إدارة بايدن لاحقت الشركات وطالبتهم بالأموال بينما ترامب يحاول جذبهم جميعاً
حصلت على بيتكوين مقابل 10 سنتات أو 30 سنتاً ولن أبيعها حتى لو بلغت مليون دولار
إدارة بايدن صوّرت العملات المشفرة بصورة سيئة وطبعتها بشبهات غسل الأموال ودعم الإرهاب
لا مشكلة مع تشارلز هوسكينسون وأشبهه براعي البقر لأنه مختلف عن قادة العملات المشفرة ذوي الياقات الرسمية
ميكروسوفت ستندم لعدم شرائها بيتكوين اليوم
تخيلوا أن متداولاً حصل على آلاف العملات من بيتكوين بسعر بين 10 سنتات و30 سنتاً، يرفض بيعها حتى لو بلغت مليون دولار!
هذا الشخص نفسه، دفع 6.2 مليون دولار مقابل لوحة «الكوميدي» الشهيرة أو المعروفة بلوحة «الموزة» للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان، وقبلها بنحو 4 أعوام دفع 4.8 مليون دولار مقابل جلسة عشاء مع الملياردير الأميركي وارن بافيت.
إضافة إلى ذلك، قاتل للحصول على أول تذكرة سياحة فضائية مع شركة «بلو أوريجين» في مزاد علني ربحه مقابل 28 مليون دولار.
إنه جاستن صن، رئيس شركة «ترون» المالكة لعملة «تي آر إكس» الشهيرة، وصاحب الخلفية المهنية الكبيرة مع شركة «ريبل» التي عمل معها لنحو ثلاث سنوات.
لماذا اشترى جاستن صن «لوحة الموزة»؟
رداً على سؤال حول سبب شرائه لوحة الموزة مقابل 6.2 مليون دولار، قال جاستن صن في مقابلة خاصة مع «CNNالاقتصادية» إنه كان مهتماً بهذه اللوحة منذ فترة طويلة، مضيفا «لمَن لا يعرف، سبق أن جمعت بعض الأعمال لبيكاسو وآندي وارهول وغيرهم، لذا فإن لوحة الموزة في الواقع مجرد لوحة فنية أضفتها على اهتماماتي، كما أجمع الكثير من الرموز غير القابلة للاستبدال وأهتم بأعمال هؤلاء الفنانين أيضاً».
من جهة أخرى، كشف صن في المقابلة الخاصة، أنه وضع ميزانية مسبقة للمزاد على لوحة الموزة، مشيرا إلى أن الحد الأقصى لما كان سيدفعه يصل إلى 5 ملايين دولار، وأنه من الجنون نوعاً ما، دفع مبلغ أعلى من ذلك مضيفاً «كل ذلك كان صدفة لا أكثر».
ترامب يدعم الشركات وبايدن يلاحقها ويطلب المال
قال صن «إدارة بايدن حاولت رسم صورة سلبية للعملات المشفرة. فهي تصورها على أنها تكنولوجيا غسل الأموال دائماً كما تعلمون وتحاول إقناعنا بأنه بمجرد أن تتبنى البنوك هذه التكنولوجيا فهذا يساعد الجماعات المتطرفة مثل داعش».
وأسهب قائلاً «هذه هي الصورة التي يحاولون رسمها وهي خاطئة تماماً ونحن نعلم اليوم أن جميع الشركات الصغيرة والأعمال اليومية وحتى البنوك الكبرى في الولايات المتحدة في جميع الولايات القضائية ستزدهر. وفي الواقع ستحصل كل شركة على فوائد بدلاً من الأذى من خلال تبني تقنية البلوك تشين. ولهذا السبب أعتقد أن السنوات العشر القادمة ستكون رائعة.. وأعتقد بالتأكيد أننا سنرى حياة الجميع تتغير بشكل إيجابي سواء كانوا يستخدمون العملات المشفرة أم لا لأن جميع المؤسسات العالمية سوف تحتضنها».
