قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم إن "حماس" لا تفي بالتزاماتها بإرسال قائمة بأسماء الأسرى إلى إسرائيل، مضيفًا أن "اتفاق وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ ما دامت "حماس" لا تفي بالتزاماتها".
وتابع قائلًا: "إسرائيل ستواصل الهجمات طالما لم تستجب "حماس" للمطالب". وأكد الجيش الإسرائيلي مستعد تمامًا لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ومستعد للرد إذا انتهكت "حماس" البنود.
وقف إطلاق النار في غزة
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المقرر أن يبدأ سريانه في الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش اليوم الأحد، لن يبدأ حتى تسلم حركة "حماس" قائمة بأسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم.
وأتى إعلان نتانياهو قبل ساعة من موعد سريان الاتفاق. ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح الأسرى في غضون ساعات من بدء وقف إطلاق النار، الذي قد يمهد الطريق أمام نهاية محتملة للحرب التي استمرت 15 شهرًا والتي قلبت الشرق الأوسط رأسًا على عقب.
وذكر مكتب نتانياهو اليوم الأحد: "أصدر رئيس الوزراء تعليمات للجيش بأن وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يبدأ سريانه في 8:30 صباحًا، لن يبدأ حتى تتسلم إسرائيل قائمة الأسرى الذين سيطلق سراحهم والتي تعهدت "حماس" بتقديمها".
قائمة أسماء الأسرى وأكدت "حماس" التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقالت إن التأخر في تسليم قائمة بأسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم يرجع لأسياب "فنية ميدانية".
وذكرت وسائل إعلام تابعة لـ"حماس" في وقت مبكر اليوم الأحد، أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق في مدينة رفح في قطاع غزة إلى محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.
وحذر الجيش الإسرائيلي سكان غزة من الاقتراب من قواته أو التحرك في أنحاء القطاع قبيل بدء سريان وقف إطلاق النار. وأضاف "لحظة السماح بهذا التحرك سيتم إصدار بيان وتعليمات عن طرق الانتقال الآمنة".
جاء اتفاق وقف إطلاق النار بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، وجاء قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير.
مواضيع ذات صلة مراحل اتفاق الهدنة وقف إطلاق النار مكون من 3 مراحل، حيث تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق 6 أسابيع، وسيتم خلالها إطلاق سراح 33 من أصل 98 أسيرًا متبقين، نساء وأطفال ورجال فوق الخمسين عامًا ومرضى وجرحى، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 سجين ومعتقل فلسطيني.
وتشمل هذه القائمة 737 سجينًا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في جماعات مسلحة أُدينت بهجمات أسفرت عن مقتل العشرات من الإسرائيليين، فضلًا عن مئات الفلسطينيين من غزة المحتجزين منذ بداية الحرب.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح 3 أسيرات من الإناث مساء اليوم الأحد عن طريق الصليب الأحمر، مقابل إطلاق سراح 30 سجينًا لكل واحدة منهن.
وقال كبير المفاوضين الأميركيين بريت ماكجورك إنه "بعد إطلاق سراح الأسرى اليوم الأحد فإن الاتفاق ينص على إطلاق سراح 4 أسيرات أخريات بعد 7 أيام، ثم إطلاق سراح 3 أسيرات أخريات كل 7 أيام بعد ذلك.
وعمل فريق الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل وثيق مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لدفع الاتفاق قدمًا.
ومع اقتراب موعد تنصيبه، كرر ترامب مطالبه بإبرام الاتفاق بسرعة، محذرا مرارا وتكرارا من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
غزة ما بعد الحرب لكن ما سيحدث بعد ذلك في غزة يظل غير واضح في غياب اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب، وهو ما سيتطلب مليارات الدولارات وسنوات من العمل لإعادة بنائه.
ونجحت "حماس"، التي سيطرت على غزة لمدة تقرب من عقدين من الزمن، في البقاء على الرغم من خسارتها لقيادتها العليا وآلاف المقاتلين.
وتعهدت إسرائيل بأنها لن تسمح لـ"حماس" بالعودة إلى السلطة وقامت بإخلاء مساحات كبيرة من الأرض داخل غزة، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تسمح لقواتها بالتصرف بحرية ضد التهديدات في القطاع.
وفي إسرائيل، ربما تخفف عودة الأسرى بعض الغضب الشعبي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحكومته اليمينية بسبب الفشل الأمني في 7 أكتوبر.
ولكن المتشددين في حكومته هددوا بالفعل بالاستقالة إذا لم تستأنف الحرب على "حماس"، الأمر الذي تركه محاصرًا بين رغبة واشنطن في رؤية نهاية للحرب، وحلفائه السياسيين من اليمين المتطرف في الداخل.
وإذا استؤنفت الحرب، فمن الممكن أن يبقى عشرات الأسرى في غزة.
تداعيات في الشرق الأوسط وخارج غزة، أحدثت الحرب تداعيات قوية في مختلف أنحاء المنطقة، ما أدى إلى اندلاع حرب مع "حزب الله" المدعوم من إيران وإدخال إسرائيل في صراع مباشر مع عدوها اللدود طهران لأول مرة.
وبعد مرور أكثر من عام، تغير الشرق الأوسط. فقد شهدت إيران، التي أنفقت مليارات الدولارات لبناء شبكة من الجماعات المسلحة حول إسرائيل، تدمير "محور المقاومة" الخاص بها، وعجزت عن إلحاق أكثر من مجرد ضرر بسيط بإسرائيل في هجومين صاروخيين كبيرين.
وتكبد "حزب الله"، الذي كانت ترسانته الصاروخية الضخمة تُعتبر في السابق أكبر تهديد لإسرائيل، خسائر كبيرة إذ قُتلت قياداته العليا ودُمرت معظم صواريخه وبنيته التحتية العسكرية.
وفي أعقاب ذلك، تمت الإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي استمر عقودًا، مما أدى إلى التخلص من حليف رئيسي آخر لإيران وترك الجيش الإسرائيلي دون أي تحدي فعلي في المنطقة.
ولكن على الصعيد الدبلوماسي، واجهت إسرائيل الغضب والعزلة بسبب الموت والدمار في غزة.
ويواجه نتانياهو مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب واتهامات منفصلة بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وردت إسرائيل بغضب على القضيتين، ورفضت الاتهامات باعتبارها ذات دوافع سياسية، واتهمت جنوب إفريقيا، التي رفعت القضية الأصلية أمام محكمة العدل الدولية وكذلك الدول التي انضمت إليها، بمعاداة السامية.
واندلعت الحرب بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين، وفقا لإحصاءات إسرائيلية. وقُتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي في القتال في غزة منذ ذلك الحين.
وأدت الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرًا على غزة إلى مقتل ما يقرب من 47 ألف فلسطيني، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، وحولت معظم أنحاء القطاع إلى كومة من الأنقاض.
ويقول مسؤولون في قطاع الصحة إن أغلب القتلى من المدنيين، بينما تقول إسرائيل إن أكثر من ثلثهم من المقاتلين.
(رويترز)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد