هل يجب بدء القلق من تحوّل إنفلونزا الطيور لجائحة عالمية؟

كشف فريق من الباحثين في دراسة نُشرت بمجلة ساينس عن طفرة جينية واحدة في فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 قد تعزز قابليته للارتباط بمستقبلات بشرية.

هذه الدراسة التي نشرت في ديسمبر 2024 أثارت ضجة كبيرة ودفعت وسائل الإعلام للتكهن بإمكانية ظهور جائحة جديدة.

ورغم أهمية النتائج العلمية، إلا أن الخبراء أكدوا أن التحول لجائحة بشرية لا يزال بعيدا في الوقت الراهن.

ما هي الطفرة التي اكتشفها الباحثون؟ ركزت الدراسة على بروتين هيماغلوتينين، المسؤول عن ارتباط الفيروس بخلايا المضيف.

عادة، يرتبط فيروس إنفلونزا الطيور بمستقبلات حمض السياليك 2-3 الموجودة في الطيور، بينما ترتبط فيروسات الإنفلونزا البشرية بمستقبلات 2-6 الموجودة في الجهاز التنفسي العلوي للبشر.

الدراسة اكتشفت أن تغيير حمض الغلوتامين إلى ليوسين في الموقع 226 من بروتين الهيماغلوتينين سمح للفيروس بالارتباط بمستقبلات بشرية في المختبر.

لكن، ورغم أهمية هذا الاكتشاف، لم يُظهر الفيروس أي قدرة على الانتقال بين البشر.

ظهور الفيروس ظهر فيروس إنفلونزا الطيور لأول مرة في الصين عام 1996، ومنذ ذلك الحين انتشر عبر الطيور المهاجرة ليصل إلى أجزاء واسعة من العالم.

في عام 2024، تم اكتشافه في الأبقار الحلوب بالولايات المتحدة، مما أثار قلقاً كبيراً.

ورغم انتشاره الواسع بين الطيور والثدييات، لم تُسجل أي حالات انتقال بين البشر.

تاريخياً، كانت إصابات فيروس إنفلونزا الطيور لدى البشر نادرة للغاية ومحصورة في حالات التعرض المباشر للطيور المصابة حتى نوفمبر 2024:

وأُبلغ عن 64 حالة إصابة بشرية في الولايات المتحدة، معظمها كانت خفيفة ولم تؤدِّ إلى وفيات باستثناء حالة واحدة.

ولم تُسجل أي حالات انتقال للفيروس بين البشر، ما يؤكد محدودية قدرته الحالية على العدوى البشرية.

لماذا لم يصبح فيروس إنفلونزا الطيور جائحة؟ لكي يتحول فيروس إنفلونزا الطيور إلى جائحة بشرية، يجب أن يخضع لسلسلة من التغيرات الجينية التي:

تعزز ارتباطه بمستقبلات بشرية.

تزيد من كفاءته في التكاثر داخل الخلايا البشرية.

تساعده على تجاوز الجهاز المناعي البشري.

حتى الآن، لا توجد أدلة على حدوث مثل هذه التغيرات، مما يجعل الفيروس غير قادر على الانتقال بين البشر بشكل فعال.

كيف يمكن منع انتشار فيروس إنفلونزا الطيور؟

تعزيز الأمن البيولوجي في المزارع، خاصة تلك التي تتعامل مع الطيور والحيوانات.

تحسين المراقبة البيطرية لاكتشاف أي طفرات مبكرة قد تجعل الفيروس أكثر خطورة.

تطوير لقاحات وقائية فعالة للعاملين في القطاع الزراعي والحيواني.

تكثيف الأبحاث لتطوير أدوية ولقاحات شاملة لمواجهة أي احتمال مستقبلي.

هل نحن على أعتاب جائحة؟ رغم أهمية الاكتشافات العلمية، فإن خطر تحول فيروس إنفلونزا الطيور إلى جائحة ما زال منخفضاً.

وحتى الآن، لم تُظهر السلالات المنتشرة أي خصائص تجعلها مهيأة للانتقال بين البشر.

ومع ذلك، يبقى الفيروس تحت المراقبة المستمرة نظرا لقدرته على التحور وانتشاره الواسع بين الحيوانات.

فيروس إنفلونزا الطيور ليس تهديداً وشيكا لجائحة بشرية، لكنه يظل تذكيرا مهما بأهمية البحث العلمي والمراقبة البيطرية في مواجهة أي مخاطر محتملة، فالاستثمار في الوقاية اليوم هو ضمانة لحماية البشرية من أزمات الغد.

مواضيع ذات صلة (ترجمات)


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 14 ساعة
قناة الغد منذ 15 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة الغد منذ 20 ساعة