وأضاف «أنا مؤمن بالتأكيد أن انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية جديدة سيدعم نمو صناعة التشفير وينقلها إلى مرحلة جديدة. عدا ذلك، أرى أن الولايات المتحدة ليست مجرد دولة عادية، بل هي تمثّل واحدة من أقوى الدول بالعالم وموقفها التنظيمي تجاه العملات المشفرة أساسي. لذلك أعتقد أنه إذا لم يكن لدى الولايات المتحدة مسار تنظيمي واضح فهذا سيدفع معظم دول العالم لكي تكون محافظة جداً فيما يتعلق بالعملات المشفرة. لكنني أعتقد أنه بعد انتخاب الرئيس ترامب وبدء مشروعه الخاص بالعملات المشفرة «وورلد ليبيرتي فاينانشال» الذي يهدف إلى ربط التمويل التقليدي بالتمويل اللامركزي وصناعة البلوك تشين، سيساعد الصناعة نفسها على النمو والانتقال إلى مرحلة جديدة.»
وفيما يخص دوره في شركة «وورلد ليبيرتي فاينانشال» التي أسسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصن مستثمر ضخم فيها وأحد مستشاريها، قال صن«أعتقد أنني سأكون شخصاً مفيداً للغاية لشركة «وورلد ليبيرتي فاينانشال» التي تهدف إلى ربط التمويل التقليدي بالتمويل اللامركزي وصناعة البلوك تشين. فخبرتي الأساسية هي في التمويل اللامركزي وبناء بلوك تشين وتعزيز الحماية فيها. لذا أعتقد أننا نستطيع مساعدة الشركة كثيراً في النمو وتعزيز دورها في عالم التمويل اللامركزي».
وتابع «هدفنا جعل الولايات المتحدة مركزاً عالمياً للعملات المشفرة».
وفيما يخص السياسات القاسية تجاه العملات المشفرة التي انتهجتها إدارة جو بايدن، قال صن «أعتقد أن النهج التشريعي الذي اتبعته الإدارة الأخيرة كان السبب الرئيسي في هجرة الشركات وقد أدت سياساتها لإبعاد العديد من شركات العملات المشفرة عن الولايات المتحدة».
ولفت إلى أن الرئيس ترامب نفسه قد قدم مثالاً جيداً للغاية ليس فقط لناحية جذب رواد العملات المشفرة إلى الولايات المتحدة مجدداً بل إن سياساته الجديدة ستدفع الكثير ممن غادروا للعودة إلى الولايات المتحدة".
قال صن «الفلسفة التي سيتبناها الرئيس ترامب ستكون بلا شك أفضل من الإدارة السابقة. لقد تعامل مع رواد الأعمال باحترام وتفهم بينما الإدارة السابقة لاحقت الشركات وطالبتهم بدفع الأموال كشكل من أشكال الغرامات».
وأضاف «بدلاً من ملاحقة كل رائد أعمال وتغريمه فالرئيس ترامب يعرض عليهم الفرص».
جاستن صن وحلم مساواة «تي آر إكس» بعملة «إكس آر بي»
انضم صن إلى شركة «ريبل» حين كانت تُسمّى «أوبن كوين» قبل أن تتحول إلى «ريبل لابز» عام 2013 وعمل في الشركة حتى عام 2015.
وقال «عندما أنشأنا «تي آر إكس» كنا في الواقع نحاول القيام بالعديد من الأشياء المماثلة لعملة «إكس آر بي» ويمكنك أن ترى أن العرض المتداول متساوٍ تقريباً بينهما بحيث يقارب 100 مليار من المعروض المتداول، وأيضاً الاسم يشترك في حرفين متشابهين هما «الإكس» و«الآر»».
وأضاف «اليوم نقوم بتسوية معاملات بنحو 30 مليار دولار كل يوم والجميع متحمسون بشأن النظام الذي بنيناه منذ فترة طويلة، لذا أظن أن تي آر إكس ليس بعيدا عليها أن تحظى بالصعود الذي رأيناه بعملة إكس آر بي».
الذكاء الاصطناعي ليس خارقاً كما نظن
رداً على سؤال حول ما إذا كان قلقاً من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثّر أيضاً في سوق العملات المشفرة بطريقة سلبية للغاية، قال صن «أنا متفائل بشأن الذكاء الاصطناعي لأنني بالنهاية أدرك أن الذكاء الاصطناعي من اختراع البشر، ويمكننا وضع الكثير من الضوابط له بهدف التأكد من امتثاله للقواعد الموجودة.».
أضاف جاستن صن «لا بد من الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس خارقاً كما نعتقد الآن»
جاستن صن: الصين هدفها المنافسة
لا تزال الصين دولة محافظة للغاية بشأن صناعة التشفير، وإلى حد ما تنتهج سياسة صارمة للغاية تجاه سوق العملات المشفرة. في هذا الصدد، قال صن «أعتقد أن الصين هدفها المنافسة وإذا كان لدينا أكبر دولتين في العالم أعني بذلك الصين والولايات المتحدة تتنافسان على صناعة التشفير، كما تعلمون سيكون هذا هو الأفضل لرواد الأعمال في الصناعة، وفي الوقت نفسه أعتقد أنه أمر جيد للعالم أيضاً».
وأضاف "نحن بحاجة إلى قوتين عظميين كبيرتين في العالم للتنافس على الأعمال التجارية والتنافس الإيجابي على من منهما ستصبح مركزاً للبيتكوين والتنافس على شراء عملة البيتكوين بسعر منخفض.. أعتقد أنه أمر رائع للجميع في الصناعة.
وهنا تطرق إلى شركة ميكروسوفت التي رفضت حيازة مخزون من من البيتكوين قائلا «إن لم يشتروا عملة البيتكوين مقابل 100 ألف دولار فسيفعلون ذلك حين تبلغ المليون دولار».
وتابع «قياساً على ذلك أرى أن المنافسة بين الدول موجودة أيضا. أعتقد أنه بالنسبة لجميع رؤساء الدول في العالم عليك التأكد من أن بلدهم هي الأولى. إذا لم تكن الأولى فستكون الأخيرة».
ماذا بعد بلوغ بيتكوين 100 ألف دولار؟
قال صن «أعتقد أن الكثير من الناس يظنون أن هذا الأمر قد يكون مجرد فورة. أو أنه قد يكون نهاية الحكاية وبعض الناس أنفسهم يقولون لقد حققنا الحرية المالية وحان زقت التقاعد، لكن بالنسبة لي وللعديد من الرواد في الصناعة أعتقد أن هذه مجرد بداية عصر جديد في الواقع، لأن الولايات المتحدة أطلقت العنان للكثير من التطوير وستبدأ جميع الهيئات التنظيمية في العالم بتبني العملات المشفرة».
وأضاف «أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تُتاح لنا فيها فرصة للانتقال إلى التبني الجماعي لأن العديد من العقبات التي كانت لدينا من قبل قد اختفت. على سبيل المثال، أعتقد أن إحدى أكبر العقبات التي تحول دون تبني العملات المشفرة على نطاق واسع ليست بسبب تقنيتنا بل بسبب العقبات التنظيمية والكثير من الفوقية لدى القطاع المصرفي والمالي التقليدي».
وأشار إلى أن تكنولوجيا البلوك تشين في الواقع «أفضل بكثير من نظام سويفت المالي وأفضل بكثير مما يفعله التمويل التقليدي. لكن العقبة اليوم تكمن لدى البنوك، فهي لا تزال متحفظة للغاية بشأن العملات المشفرة».
وفي هجوم على البنوك والعالم التقليدي قال «إذا تلقيت دولاراً واحداً من العملات المشفرة أو عبر البيتكوين سيقولون أوه هذه مشكلة. لكن في الواقع كما تعلمون الأموال نظيفة. في حين أننا نتبع أسلوباً مشابهاً لعملية مكافحة غسل الأموال، وكذلك في ما يخص عملية معرفة العميل، كل هذا يتم تبنيه على البلوك تشين مقارنة بالتمويل التقليدي. وهذا أيضاً شيء أحاول دائماً إقناعهم به وهو أن صناعة البلوك تشين في الواقع أكثر شفافية من التمويل التقليدي».
ورداً على سؤال حول السعر الذي يستهدفه لبيع ما لديه من بيتكوين قال «أعتقد أن موقفي من عملة البيتكوين لا يعتمد على السعر على الإطلاق وأظن أن هذا موقف الكثير من أصدقائي في الصناعة لأنني عرفت البيتكوين منذ عام 2012».
وأشار إلى أنه من الأشخاص الذين حصلوا على بيتكوين بسعر 30 سنتاً أو حتى 10 سنتات. في ذلك الوقت كان الناس يقومون بتعدين عملة البيتكوين من أجل اللهو لا أكثر عبر استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم حيث كان يمكنك شراء ألف بيتكوين مقابل 500 دولار.
وتابع «بالنسبة لي الأمر مختلف تماماً. أعتقد أن الفكرة لدي باختصار هي أنه إذا تمكنت من العثور على عمل جديد أكثر إثارة من البيتكوين فربما أبيع البيتكوين الخاصة بي وأنتقل إلى تلك الصناعة. ولكن طالما لم أجد أي صناعة أكثر حماساً من التشفير فبغض النظر عن السعر لن أبيع على الإطلاق».
هل يخشى جاستن صن من انهيار السوق؟
على الإطلاق، هذا جواب جاستن صن على سؤال حيال انهيار سوق العملات المشفرة، وقال «أعتقد أن هذا أيضاً أحد الأسباب التي تجعلني قادراً على الاحتفاظ بما لدي، فأنا حصلت على بيتكوين بسعر 10 سنتات والآن قفزت إلى 100 ألف دولار. بالنسبة لمعظم الناس إذا كنت تفكر في العائدات المالية، فسيكون ذلك جنوناً».
أنا فأنظر للأمر من زاوية مختلفة بالنسبة لي لن أترك الصناعة أبداً لأنني لا أستطيع أبداً العثور على صناعة مثيرة مثل البيتكوين. لا أدري ما إذا كنت سأجد في المستقبل مثلاً الذهاب إلى المريخ أكثر إثارة حينها قد أبيع البيتكوين لشراء مكوك فضائي للذهاب إلى المريخ، ولكن عدا ذلك أعتقد أنني سأبقي على ما لدي من البيتكوين بغض النظر عن السعر.
قال صن «حتى غداً لو وصل سعر بيتكوين إلى مليون دولار سأسأل نفسي هل ما زلت أريد البقاء في الصناعة؟ هل أجد صناعة أفضل منها؟ إذا كانت الإجابة لن أبيع على المليون دولار بل سأحتفظ بما لدي».
جاستن صن وصف تشارلز هوسكينسون براعي البقر
بعد تناول مؤسس كاردانو، تشارلز هوسكينسون لتغريدات صن بالسخرية لمرات عديدة، رد صن على سؤالنا حيال وجود خلافات بينهما قائلاً «لا على الإطلاق. في الواقع التقيت بتشارلز في عدة مناسبات بما في ذلك على طاولة ساتوشي المستديرة والكثير من اللقاءات الأخرى.. انطباعي عن تشارلز هو أنه يشبه رعاة البقر.. إنه مختلف تماماً عن جميع مؤسسي العملات المشفرة لأن معظمهم كانوا يرتدون بدلات رسمية كما تعلمون وكانوا على طراز رجال وادي السيليكون لكن تشارلز يبدو بأسلوب أزيائه وكأنه من رعاة البقر، وهو ما أعتقد أنه فريد جداً من نوعه».
وأضاف «أشعر ربما أنه بالنسبة لجميع الأمور التي نقوم بها اليوم والمبادرات المختلفة الجديدة فهذا قد يبدو غير مألوف وأتفهم أن الناس قد لا يفهمونه كما يجب. أشعر تماما بالتعاطف معهم».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
