كم عدد القتلى الفلسطينيين في الحملة الإسرائيلية على غزة؟

تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة البرية والجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أسفرت عن مقتل ما يزيد على 46,600 شخص وإن أكثر من نصف من جرى التعرف على هوياتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

واندلعت الجولة الأحدث في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما شن عناصر من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما تسبب في مقتل أكثر من 1200 معظمهم من المدنيين واحتجاز 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية إلى مقتل أكثر من 46,600 فلسطيني، وهو ما يزيد على عشرة أمثال عدد من خسروا أرواحهم في كل الصراعات السابقة في غزة منذ عام 2008، وفقا لحسابات وكالة "رويترز".

وتتناول هذه النظرة الفاحصة طريقة إحصاء القتلى الفلسطينيين، ومدى مصداقية هذه الأعداد، وتفاصيل حول الخسائر البشرية في صفوف المدنيين والمسلحين وما يقوله كل جانب.

كيف تحسب السلطات الصحية في غزة عدد القتلى؟ في الأشهر الأولى من الحرب، كان يُجرى حساب أعداد القتلى بالكامل من خلال إحصاء الجثث التي تصل إلى المستشفيات. وكانت البيانات تتضمن أسماء معظم من لاقوا حتفهم وأرقام بطاقات الهوية الخاصة بهم.

وفي ظل احتدام الصراع وقلة عدد المستشفيات والمشارح التي لا تزال تعمل، بدأت السلطات في اتباع أساليب أخرى.

وبداية من أوائل مايو 2024، حدّثت وزارة الصحة بياناتها حول إجمالي حصيلة الوفيات لتشمل الجثث مجهولة الهوية، والتي تمثل نحو ثلث العدد الإجمالي للقتلى.

ومنذ ذلك الحين، تعمل السلطات الصحية على تحديد هوية أصحاب الجثث وتقلصت النسبة إلى أقل من 3%.

وقال زاهر الوحيدي مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة في غزة إن السبب في إحراز تقدم بشأن تحديد هويات أصحاب الجثث هو استعادة قاعدة بيانات مركزية من مستشفى الشفاء وتطبيق نظام جديد يسمح للعائلات بتقديم معلومات يتحقق منها الأطباء والشرطة بعد ذلك عن القتلى.

ووفقا لحسابات رويترز المبنية على بيانات فلسطينية، حوالي 55% من القتلى، الذين تم تحديد هوياتهم، هم من النساء والأطفال وكبار السن.

هل عدد القتلى في غزة شامل؟ تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن الأعداد لا تعكس بالضرورة جميع من لاقوا حتفهم، إذ لا يزال هناك العديد من الجثث المدفونة تحت الأنقاض. وقدّرت الوزارة أن حوالي 10 آلاف جثة لم يتم إحصاؤها ضمن الأعداد الرسمية.

ووفقا لدراسة خضعت لمراجعة الأقران ونُشرت في دورية ذا لانسيت هذا الشهر فمن المرجح أن تكون الإحصاءات الفلسطينية الرسمية للوفيات المباشرة في حرب غزة أقل من عدد الضحايا بنحو 40% في الأشهر التسعة الأولى من الحرب وسط تدهور البنية التحتية لمرافق الرعاية الصحية في القطاع.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الأرقام التي تعلنها السلطات الفلسطينية ربما تكون أقل من الواقع. وذكرت أن أرقامها في الصراعات السابقة بين إسرائيل و"حماس" كانت تتجاوز أحيانا أرقام السلطات الفلسطينية.

وأكدت المفوضية لرويترز أن الوفيات التي تحققت منها حتى الآن تظهر أن غالبيتها من النساء والأطفال.

ما مدى مصداقية حصيلة القتلى في غزة؟ قال خبراء الصحة العامة لرويترز إن غزة قبل الحرب كانت تتمتع بإحصاءات سكانية قوية ونظم معلومات صحية أفضل من تلك الموجودة في أغلب دول الشرق الأوسط.

ووجدت دراسة أجرتها منظمة إير وورز غير الربحية، التي تتخذ من لندن مقرا لها وتجمع قوائم تفصيلية عن القتلى من جميع المصادر، أن هناك تطابقا بنسبة 75% على الأقل بين قوائمها وقوائم السلطات في غزة التي تتضمن آلاف الأشخاص الذين قُتلوا خلال الفترة الأولى من الحرب.

وتعتمد الأمم المتحدة بصفة متكررة على أعداد حصيلة القتلى الصادرة عن وزارة الصحة وتقول إنها مصدرها الأساسي لهذه البيانات فيما عبرت منظمة الصحة العالمية عن ثقتها الكاملة بهذه الأعداد.

لكن تظل هناك أسئلة محددة بشأن إدراج 471 شخصا قيل إنهم قتلوا في انفجار وقع في 17 أكتوبر في المستشفى الأهلي العربي بمدينة غزة. وقدرت المخابرات الأميركية في تقرير غير سري أن عدد القتلى "عند أدنى نطاق فيما بين 100 و300 قتيل".

هل تتحكم "حماس" في الأرقام؟ رغم أن "حماس" تدير غزة منذ عام 2007، تقع وزارة الصحة في القطاع تحت إدارة وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية.

وتدفع حكومة "حماس" في غزة رواتب كل الموظفين المُعينين في الدوائر الحكومية، ومن بينها وزارة الصحة، منذ عام 2007. ولا تزال السلطة الفلسطينية تدفع رواتب الموظفين المٌعينين قبل ذلك التاريخ.

ومن الصعب الآن تقييم مدى سيطرة "حماس" في غزة في ظل احتلال القوات الإسرائيلية لمعظم أراضي القطاع.

ماذا تقول إسرائيل؟ قال مسؤولون إسرائيليون إن هذه الأرقام مشكوك فيها بسبب سيطرة "حماس" على الحكومة في غزة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أورين مامورشتاين أن هذه الأرقام تم التلاعب فيها و"لا تعكس الواقع على الأرض".

غير أن الجيش الإسرائيلي أقر أيضا في إفاداته بأن أعداد القتلى الإجمالية في غزة موثوقة إلى حد كبير.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن 405 من جنوده قُتلوا منذ بدء عمليته البرية في غزة في 27 أكتوبر 2023.

كما يقول إنه بذل قصارى جهده لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين. ويقول إن "حماس" تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية من خلال العمل داخل المناطق المكتظة بالسكان والمناطق الإنسانية والمدارس والمستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة.

كم عدد القتلى من المسلحين؟ لا تفرق وزارة الصحة بين المدنيين وعناصر "حماس" الذين لا يرتدون زيا رسميا أو يحملون بطاقات هوية مختلفة، في إحصاء أرقام القتلى.

وتكشف إسرائيل بشكل دوري عن تقديراتها لعدد عناصر "حماس" الذين تعتقد أنهم قتلوا. وجاء في أحدث تقدير أن عدد القتلى ما بين 17 ألفا و18 الفا، أي نحو نصف قوة "حماس" قبل الحرب. وتشير أحدث التقديرات إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين من العناصر يبلغ 20 ألفا. وتقول إسرائيل إن مدنيا واحدا فقط قُتل مقابل كل عنصر، وتحمّل "حماس" المسؤولية عن ذلك لاستخدامها منشآت مدنية.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه تم التوصل إلى مثل هذه التقديرات من خلال مزيج من إحصاء الجثث في ساحة المعركة، واعتراض اتصالات "حماس"، وتقييمات المخابرات للأفراد الذين كانوا موجودين داخل الأهداف التي تم تدميرها.

وتقول "حماس" إن التقديرات الإسرائيلية لخسائرها مبالغ فيها، لكنها لم تذكر عدد القتلى في صفوف عناصرها.

وقال الوحيدي مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة إن الرجال في عمر القتال لا يمثلون إلا فئة قليلة من القتلى الذين تم التعرف عليهم.

مواضيع ذات صلة (رويترز)


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
قناة الغد منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ ساعة
قناة الغد منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 4 ساعات