- لِمَ حين نقف أمام شباك زجاجي عاكس في منزل إسمنتيّ حديث، لا نرى أنفسنا بقدر ما نرى صورتنا المنطبعة على اللوح الزجاجي اللامع؟ ليس هناك من اتصال روحي بيننا وبين هذه الموجودات العصرية، ذات الروائح المعدنية، وحده بيت الجص والطين القديم، بشباكه الخشبي، لا يدعنا نمر هكذا أمامه أو من جانبه، له رائحة مثل الياسمين وأكثر، نتصلب قدامه ذارفين دمعة حنين، متذكرين الأهل وطيبة الأولين.
في المنزل الخرساني اليوم لا صدى للروح، في حين بيت المدر والطين والسقف الخشبي، فيه نشيج لأغاني ساعات عمل الناس، وآهات من تعب عرقهم اليومي، هكذا هي أحاسيسنا للمنزل الأول، ذي «الدروازة» المشرعة للضيف والريح، في حين منازل اليوم لا تعرف أبوابها الحديدية المشغولة الشفقة على من دق بابها أو قاطنيها!
- لِمَ زمان كنا نسمع آهة الجار، ونفرح لضحكته المدوية إن شقت غبشة الصبح؟ واليوم لا نحب أن نسمع إلا هدير الناس بالباطل عنه، وإن ضحك ملء قلبه، تحرك في داخلنا عِرق الحسد!
- لِمَ كانت العزيمة والوليمة زمان تشبع العين قبل البطن؟ وعزائم اليوم تربك وقت الأصدقاء، وتلبك بطون المعزومين، والكثير من المعتذرين!
- لِمَ زمان إن عاد الحاج رفعنا على سطح بيوتنا «البنديرة» فرحين بقدومه، منتظرين «شفايا» الحج؟ واليوم وحين قصر الطريق إلى مكة، واعتاد الناس الحج كل عام،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية