أكدت هيئة البث الإسرائيلية إن قيادة المنطقة الجنوبية بدأت الاستعداد للانسحاب التدريجي من غزة بانتظار توجيهات المستوى السياسي التي لم تصل بعد.
وقالت الهيئة إن الجيش الإسرائيلي أقر خطة لإعادة الانتشار حول غزة والانسحاب التدريجي من نتساريم ومحور فيلادلفي كما سينسحب من معبر رفح بعد وقت قصير من توقيع الاتفاق.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قام بإنشاء منطقة عازلة حول غزة بطول 60 كيلومترًا وعرض 800 متر حيث لن يسمح للفلسطينين بالاقتراب منها.
ويقترب المفاوضون من وضع التفاصيل النهائية لوقف إطلاق النار في غزة اليوم الأربعاء بعد محادثات مكثفة في قطر، فيما تعهد الرئيسان الأميركي والمصري بالتنسيق الوثيق بشأن الاتفاق خلال الساعات القادمة.
وأثارت المحادثات التي استمرت لأكثر من ثماني ساعات في الدوحة حالة من التفاؤل. وقال مسؤولون من قطر ومصر والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل وحماس إن التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح الأسرى أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي إن الجانبين استلما مسودة الاتفاق وإن المحادثات بشأن التفاصيل النهائية جارية.
لكن مسؤولا كبيرا في حماس قال لرويترز في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن الحركة الفلسطينية لم تسلم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر تسليم إسرائيل لخرائط توضح المناطق في غزة التي ستنسحب قواتها منها.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تشارك إدارته في المحادثات إلى جانب مبعوث للرئيس المنتخب دونالد ترامب، إن الاتفاق أصبح وشيكا.
وتحدث بايدن هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء عن التقدم في المفاوضات.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد المكالمة الهاتفية "تعهد الزعيمان باستمرار التنسيق الوثيق والمباشر ومن خلال فريقيهما في الساعات القادمة".
وأكد الرئيسان "على الحاجة الملحة إلى تنفيذ الاتفاق".
وقالت حماس إن المحادثات وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن تؤدي هذه الجولة من المفاوضات إلى التوصل لاتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حاسمة لكن لم يتسن الاتفاق بعد على بعض التفاصيل. وأضاف "نحن قريبون، لكن لم نصل
(لاتفاق) بعد".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أمس الثلاثاء، خلال زيارته لروما، إنه يعتقد أن أغلبية الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ستدعم اتفاق غزة إذا حظي بالموافقة عليه في النهاية، على الرغم من المعارضة الصريحة له من الأحزاب القومية المتشددة في الائتلاف.
وأعلنت حركة الجهاد، التي تحتجز أيضا أسرى في غزة، إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة للمشاركة في الترتيبات النهائية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق الهدنة التي ستتم على مراحل جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد عن عام لوقف حرب قتلت عشرات
الآلاف ودمرت معظم أنحاء قطاع غزة وأجبرت كل سكانه تقريبا على النزوح، ولا تزال تقتل العشرات كل يوم.
ومن شأن ذلك أيضا تخفيف التوترات في الشرق الأوسط حيث أججت الحرب مواجهات في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
وستستعيد إسرائيل نحو 100 أسير وجثث أسرى تم اقتيادهم إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس واشتعلت بعده أحدث حرب في القطاع. وفي المقابل ستفرج عن محتجزين فلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمة في واشنطن تحدث فيها عن خطة لإدارة غزة بعد الحرب إن الأمر متروك لحماس لقبول الاتفاق القابل للتنفيذ.
من الدمار في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي - رويترز دمار إثر غارة إسرائيلية على دير البلح وسط غزة (رويترز) من الدمار في قطاع غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية - رويترز من الدمار في قطاع غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية - رويترز فلسطيني يبكي وسط الدمار في غزة - رويترز الإفراج عن الأطفال والنساء أولا قال بايدن يوم الاثنين "إن الاتفاق ... من شأنه أن يحرر الأسرى ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادةالمساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها حماس".
ورغم الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ذكر مسعفون أن الغارات الإسرائيلية على غزة قتلت 15 شخصا على الأقل أمس الثلاثاء في هجمات على دير البلح ورفح.
في هذه الأثناء، قالت الأمم المتحدة إنها تستعد لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة في ضوء الهدنة المحتملة لكن حالة الضبابية بشأن المعابر الحدودية إلى غزة والأمن لا تزال تشكل عقبة.
وجدت عائلات الرهائن في إسرائيل نفسها بين الأمل واليأس.
وقالت هاداس كالديرون التي اختُطف زوجها وطفلاها "لا يمكننا أن نضيع هذه الفرصة. هذه هي الفرصة الأخيرة، يمكننا إنقاذهم".
وقال مسؤول إسرائيلي إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن إطلاق سراح 33 أسيرا، بينهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى، وانسحابا تدريجيا جزئيا للقوات الإسرائيلية.
وقال مصدر فلسطيني إن إسرائيل ستفرج عن ألف محتجز فلسطيني في المرحلة الأولى التي تستمر 60 يوما.
وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن هاجم مقاتلون بقيادة حماس بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 أسيرا، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لمسؤولي الصحة هناك.
ويتفق الجانبان منذ شهور بشكل عام على مبدأ التوصل لوقف لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل.
لكن حماس تمسكت بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب بشكل دائم في حين قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب قبل القضاء على حماس.
ويعد تنصيب ترامب في 20 يناير على نحو كبير موعدا نهائيا فعليا لإبرام اتفاق الهدنة.
هذا المحتوى مقدم من قناة الحدث