكّدت زيارةُ جلالة السلطان- أيّدهُ اللهُ- إلى مملكة البحرين عام 2022، على العزم والإرادة الصادقة لترجمة علاقات البلدين العريقة بمنافع ماثلة وملموسة؛ حيث شهدت الزيارة التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية.
وتوضح الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة بلغ في عام 2023 نحو 247.1 مليون ريال عُماني (642.6 مليون دولار أمريكي) لينخفض في نهاية سبتمبر 2024 إلى 131.1 مليون ريال عُماني (340.8 مليون دولار أمريكي). وأشارت الإحصاءات إلى أن قيمة الصادرات العُمانية إلى مملكة البحرين في عام 2023 بلغت حوالي 41.6 مليون ريال عُماني (108.3 مليون دولار أمريكي) لتنخفض في نهاية سبتمبر 2024 إلى 29 مليون ريال عُماني (75.6 مليون دولار أمريكي). وفيما يتعلق بحجم الاستثمار البحريني في سلطنة عُمان، فقد زاد عدد الشركات ذات المساهمة البحرينية زيادة ملحوظة حتى نهاية أكتوبر 2024 إلى نحو 315 شركة، مقارنة بـ296 شركة في عام 2023. وبلغت قيمة المساهمة البحرينية 27.7 مليون ريال عُماني (72.1 مليون دولار أمريكي)، أي 80.1 بالمائة من إجمالي رأس المال المستثمر، وتستثمر الشركات العُمانية في مملكة البحرين بشكل رئيس في القطاعات التجارية والخدمية.
وقال سعادةُ السّفير السّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفيرُ سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين إن حضرةَ صاحبِ الجلالةِ الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيحلّ ضيفًا كبيرًا على سلطنة عُمان قيادةً وحكومةً وشعبًا، بين أهله وإخوانه، في زيارةٍ تاريخيّة بكل المقاييس تجسّد عمق العلاقات الثنائية الرّاسخة والوثيقة، وتترجم طبيعة ومتانة العلاقة بين القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات إلى جانب ما وصلت إليه العلاقات الآن من تقدّم وازدهار. وأضاف سعادتُه أنّ زيارةَ "دولةٍ" التي يقومُ بها جلالةُ الملك لتؤسّس مرحلة واعدة من البناء الجادّ والتّعاون المُثمر المشترك في مختلف المجالات؛ حيث ستشكّل منعطفًا مهمًّا في طبيعة العلاقة الأخويّة والتّعاون الثُّنائي وفق الرؤية الحكيمة للقيادتين- حفظهُما اللهُ ورعاهُما. وأوضّح سعادتُه أنّ هذه الزيارة تعدُّ شاهدًا على العلاقات العُمانيّة البحرينيّة التاريخيّة وتمثل دلالات كبيرة وقيمةً سياسيّة مهمّة تزيد من قوّة العلاقات بين البلدين نحو آفاق أرحب وأوسع تنعكس على البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، وستعمل على مزيدٍ من التعاون والتكامل والانسجام في المجالات كافة، في ضوء ما للبلدين من مشترك في رؤيتيهما: عُمان 2040 والبحرين 2030.
ولفت سعادتُه إلى أن هذه الزيارة تشكّل فرصة لتبادل وجهات النظر في ظلّ ما تمر به المنطقة وما تواجهه من خطر وتهديدات، وتجسّد التزام البلدين بالعمل معًا لمواجهة التحديات الإقليميّة والدوليّة، وتعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة، مبيّنًا أن هذه الزيارة ستعود بالخير والنّماء على البلدين والشعبين الشقيقين وستعمل على الارتقاء ودعم التعاون الثنائي في جميع المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة وغيرها.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال سعادتُه إن العلاقة التجاريّة والاقتصاديّة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين علاقة كبيرة وقديمة ممتدّة منذ ميناء سمهرم ودلمون، والمملكة من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان، كما أن اللقاء الأخوي الذي سيجمع جلالةَ السُّلطان وأخاه جلالةَ الملك- حفظهُما اللهُ ورعاهُما- سيبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين في مختلف مجالات التعاون الثنائي؛ بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة. وأضاف سعادتُه أنه في ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين، ستُسهم هذه الزيارة في زيادة التعاون والتنسيق المشترك في الشأن الاستثماري والاقتصادي، مبيّنًا أن سلطنة عُمان تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لمملكة البحرين في مجالي الاستيراد والتصدير.
ونوّه سعادتُه إلى أن الزيارةَ السّامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى مملكة البحرين في أكتوبر 2022، شهدت آفاقًا رحبة للتعاون المشترك في مختلف القطاعات عبر جملة من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، وبلغ عددها 24 اتفاقيةً ومذكرةَ تفاهم وبرامجَ تنفيذية بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين وشملت المجال الأمني، ومجالات النقل البحري وحرية الملاحة البحرية وتطوير نقل الموانئ، والتعاون بين مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة وجامعة السُّلطان قابوس في مجال الدراسات والبحوث، والاتفاق على تأسيس شركة عُمانية بحرينية قابضة في المجالات الاستثمارية، ومنح سلطنة عُمان حقّ السّيادة على معلومات المشتركين التابعين لها في الخدمات الإلكترونية المقدّمة ومراكز الحوسبة السّحابية القائمة بمملكة البحرين، ومنح سلطنة عُمان صفةَ الشريك المعتمد للمركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية.
وبيّن سعادتُه أن الزيارة شهدت أيضًا توقيع سلطنة عُمان ومملكة البحرين 18 مذكرة تفاهم وبرنامجًا تنفيذيًّا مشتركًا، شملت التعاون بين حكومتي البلدين في مجالات تقنية المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني، والتعاون في المجالين العلمي والتربوي للعامين الدراسيين (2022- 2023 و2023- 2024)، والتعاون في مجالات حماية المنافسة ومنع الاحتكار، وعلوم وتقنيات الفضاء، والملاحة الجوية، والعمل البلدي، والتنمية الاجتماعية، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، والعمل الثقافي والتراثي والمتحفي للأعوام (2023- 2026)، والتعاون السياحي بين البلدين للأعوام (2022- 2026)،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية