العمانية شؤون عُمانية
يستضيف المتحف الوطني بمسقط، معرضًا فنيًّا للفنانة الدومينيكية-الأمريكية مادلين دياز بعنوان مادلين دياز: مسارات جديدة يضم أكثر من (20) عملًا فنيًّا تُصوّر من خلالها مناظر طبيعية فضلا عن مناظر للطبيعة الصامتة، التي تكشف من خلالها هويتها الثقافية ويستمر حتى الـ 29 من يناير الجاري.
وقالت سعادة السفيرة آنا إسكروهيما، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى سلطنة عُمان، في كلمة لها خلال حفل افتتاح المعرض: هذا التعاون ليس مجرد معرض؛ إنه منصة للحوار والتعبير عن الذات، حيث يتيح للشباب العُماني فرصة التفاعل مع مواضيع الهوية من خلال المناظر الطبيعية، وهو موضوع محوري في أعمال الفنانة مادلين دياز .
من جانبها قالت الفنانة مادلين دياز: بصفتي فنانة، تعكس أعمالي تعقيدات الهوية والهجرة والتبادل الثقافي.. من خلال عملي في عُمان، تمكنت من التواصل مع الشباب العُماني، استكشاف تقاليدهم، وتبادل الأفكار حول كيفية تأثير المناظر الطبيعية والتاريخ على هويتنا. هذا الحوار الثقافي ذكِّرني بالعلاقات العميقة والمتبادلة بين عوالمنا، من الأمريكتين إلى عُمان، عبر التجارة والطعام والإنسانية المشتركة .
وتتكوّن المجموعة الرئيسية كامينوس (وتعني المسارات باللغة الإسبانية) من ستة عشر منظرًا طبيعيًّا مستوحى من رحلات دياز على طريق سانت جايمس (كامينو دي سانتياغو) في إسبانيا، وهو طريق حج ذو أهمية تاريخية ودينية منذ العصور الوسطى. وأثناء عبورها هذه الطرق، تتأمل الفنانة في رحلتها الشخصية من مسقط رأسها في سانتياغو بجمهورية الدومينيكان (جزيرة في منطقة البحر الكاريبي) إلى مدينة نيويورك، مرورًا بمدينة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، حيث ينتهي طريق سانت جايمس، كما تُقارن دياز بين هذا الطريق المقدس والهجرة التي اختبرتها في طفولتها.
وتسعى دياز من خلال مجموعة الطبيعة الصامتة بوست كولونيال بوديغون (الطبيعة الصامتة ما بعد الاستعمارية)، إلى إعادة تفسير النوع الكلاسيكي للطبيعة الصامتة الإسبانية من خلال دمجها مع منتجات من الأمريكتين، حيث تدمج الفنانة بين الذرة الأرجوانية والحمراء، والبطاطا الزرقاء والبنفسجية، والشوكولاتة وزهور الكركديه، وبهذا تُمثِّل احتفالها بجمال وتنوع هذه المنتجات وانتشارها، فضلًا عن التنوع الغني وإسهامات ثقافتها. وتتبنى دياز في فنها شكلًا من أشكال الاستعمار العكسي، مُعترفة بتدفق المنتجات من الأمريكتين إلى أوروبا خلال الحقبة الاستعمارية وأثرها المستمر في الحياة اليومية، عابرًا الحدود والثقافات.
يذكر أن أعمال الفنانة مادلين دياز التي، وُلدت في جمهورية الدومينيكان ونشأت في مدينة نيويورك، تقيم حاليًّا في باريس، تستكشف موضوعات الهوية، والانتماء، والهجرة، والمكان، والإرث ما بعد الاستعمار، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الأنواع والأساليب الفنية، بما في ذلك المناظر الطبيعية، والطبيعة الصامتة، وتقنيات الباستيل الزيتي والرسم الزيتي.
وتمتلك دياز، بالإضافة إلى عملها كفنانة، خبرة تزيد على (20) عامًا في تصميم وإدارة البرامج للمتاحف والمؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بما في ذلك متحف المتروبوليتان للفنون، ومجموعة فريك، ومتحف كوبر-هيويت للتصميم التابع لمؤسسة سميثسونيان، والمتحف الوطني للاتينيين الأمريكيين، وقصر غراند باليه، ودار التصوير الأوروبية.
هذا المحتوى مقدم من شؤون عُمانية