بعد 15 شهراً من الحرب في غزة، يلوح في الأفق أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الطرفين "على وشك" إبرام صفقة هدنة.
وتتركز الأنظار، الثلاثاء، على ما وُصفت بـ"الجولة الأخيرة" من المباحثات في الدوحة، بحضور رؤساء الاستخبارات الإسرائيلية، وموفدي الرئيس بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويسعى المجتمعون إلى وضع اللمسات النهائية على اتفاق، يستهدف إطلاق سراح 33 رهينة في مرحلته الأولى، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي وعودة السكان إلى شمال غزة، ضمن مسار يمتد لـ42 يوما.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع الأيام الأخيرة من ولاية بايدن، وقرب تسلم ترامب مهامه في 20 يناير، والذي أعلن بدوره أن الصفقة "قريبة جداً".
ورغم الجولات المكثفة من المحادثات في القاهرة والدوحة وباريس وروما طوال أشهر الحرب الطويلة، لم يعرف المسار التفاوضي منذ السابع من أكتوبر 2023 سوى اختراق وحيد، تمثل في هدنة إنسانية استمرت أسبوعاً في نوفمبر.
وفيما يلي.. أبرز المحطات الرئيسية في مسار هذه المفاوضات منذ نشوب الحرب، وحتى المرحلة "المحورية" الحالية:
البدايات.. أكتوبر ـ ديسمبر 2023
شهد منتصف أكتوبر 2023، أولى المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار، حين تقدم مجلس الأمن بمشروع قرار، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها استخدموا حق النقض (الفيتو) ضده.
وتبع ذلك محاولة ثانية بعد يومين، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار يدعو لهدن إنسانية، لافتة إلى عدم إشارته لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
ومع دخول الحرب شهرها الأول، جاء أول انفراج حقيقي مع موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على "وقفات تكتيكية صغيرة".
وتحقق الاختراق الأول، في 24 نوفمبر، مع تنفيذ هدنة إنسانية لمدة أسبوع، توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
ونجحت هذه الهدنة في الإفراج عن 109 رهائن إسرائيليين و240 سجينا فلسطينياً، إضافة إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، التي بدأت الأوضاع الإنسانية فيها تتدهور بشكل حاد.
وفي الثامن من ديسمبر، أشهرت الولايات المتحدة حق النقض مرة أخرى في مجلس الأمن، ضد مقترح لوقف إطلاق النار الإنساني.
وقال حينها نائب مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة روبرت وود، إن القرار "تجاهل معظم توصياتنا" مما أدى إلى "قرار غير متوازن منفصل عن الواقع ولن يحرك الأمور على الأرض بأي شكل ملموس. ولذلك، لم نتمكن للأسف من دعمه".
وأوضح أن الولايات المتحدة "ما زالت لا تفهم سبب رفض واضعي القرار إدراج عبارات تدين الهجوم الإرهابي المروع" الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وفي 13 من الشهر ذاته، أصدرت دول أستراليا ونيوزيلندا وكندا بيانا مشتركا يدعم بشكل صريح وقف إطلاق النار الإنساني الفوري.
وبموقفها هذا، انضمت الدول الثلاث إلى 150 دولة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد طالبت بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
وفي 22 من ديسمبر، نجح مجلس الأمن في تمرير قرار "مخفف" بعد امتناع كل من روسيا والولايات المتحدة عن التصويت.
ودعا القرار إلى اتخاذ "خطوات عاجلة" للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما تضمن بنداً يدعو إلى "تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال العدائية".
ورغم أهميته، لم يترجم القرار إلى تحسن ملموس في الوضع الإنساني على الأرض في غزة.
محادثات مكثفة.. يناير ـ فبراير 2024
عرف مطلع عام 2024 تحركات دبلوماسية مكثفة، ترجمت بمحادثات في العاصمة الفرنسية باريس في 28 يناير، نتج عنها أول مقترح شامل من 3 مراحل لوقف الحرب.
ورغم أن حماس أبدت استعدادها لدراسة المقترح، فإن نتانياهو سرعان ما أشار إلى وجود "فجوات كبيرة" تعيق قبوله.
وفي 13 فبراير، احتضنت القاهرة جولة جديدة من المحادثات، ركزت على مناقشة مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع.
ورفض نتانياهو مطالب حماس في المسودة، خاصة ما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين طالبت إسرائيل بالإفراج عنهم، واصفا إياها بأنها "غير واقعية".
وعلى الرغم من التقارير التي تحدثت عن إحراز "تقدم"، انتهت المحادثات دون تحقيق أي اختراق حقيقي.
وبعد 10 أيام، وتحديداً في 23 فبراير، انتقلت المحادثات إلى باريس في محاولة جديدة لإحياء المفاوضات، لكنها انتهت أيضا دون تحقيق أي تقدم.
وفي اليوم التالي، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي تقريرا يفيد بأن "موقف حماس بعيد جداً عما تستعد إسرائيل لقبوله".
مارس ـ أبريل 2024
حمل شهر مارس تحولا جديدا في مسار المفاوضات، إذ انتقلت المحادثات إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد 4 أيام من تقديم حماس مقترحا لوقف إطلاق النار.
لكن إسرائيل سارعت لرفض الاقتراحات الواردة فيه، واصفة مطالب الحركة بأنها "خيالية".
وفي 25 مارس، بعد ما يقارب 6 أشهر من المفاوضات المتواصلة، تحقق اختراق دبلوماسي نوعي في الملف، مع تبني مجلس الأمن قرارا يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة.
وفي السابع من أبريل، انطلقت محاولات جديدة لإحياء المفاوضات، مع جولة محادثات في القاهرة.
وذكرت التقارير الأولية حينها أن هناك "تقدما" في المفاوضات، مشيرة إلى وجود خطط لمواصلة المشاورات بعد يومين، لكن المحادثات لم تحقق اختراقاً حقيقياً.
وخلال الشهر ذاته، واجهت جهود الوساطة الدولية بين إسرائيل وحماس تحديا جديدا، بعد ما أعلنت قطر أنها بصدد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة الحرة