آراء الوطن لا شماتة في الكوارث #أحمد_مصطفى

لا تقتصر مخاطر المحتوى المتوافر على شبكة الإنترنت، خصوصًا مواقع التَّواصُل، على نظريَّات المؤامرة والتَّضليل المعلوماتي والتَّزييف العميق حتَّى بالصُّورة والصَّوت. إنَّما أيضًا هناك خطر أكبر من ترويج لنظريَّات المؤامرة والدَّس، بالإضافة إلى تهويلات مواقع التَّواصُل وافتعال المعارك الوهميَّة بغرض زيادة الانتشار. تتفاقم هذه الظَّاهرة باستمرار حتَّى أنَّها تكاد تجعل الكثير من القضايا الأساسيَّة والقِيَم الإنسانيَّة الَّتي تحافظ على قِيمة البَشَر أمورًا مسطَّحة وتافهة. ذلك بالخلط المتعمَّد، أو عن جهل، بَيْنَ ما هو أصلي وما هو مزيَّف وما له علاقة بالمبادئ والقواعد وما هو من باب الهزل والسخريَّة وحتَّى الافتئات والجهل. المصيبة أن يصلَ ذلك إلى منافذ الإعلام التَّقليديَّة بما يجعله أساسًا للنِّقاش والجدل العامِّ ويكسبه جدِّيَّة وهميَّة. لعلَّ كارثة الحرائق في ولاية كاليفورنيا الَّتي دمَّرت مساحات واسعة من مدينة لوس أنجلوس الشَّهيرة ومحَتْ تقريبًا بعض أحيائها الفاخرة وحوَّلَتْها إلى رماد.

لم يخلُ المحتوى على الإنترنت من نظريَّات المؤامرة، الَّتي افترضتْ زيفًا أنَّ الحرائق اشتعلتْ بفعلِ فاعلٍ، بل إنَّ البعضَ روَّج تلفيقًا بأنَّ «أعداء» أميركا أشعلوا الحريق في بدايته مع وقت هبوب الرِّياح العاتية لِينتشرَ الدَّمار في أكبر مساحة ممكنة. هذا بالطَّبع إلى جانب ترويج نظريَّات تتسم بالهطل والجهل المُدقِع مِثل أنَّ الحرائقَ استهدفتْ تحديدًا منطقة بلاسيداز الَّتي يسكنها الأثرياء من نجوم هوليوود والمشاهير، وحيثُ أسعارُ البيوت في تلك المنطقة عالية جدًّا وبالملايين. حتَّى الحقائق الَّتي تُعلنها السُّلطات عن انخفاض نسبة الرطوبة في جنوب كاليفورنيا هذا الموسم إلى جانب شدَّة الرِّياح الآتيَّة من المحيط ما جعل حتَّى مكافحة الحرائق في غاية الصعوبة لم تفلحْ في وقفِ انتشار تلك الخرافات على الإنترنت. ومن المُهمِّ الإشارة إلى أنَّ ذلك السَّفَه والجهل لا يقتصر على جمهور الإنترنت العادي، بل إنَّ مثال الممثِّلة الشَّهيرة الحائزة على جائزة أوسكار الَّتي شبَّهتِ الدَّمار في لوس أنجلوس بالدَّمار في قِطاع غزَّة دليل واضح على أنَّ التَّفاهة والسَّطحيَّة شِبه حالة عامَّة. فكيف يُمكِن تشبيه كارثة طبيعيَّة نتيجة ظروف مناخيَّة متكرِّرة ـ فالحرائق الهائلة أمْرٌ شائع جدًّا في كاليفورنيا تحديدًا ـ بالتَّدمير المتعمَّد والمجازر الَّتي يرتكبها الصَّهاينة تجاه الفلسطينيِّين في غزَّة. فما تفعله الطَّبيعة خارج سيطرة البَشَر، لكن ما يفعله الاحتلال في فلسطين جريمة ضدَّ الإنسانيَّة مع سبق الإصرار والتَّرصُّد وبوعيٍ كاملٍ ممَّن يرتكبها بهدف التَّطهير العِرقي للسكَّان الأصليِّين في بلد محتلٍّ.

كُلُّ ما سبَق شيء ومسألة شماتة البعض فيمن تضرَّروا من كارثة حرائق كاليفورنيا شيء آخر تمامًا. المُصيبة أنَّ.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جريدة الوطن العمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة الوطن العمانية

منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
موقع البوابة الرياضية منذ 17 ساعة
عُمان نيوز منذ 11 ساعة
صحيفة الشبيبة منذ 5 ساعات
عُمان نيوز منذ 12 ساعة
صحيفة الشبيبة منذ 7 ساعات
شؤون عُمانية منذ 20 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 17 ساعة
عُمان نيوز منذ 11 ساعة