التأنيب والتفجير النفسي.. كيف يفسدان استقرارك الذاتي؟

إسراء الردايدة عمان- المشاعر الإنسانية جزء أساسي من حياتنا، تلون أيامنا بالسعادة، الحزن، والاندفاع العاطفي. لكن في بعض الأحيان، يمكن لهذه المشاعر أن تتحول إلى أدوات في يد المتلاعبين، لتستخدم في تحقيق السيطرة والنفوذ على الآخرين.

ويعد التأنيب العاطفي والتفجير العاطفي مثالين بارزين على الأساليب النفسية التي تمارس في العلاقات السامة.

فمن جهة هنالك التأنيب العاطفي الذي يتغذى على استغلال الشعور بالذنب كسلاح للسيطرة. ويتحول الذنب الطبيعي الذي قد نشعر به عند ارتكاب الأخطاء اليومية إلى وسيلة لإجبار الضحية على القيام بما يريده المتلاعب.

ويتم ذلك من خلال عبارات مبطنة تجعل الضحية تشعر بأنها مسؤولة عن مشاكل المتلاعب، مما يضعها في دائرة من الشعور بالالتزام والضغط النفسي المستمر. ومع مرور الوقت، يؤدي هذا النوع من التلاعب إلى إرهاق نفسي وانخفاض تقدير الذات، حيث تصبح الضحية عاجزة عن رؤية الواقع بوضوح.

ومن جهة أخرى، التفجير العاطفي يعتمد على الإغراق بالمشاعر المكثفة في بداية العلاقة، ما يجعل الضحية تشعر وكأنها محور الكون. يتم ذلك من خلال لفتات رومانسية مكثفة ومبالغ فيها تهدف إلى خلق ارتباط عاطفي قوي. لكن سرعان ما يتراجع المتلاعب عن هذه التصرفات، تاركا الضحية في حالة من التوق العاطفي لاستعادة تلك اللحظات. هذا التلاعب يخلق دورة من القمم العاطفية والانهيارات النفسية، مما يجعل الضحية مدمنة على المشاعر الإيجابية التي يقدمها المتلاعب.

ووفقًا للخبراء النفسيين، مثل شيريل ديلاهونتي، كلا النوعين من التلاعب يعتمدان على خلق شعور بالاعتماد العاطفي على المتلاعب. الضحية تصبح عالقة في علاقة غير متوازنة، حيث تتحول مشاعرها إلى وسيلة يستخدمها المتلاعب لتعزيز سيطرته. إدراك هذه الأنماط السامة هو الخطوة الأولى لحماية النفس من الوقوع في شبكات التلاعب، وبناء علاقات صحية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.

التأنيب العاطفي

الذنب، ذلك الشعور المزعج الذي يراودك عندما تخطو بالخطأ على قدم كلبك أو تأكل آخر شريحة بيتزا من دون أن تسأل. لكن في يد المتلاعب، يتحول الذنب إلى سلاح. يحدث الابتزاز العاطفي عندما يستخدم شخص ما الشعور بالذنب لإجبارك على عبارات مثل: "بعد كل ما فعلته من أجلك..." أو "لو كنت تحبني لفعلت كذا..."، هي أمثلة كلاسيكية على الابتزاز العاطفي. الهدف؟ أن يتم حبسك في شبكة من الالتزام، حيث يجعل خوفك من الشعور بالذنب التحكم بك أسهل. المتلاعب يقوم بتحويل اللوم عليك بشكل خفي لمشاكلهم، مما يضمن أنك غارق جدًا في الشعور بالذنب لدرجة أنك لا تستطيع رؤية ما يحدث بالفعل.

والتأنيب العاطفي هو أسلوب نفسي يستخدمه المتلاعبون لتحويل الشعور الطبيعي بالذنب إلى أداة للسيطرة والإجبار. وفي الحياة اليومية، قد نشعر بالذنب عند ارتكاب أخطاء بسيطة، مثل نسيان موعد أو التسبب في إزعاج بسيط. ولكن في يد المتلاعب، يتحول هذا الشعور إلى سلاح نفسي يهدف إلى السيطرة على الضحية وإجبارها على التصرف بطرق معينة.

كيف يحدث التأنيب العاطفي؟

وفقًا للطبيبة النفسية روبين ستيرن، فإن التأنيب العاطفي يعتمد على خلق شعور بالذنب العميق الذي يجعل الضحية تشعر بأنها مسؤولة عن مشاكل المتلاعب أو بؤسه. يقوم المتلاعب باستخدام عبارات مبطنة تحمل معنى اللوم، مثل:

"بعد كل ما فعلته من أجلك...".

"أنت دائمًا تجعلني أشعر بأنني شخص سيئ".

هذه العبارات تهدف إلى وضع الضحية في حالة من الشعور بالالتزام الدائم، حيث يكون من الصعب عليها أن ترفض طلبات المتلاعب أو ترى الموقف من منظور موضوعي.

الأثر النفسي للتأنيب العاطفي

التأنيب العاطفي يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الضحية. يؤدي هذا الأسلوب إلى إرهاق نفسي مستمر، حيث تجد الضحية نفسها في حالة دائمة من محاولة إرضاء الطرف الآخر لتجنب الشعور بالذنب. كما أوضح جوناثان فريدمان، أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا، فإن هذا النوع من التلاعب يستنزف الضحية نفسيًا ويجعلها تعيش تحت ضغط مستمر. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التأنيب العاطفي إلى انخفاض تقدير الذات، حيث تبدأ الضحية في التشكيك في نفسها وقدراتها، معتقدة أنها السبب وراء كل المشكلات. مع مرور الوقت، تصبح الضحية معتمدة عاطفيًا على المتلاعب للحصول على الغفران أو التأكيد على أنها تفعل الأمور بشكل صحيح.

أساليب التأنيب العاطفي

يمارس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
خبرني منذ 17 ساعة
خبرني منذ 6 ساعات
خبرني منذ 15 ساعة
خبرني منذ 15 ساعة
خبرني منذ 19 ساعة
رؤيا الإخباري منذ 4 ساعات
خبرني منذ ساعتين
خبرني منذ 7 ساعات