سام ألتمان يفتح صندوق quot;تشات جي بي تيquot; الأسود

في 30 نوفمبر 2022، كان موقع "

يتحدث ألتمان في أوسع مقابلاته كرئيس تنفيذي لـ"أوبن إيه آي" عن ملابسات إقالته الشهيرة من الشركة لأربعة أيام، وطريقة إدارته لها، وخططه في ما يتعلق برئاسة ترمب ماسك وسعيه الدؤوب لتطوير الذكاء الاصطناعي العام الذي ما يزال في الإطار النظري، واستعداده للمرحلة المقبلة من الذكاء الاصطناعي الذي سيمكّن الآلة من أداء أي مهمة ذهنية يقوم بها البشر.

رأى فريق عملك أن الوقت قد يكون مناسباً لاستعراض مجريات العامين الماضيين، والتطرق لبعض الأحداث والقرارات لتوضيح بعض الأمور. لكن قبل ذلك، هل يمكنك أن تخبرنا مجدداً عن مأدبة العشاء التي مهدت لإنشاء "أوبن إيه آي"؟ يبدو أن القيمة التاريخية لذلك الحدث تزداد يوماً بعد يوم.

يرغب الناس بسماع حكاية شيقة عن لحظة واحدة محددة حصل فيها كل شيء. لكن أقول بتحفظ، كان هنالك ما لا يقل عن 20 عشاء تأسيسياً في ذلك العام (2015)، كان لأحدها أن يبرز عمّا سواه ويتحدث عنه الجميع. بالنسبة لي شخصياً، العشاء الأهم كان الذي جمعني مع إيليا وحدنا في مطعم "ذا كاونتر" في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا. (في إشارة إلى إيليا سوتسكيفر، الشريك المؤسس لـ"أوبن إيه آي"، وأحد أهم الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد شارك بصفته عضواً في مجلس الإدارة في إقالة ألتمان في نوفمبر 2023، ليعود ويعلن ندمه بعد أيام، ثمّ غادر "أوبن إيه أي" في مايو 2024).

بالعودة بالزمن أكثر قليلاً، لطالما أثار الذكاء الاصطناعي اهتمامي، فقد كان جزءاً من دراستي الجامعية. تلهيت عنه قليلاً، لكنني عدت إليه في 2012. عمل إيليا وآخرون على "أليكس نت" (AlexNet)، ورحت أراقب هذا التقدم وأقول في خلدي: "التعلم العميق يبدو حقيقياً وقابلاً للتوسع. إنه أمر هائل جداً ولا بد أن يطوره أحد".

["أليكس نت" التي أنشأها أليكس كريزيفسكي وإيليا سوتسكيفر وجيفري هينتون، استخدمت شبكة عصبية التفافية عميقة، وهي نوع قوي وجديد من البرمجيات الحاسوبية، للتعرف على الصور بدقة غير مسبوقة. هذا الإنجاز كان نقطة انطلاق رئيسية لتحقيق تقدم كبير في مجال الذكاء الاصطناعي].

بدأت بعقد لقاءات مع عدد كبير من الناس، أسألهم إن كانوا يوافقون على العمل على هذا المشروع. لا يمكنني أن أبالغ في وصف كم كانت فكرة الذكاء الاصطناعي العام خارجة على المألوف في 2014. كان الناس يخشون الحديث معي لأنني كنت أتكلم عن عزمي انشاء كيان لتطوير الذكاء الاصطناعي العام. بدا أن الأمر قد يعرضك للإلغاء أو يدمر مسيرتك المهنية. لكن كثيرين قالوا لي إن إيليا هو الشخص المناسب لأتحدث معه، لذا تتبعته في أحد المؤتمرات وتمكنت من محادثته في ردهة، وكان انطباعي أنه رجل ذكي جداً. أخبرته عمّا كنت أفكر به، واتفقنا أن نلتقي على العشاء. في أول عشاء لنا، تحدث، ولو ليس بنفس المصطلحات التي قد يستخدمها اليوم، عن استراتيجيتنا المتعلقة بطريقة بناء الذكاء الاصطناعي العام.

ماذا بقي اليوم في الشركة من روح ذاك العشاء؟

بشكل ما كلّها، كما أضيفت عليها أمور أخرى. الفكرة العامة هي أننا آمنا بالتعلم العميق، وآمنا بنهج تقني معيّن يوصلنا إليه، وبطريقة محددة للقيام بالبحوث والأعمال الهندسية معاً، وقد أدهشني حجم النجاح الذي حققناه.

حين تخطر لك هذه الأفكار، هي لا تنجح عادة، وطبعاً كانت هناك بعض الأمور في رؤيتنا الأصلية التي لم تنجح بتاتاً، منها بنية الشركة على سبيل المثال. [تأسست "أوبن إيه آي" عام 2015 كمؤسسة لا تبغى الربح، هدفت لضمان أن تستفيد كل البشرية من الذكاء الاصطناعي العام، ولكن ذلك طرح إشكالية، سنتطرق إليها لاحقاً]. أما اليقين بأن الذكاء الاصطناعي العام ممكن، والمراهنة على هذا النهج، والثقة بأنه إذا تحقق، فسيكون مهماً جداً للمجتمع، ففي ذلك أصبنا تماماً.

أبرز نقاط قوة طاقم "أوبن إيه آي" الأصلي كانت قدرته على استقطاب المواهب، فقد تمكنتم بطريقة ما من السيطرة على السوق وجذب عدد كبير من أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي مقابل أجر أقل بكثير مما يقدمه المنافسون. ما العرض الذي قدمتموه؟

كان العرض ببساطة أن يأتوا لبناء الذكاء الاصطناعي العام. وقد نجح ذلك، ولا أستطيع المبالغة في شرح كم كانت مقولة أننا سنبني ذكاءً اصطناعياً عاماً خروجاً عن السرب، وبها كنّا نقصي 99% من الأشخاص ولا نستقطب إلا مفكرين موهوبين ومبدعين حقاً. وهنا تكمن القوة.

فإذا كنت تعمل على شيء يعمل عليه كلّ الآخرين، مثلاً إذا كنت تبني التطبيق رقم 10000 لمشاركة الصور، سيصعب عليك استقطاب المواهب.

ولكن إذا أقنعتني أن لا أحد يقوم بهذا العمل، وركزت على مجموعة صغيرة من الموهوبين حقاً، فستقنعهم جميعهم بالانضمام إليك، وسيرغبون جميعاً بأن يعملوا معاً. لذا كان لدينا في وقتها عرض جريء أو حتى عجيب، نفر منه أصحاب الخبرات في المجال ولكنه جذب مجموعة من الشباب المتنوعين والموهوبين المستعدين للعمل على المشروع.

كم من الوقت تطلب الاعتياد على أدواركم؟

كان معظم الأشخاص يعملون بدوام كامل، ولكنني كنت مرتبطاً بوظيفة أخرى.

[في 2014، كان ألتمان الرئيس التنفيذي لمسرع الشركات الناشئة "واي كومبينايتر" (Y Combinator) الذي أسهم في إطلاق شركات مثل "إير بي إن بي" (Airbnb) و"دروبوكس" (Dropbox) و"سترايب" (Stripe) وغيرها].

لذا كانت مشاركتي محدودة جداً في البداية، لكن مع الوقت ازددت شغفاً بالمشروع. وبحلول 2018، كنت قد انخرطت تماماً في العمل. مع ذلك، ظللنا لفترة من الوقت نعمل وكأننا رابطة أخوية. كان إيليا وغريغ يديران المشروع [في إشارة إلى غريغ بروكمان، أحد المؤسسين الشركاء لـ"أوبن إيه آي" ورئيسها الحالي]، فيما كان كل شخص مسؤولاً عن عمله.

يبدو أنك تحنّ إلى السنوات الأولى؟

لا شكّ أن تلك السنوات كانت الأمتع في تاريخ "أوبن إيه آي". ولا أعني أن الأمور لم تعد ممتعة، لكن أن تكون جزءاً من مرحلة أعتقد أنها ستكون واحدة من أعظم حقبات الاكتشاف العلمي من حيث التأثير على العالم بأسره، هي تجربة تحصل مرة في العمر إذا كنت محظوظاً جداً.

أصبحت الرئيس التنفيذي في 2019، كيف حصل ذلك؟

كنت أحاول أن أجمع بين عملي في "أوبن إيه آي" و"واي كومبينايتر"، وكان ذلك شاقاً. ثمّ سحرتني فكرة أننا سنبني الذكاء الاصطناعي العام.

الطريف أنني حينها كنت أتصور أننا سنحقق ذلك بحلول 2025، ولكن ذلك كان مجرد رقم عشوائي، مبني فقط على فكرة أن 10 سنوات ستكون قد مرت منذ باشرنا العمل. يمزح الناس قائلين إن جلّ ما كنت أفعله في تلك الفترة كان الدخول إلى الاجتماعات لأطلب منهم الانكباب على زيادة القدرات، هذا ليس صحيحاً، ولكن هكذا كانت روحية الفترة.

التاريخ الرسمي لإطلاق "تشات جي بي تي" كان 30 نوفمبر 2022، هل تشعر كما لو كان ذلك قبل مليون سنة أو في الأسبوع الماضي؟

(يضحك). سأبلغ 40 سنةً العام المقبل. يوم عيد ميلادي الثلاثين، كتبت مدونة تحت عنوان "الأيام طويلة، لكن العقود قصيرة". تواصل معي أحدهم عبر رسالة إلكترونية هذا الصباح ليقول إن هذه تدوينته المفضلة وإنه يقرأها كلّ عام، وسألني ما إذا كنت سأكتب تحديثاً لها حين أبلغ الأربعين. أضحك لأنني قطعاً لن أكتب أي تحديث، لكن لو فعلت، فسيكون عنوانه: "الأيام طويلة والعقود طويلة جداً"، لذا أشعر أن وقتاً طويلاً قد مرّ.

حين تبين أن المشروع سيكون ضخماً جداً مع بدء تدفق المستخدمين، هل مرّت عليك لحظة قلت فيها يا للهول؟

لا بدّ أن أذكر أمرين. أولاً، كنت أعتقد منذ البداية أن المشروع سيحالفه النجاح، ولكن بقية من في الشركة كانوا يسألون "لماذا تجبرنا على إطلاقه هكذا؟ إنه قرار سيئ، ليس جاهزاً بعد". نادراً ما أتخذ قرارات آمرة، لكن كان هذا أحدها.

كان لدى "واي كومبينايتر" رسم بياني شهير كان يرسمه P.G [إشارة إلى بول غراهام، مؤسس "واي كومبينايتر" الذي يعدّ أشبه بفيلسوف في مجال الشركات الناشئة والتقنية]، يتضمن خطوطاً متعرجة تشير إلى الإمكانيات، ثمّ تلاشي حداثة المنتج، ثمّ انخفاضه لفترة طويلة، ثمّ تعرجات تظهر اتخاذ المنتج مكانته الحقيقية في السوق، وبعدها ينطلق.

ذلك جزء من إرث "واي كومبينايتر". خلال الأيام القليلة الأولى التي طرحنا فيها "تشات جي بي تي"، كان يسجل استخداماً في النهار أكثر من الليل، وكان الفريق يهزأ قائلاً إنه يتعثر. ولكن إذا تعلمت شيئاً خلال عملي في "واي كومبينايتر" هو أنه إن كان كلّ انخفاض يكون إلى مستوى أعلى من الذروة التي سبقته، يعني ذلك أن ثمة أمراً مختلفاً يحصل. بدا الأمر كذلك خلال الأيام الخمسة الأولى، وأدركت أن ما لدينا هو أمر لا نوفيه قدره".

دفعنا ذلك إلى المسارعة للحصول على قدرة حاسوبية أكبر لم تكن لدينا حينذاك [في إشارة إلى قوة المعالجة والموارد، مثل وحدات المعالجة المركزية (CPUs) ووحدات معالجة الرسوميات (GPUs) ووحدات معالجة التنسور (TPUs) اللازمة لتدريب وتشغيل أو تطوير نماذج التعلم الآلي] لأننا أطلقنا البرنامج دون أن يكون لدينا نموذج عمل أو حتى فكرة عن نموذج العمل.

أتذكر في أحد الاجتماعات في ديسمبر قلت: "أنا منفتح على أي فكرة تمكننا من تسديد هذه التكلفة، ولكن لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".

طُرحت أفكار رديئة جداً، ولم تُطرح أي أفكار جيدة. لذا قلنا: "حسناً، فلنجرب اعتماد الاشتراكات، وسنرى ما يحصل". وهذا ما حدث. أطلقنا في البداية "تشات جي بي تي 3.5" وكنا ندرك أن تشات "جي بي تي 4" مقبل، وكنا نعرف أنه سيكون أفضل. وحين بدأت أتحدث مع المستخدمين عن أسباب استخدامهم، أدركت أن بإمكاني تحسين هذه الأمور أيضاً. استمرينا في تحسينه بسرعة، وقد قاد ذلك إلى لحظة الانتشار الإعلامي العالمي أو ما تريد أن تسميه.

هل أنت شخص يستمتع بالنجاح؟ هل تمكنت من الاستمتاع به أم شعرت بالقلق حيال المرحلة المقبلة من التوسع؟

هنالك أمر غريب بشأني أو بشأن مسيرتي المهنية. المألوف هو أن تدير شركة كبرى ناجحة، ثمّ حين تبلغ خمسيناتك أو ستيناتك وتتعب من العمل الشاق، تتجه للاستثمار المغامر. من النادر أن تكون مستثمراً مغامراً في البداية، ولديك تاريخ مهني طويل في هذا المجال، ثمّ تدير شركة.

الأمر قد يحمل سيئات من عدة نواح، لكن بالنسبة لي كانت هناك ناحية إيجابية، وهي أنك ستكون مدركاً لما سيحصل لك لأنك سبق ورأيته يحصل لغيرك، وقدمت نصائح لأشخاص كثر بشأنه. أدركت أنني شديد الامتنان ولكنني أيضاً مقيّد إلى صاروخ، وحياتي ستنقلب رأساً على عقب، وهذا ليس ممتعاً. تلقيت كثيراً من الدعابات السوداء بشأن هذا.

قال ضاحكاً: كان شريكي في الحياة يتلو حكايات عن تلك الحقبة حين كنت أعود إلى البيت فأجده يقول: "هذا أمر عظيم"، فأجيب: "هذا سيئ جداً، وهو سيئ جداً عليك أيضاً، ربما لا تدرك ذلك لكنه سيئ جداً عليك".

أنت تتمتع بالشهرة في وادي السليكون منذ مدة طويلة، ولكن انطلاقة "تشات جي بي تي" منحتك شهرة عالمية بسرعة لم يحظ بها إلا نجوم مثل سابرينا كاربتنر أو تيموتيه شالاميه. هل عقد ذلك قدرتك على إدارة القوة العاملة؟

لقد عقّد ذلك قدرتي على عيش حياتي. ولكن في الشركة، سواء كنت رئيساً تنفيذياً مشهوراً أو غير مشهور، كل ما سيسألونك عنه هو "أين وحدة معالجات الرسومات الخاصة بي؟".

أشعر بوجود هذه المسافة في كلّ نواحي حياتي الأخرى، وهذا أمر غريب بالنسبة لي. أشعر بذلك حين أكون مع الأصدقاء القدامى أو الجدد، أو أي شخص عدا المقربين. وربما أشعر بذلك أيضاً في العمل حين أتواجد مع أناس لا أتعامل معهم عادةً، مثلاً إذا اضطررت لحضور اجتماع مع أشخاص لا ألتقي بهم عادة، أحس بهذه المسافة. لكنني أقضي معظم وقتي مع الباحثين، وصدقني إن رافقتني إلى اجتماع الباحثين بعد هذه المقابلة، فلن ترى من حولك إلا عدم الاحترام، وهذا أمر رائع.

هل تذكر اللحظة التي خطر لك فيها للمرة الأولى بأن شركة ربحية تتلقى استثمارات خارجية بمليارات الدولارات تخضع إلى مجلس إدارة غير ربحي قد تطرح مشكلة؟

كانت هناك لحظات كثيرة على الأرجح، لكن ذلك العام كان ضبابياً جداً، لدرجة أكاد لا أذكر الوقائع بين نوفمبر 2022 ونوفمبر 2023. أشعر حرفياً وكأننا بنينا شركة كاملة من الصفر تقريباً خلال 12 شهراً، وبطريقة علنية جنونية.

حين أعود بالذكرة إلى الوراء، أجد الدروس التي استخلصتها هي أن الجميع يرددون أنهم لن يقعوا في الخطأ عند ترتيب الأولويات بين "المهم والعاجل"، لكن الجميع يهتمون بالعاجل.

[يُقال إن دوايت أيزنهاور كان دائماً ما يكرر عبارة "ما هو مهم نادراً ما يكون عاجلاً، وما هو عاجل نادراً ما يكون مهماً" لدرجة أنها أدت لابتكار "مصفوفة أيزنهاور"، وهي أداة لإدارة الوقت تقسم المهام إلى أربعة أقسام:

عاجل ومهم: مهام يجب تنفيذها على الفور.

مهم ولكن غير عاجل: مهام يجب جدولتها لوقت لاحق.

عاجل وغير مهم: مهام يجب تفويضها لآخرين.

غير عاجل وغير مهم: مهام يجب تجاهلها.

عادة ما تكون الشركات الناشئة مدركة لحكمة "مصفوفة أيزنهاور" لكنها تتجاهلها عندما تزدحم الأمور عليها].

لذا يمكنني أن أقول إن لحظة اعترافي بالواقع وبأن هذا النهج لن ينجح كان عند حوالي الساعة 12:05 ظهر يوم الجمعة ذاك.

[في 17 نوفمبر 2023، عند حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت كاليفورنيا، أبلغ مجلس إدارة "أوبن إيه آي" سام ألتمان بإقالته فورياً كرئيس تنفيذي. وقد تلقى الإخطار بذلك قبل إعلانها رسمياً بنحو 10 دقائق، وكان ذلك في اجتماع عبر "جوجل ميت" بينما كان يشاهد تغطية سباق الجائزة الكبرى للسيارات في لاس فيغاس].

حين انتشر خبر إقالتك من منصبك كرئيس تنفيذي، أحدث ذلك حالة صدمة، لكنك تبدو شخصاً لديه ذكاء عاطفي قوي. هل استشعرت بأي توتر قبل ذلك؟ وهل كنت تعرف أنك أنت مصدر هذا التوتر؟

لا أعتقد أنني شخص لديه ذكاء عاطفي قوي، ولكن بالنسبة لي كان الأمر جلياً. لطالما كانت لدينا طريقة للتنسيق بين الأمان والقدرات ودور مجلس الإدارة وكيفية التوفيق بين كلّ هذه الأمور. لذا كنت أدرك أن ثمة توتر، وأنا لست بشخص ذي ذكاء عاطفي عال، لذا على الأرجح كانت هناك إشارات إضافية أخرى.

حصلت أمور مزعجة عدة في عطلة نهاية الأسبوع تلك. ربما لا أتذكر جيداً بعض تفاصيل ذلك الوقت، لكن ما حدث أنهم أقالوني ظهر الجمعة، وبحلول المساء، كان عدد من الأشخاص قد قدموا استقالاتهم. وفي الليل، ارتأيت أن نتجه إلى تأسيس مشروع جديد للذكاء الاصطناعي العام. وفي وقت لاحق من ليل الجمعة، كان بعض أعضاء الفريق التنفيذي يقولون "نعتقد أنه بالإمكان التراجع عمّا وقع، اطمئن وانتظر".

صباح السبت، اتصل بي عضوان من مجلس الإدارة للحديث معي عن عودتي. في البداية كنت غاضباً جداً، فرفضت. ولكنني عدت وقبلت لاحقاً لأن أمر "أوبن إيه آي" يهمني كثيراً، ولكنني اشترطت أن يوافق كامل مجلس الإدارة. أتمنى لو أنني اخترت مساراً مختلفاً، ولكن في ذلك الوقت بدا هذا الطلب ملحاً.

ثمّ اختلفنا حول مجلس الإدارة لفترة، وكنا نحاول التفاوض حول مجلس إدارة جديد. اقترحوا بعض الأفكار، ولكنني اعتبرتها سخيفة، وطرحت أنا بعض الأفكار، اعتبروها هم سخيفة. ولكنني ظننت أننا توصلنا إلى اتفاق عام. بلغت أقاصي غضبي في كلّ تلك المرحلة يوم الأحد، فبين السبت والأحد، كانوا يرددون: "شارف الأمر على الانتهاء، ونحن بانتظار المشورة القانونية فقط، وموافقة أعضاء مجلس الإدارة قيد الصياغة". ظللت أقول لهم: "إنني أحافظ على الشركة، ولديكم كل السلطة، هل حقاً تقولون الحقيقة؟" وكانوا يجيبون "نعم، ستعود". لكن في المساء، أعلنوا فجأة تعيين إيميت شير رئيساً تنفيذياً وبذلك بلغ السيل الزبى، لأن ما حدث كان خداعاً حقيقياً. بحلول صباح الإثنين، حين لوّح كثيرون بالاستقالة، أدركوا أن عليهم تغيير مسارهم.

قال المجلس إنه أجرى تحقيقاً داخلياً واستنتج أنك "لم تكن صريحاً دائماً" في تواصلك معهم. هذا كلام محدد. هم يعتقدون أنك كنت تكذب أو تخفي معلومات عنهم، ولكنه مبهم أيضاً بما أنه لا يشير بالتحديد إلى الأمر الذي لم تكن صريحاً بخصوصه. هل تعلم ما الذي يقصدونه؟

سمعت قصصاً مختلفة، منها مثلاً "لم يبلّغ سام المجلس أنه سوف يطلق "تشات جي بي تي"، ولكنني أتذكر ذلك وأفسره بطريقة مختلفة. مع ذلك، الحقيقة هي أنني قطعاً لم أقل "سنطرح هذا المنتج وسيكون عظيماً". وأعتقد أن بعض الأمور فُسرت على هذا المنوال بشكل غير عادل. وما أدركه أكثر أنني واجهت مشاكل مع عدد من أعضاء مجلس الإدارة حول ما أرى أنها نزاعات أو سلوكيات إشكالية، واستاءوا من الطريقة التي حاولت فيها إخراجهم من المجلس. وقد تعلمت درساً من ذلك.

هل يمكنني أن أطرح نظريتي؟

طبعاً.

أدركتَ في مرحلة ما أن هيكلية "أوبن إيه آي" تخنقها وقد تقتلها في مهدها، لأن شركة لا تبغي الربح دافعها تحقيق رسالة ولا يمكنها التنافس للحصول على القوة الحاسوبية، أو خوض التحولات السريعة اللازمة من أجل ازدهار "أوبن إيه آي". أما مجلس الإدارة فكان يتألف من أشخاص مؤمنين بالفكرة الأصلية، يفضلون الحفاظ على النقاء أكثر من البقاء. لذا بدأت تتخذ قرارات تمكّن "أوبن إيه آي" من المنافسة، ما تطلب قدراً من مخادعة مجلس الإدارة.

لا أعتقد أنني كنت أوارب. أقصى ما يمكنني قوله هو أن ذلك كان خدمة لسرعة الحركة، لم يكن لدى المجلس الصورة الكاملة. ثمّ بدأ الحديث عن أن "سام يملك صندوق الشركة الناشئة ولم يخبرنا". وما حصل هو أنه لدينا بنية معقدة. إذ أن "أوبن إيه آي" نفسها لا يمكنها امتلاك الصندوق، ولا يمكن لمن يملك أسهماً في "أوبن إيه آي" أن يملكه. بما أنني كنت الشخص الوحيد الذي لا يملك أسهماً، أصبحت بشكل مؤقت المالك أو الشريك العام للصندوق إلى حين إنشاء هيكل مناسب لنقل الملكية. [وفقاً لتقرير مُقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات في 29 مارس 2024 عُيّن إيان هاثاواي شريكاً عاماً جديداً لصندوق استثمارات الشركات الناشئة التابع لـ "أوبن إيه آي". يملك الصندوق حوالي 175 مليون دولار مكرسة للاستثمار في الشركات الناشئة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي].

لدي رأي مختلف حيال وجوب إطلاع مجلس الإدارة على ذلك أو عدمه. لكن إذا كنت تسألني هل وجب التصرف بوضوح أكثر عند التواصل حول مثل هذه الأمور لتجنب أن يبدو الأمر مريباً؟ نعم، أقبل هذه الملاحظة. لكن هذا ليس خداعاً. كانت سنة جنونية، أليس كذلك؟ إنها شركة تسير بسرعة مليون ميل في الساعة بطرق مختلفة جداً. أشجعك على الحديث إلى أعضاء مجلس الإدارة الحاليين وسؤالهم عمّا إن كنت قمت بأي تصرفات مخادعة، لأنني أحرص على عدم القيام بذلك.

[يضم مجلس إدارة "أوبن إيه آي" الحالي إضافة إلى ألتمان كلاً من:

بريت تايلور (رئيس المجلس) وهو رئيس تنفيذي سابق لشركة "سيلزفورس"(Salesforce) وأحد مؤسسي "فريند فيد"( FriendFeed)

آدم دانجيلو: المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "كورا" (Quora)

لورانس سامرز: وزير الخزانة في عهد بيل كلينتون والرئيس السابق لجامعة هارفارد.

سو ديسموند-هيلمان: الرئيسة التنفيذية السابقة لـ"مؤسسة بيل وميليندا غيتس".

نيكول سيليغمان: النائبة التنفيذية السابقة للمستشار العام في شركة "سوني".

فيدجي سيمو: الرئيسة التنفيذية ورئيسة مجلس إدارة "إنستاكارت" (Instacart).

بول ناكاسوني: المدير السابق لوكالة الأمن القومي (2018-2024).

زيكو كولتر: عالم حاسوب متخصص في التعلم الآلي وأمان الذكاء الاصطناعي.]

أعتقد أن مجلس الإدارة السابق كان صادقاً في قناعته وقلقه من وقوع خطأ في تطوير الذكاء الاصطناعي العام.

إحدى السيدات الأعضاء في مجلس الإدارة حينذاك قالت للفريق هنا في نهاية ذلك الأسبوع أمراً أثار سخرية البعض منها، وهو أن تدمير الشركة ربما يتوافق مع مهمة مجلس الإدارة غير الربحي. [أفادت تقارير بأن هيلين تونر، العضو السابقة في مجلس إدارة "أوبن إيه آي"، صرحت بوجود ظروف قد تجعل تدمير الشركة "متماشياً مع مهمة المجلس. وكان سام ألتمان قد تواجه مع تونر حول ورقة بحثية كتبتها، انتقدت فيها "أوبن إيه آي" لإطلاقها "تشات جي بي تي" بسرعة. كما أشادت تونر في الورقة بشركة "أنثروبيك" (Anthropic)، منافسة "أوبن إيه آي"، لتريثها وعدم "إثارتها الضجة حول الذكاء الاصطناعي"، حيث فضلت تأجيل إطلاق روبوت المحادثة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين