ستظل شركات الشحن تراقب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط قبل أن تتخذ قرارات بعودة سفنها إلى مسار البحر الأحمر مرة ثانية.
ومنذ اندلاع توترات البحر الأحمر غيّرت العديد من شركات الشحن العالمية مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح رغم طول المسافة وارتفاع التكلفة.
ووفقاً لمسؤولون في شركات شحن عالمية، فإن معظم شركات الشحن والمستأجرين سيواصلون توجيه ناقلاتهم وبضائعهم عبر رأس الرجاء الصالح الأطول في الوقت الحالي، على الرغم من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقالت شركة لويدز العالمية التي تعمل في مجال التامين إن خطوط الشحن ستراقب التطورات من كثب، وإن أي عودة إلى البحر الأحمر ستؤدي إلى سلسلة مرحلية من عمليات إعادة التوجيه التي من المحتمل أن تستغرق عدة أسابيع للتحضير وما بين شهر أو شهرين قبل تشغيل الجداول الزمنية العادية.
وكان من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار بداية من صباح اليوم، إلّا أن إسرائيل شنّت هجمات على قطاع غزة وقالت إن حماس لم تفِ بالتزاماتها بشأن تسليم قائمة الرهائن، لكن حماس قالت إن التأخير يرجع لأسباب "فنية ميدانية"، حسب ما نقلت رويترز.
عودة الملاحة إلى البحر الأحمر لا يزال من المبكر عودة الملاحة لطبيعتها عبر البحر الأحمر، حسب ما يقول مسؤولون في شركات شحن.
وقال متحدث باسم شركة NYK Line اليابانية وهي إحدى أكبر شركات تشغيل السفن في العالم، خلال مؤتمر نظمته مؤسسة سنغافورة البحرية إن الشركة لن تفكر في استئناف الشحن في البحر الأحمر إلّا بعد التأكد من السلامة والظروف الأخرى في المنطقة، حسب ما نقلت ستاندرد آند بورز كوميديتي.
وقال متحدث باسم شركة ميرسك العالمية للشحن، إنها لن تعود إلى البحر الأحمر إلّا عندما يكون هناك أماناً.
ونقلت رويترز عن جاي فورمان الرئيس التنفيذي لشركة بيزك فن الأميركية التي تورّد لعب الأطفال إلى كبار تجار التجزئة الأميركيين مثل ولمارت وأمازون دوت كوم قوله "لا أستطيع على أي حال أن أضع أياً من بضاعتي على سفينة تبحر عبر البحر الأحمر حتى حين في المستقبل.. سأنفق المال الإضافي، وأرسل كل شيء حول طرف إفريقيا الجن.. الأمر لا يستحق المخاطرة بالمرة".
وتُصنف شركة لويدز العالمية، منطقة البحر الأحمر بأنها منطقة عالية المخاطر، وهذا يعني أن الشركات عليها أن تدفع علاوة مخاطر مرتفعة.
ووفقاً لبيانات ستاندرد آند بورز كوميدتي إنسايتس، فإنه بجانب المسافة الأقصر بكثير وانخفاض استهلاك الوقود بشكلٍ كبير بين طريقي البحر الأحمر ورأس الرجاء الصالح، إذ يبلغ فارق التكلفة بين الطريقين 200 ألف دولار، وذلك بسبب ارتفاع علاوة المخاطر بسبب التوترات.
وأضافت أن إحدى خطوط النقل بين البحر الأحمر وشمال آسيا تتطلب علاوة تتراوح بين 70 و100 نقطة فوق عمليات التحميل.
تضرر الملاحة في البحر الأحمر كانت قناة السويس أكبر المتضررين من توقف حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، إذ خسرت مصر مليارات الدولارات بسبب الهجمات على السفن في هذه المنطقة.
ووفقاً لآخر بيانات من البنك المركزي المصري، فإن إيرادات قناة السويس تراجعت خلال الربع الثالث من 2024 بنسبة 61.2 في المئة لتسجل 931.2 مليون دولار مقابل 2.4 مليار دولار خلال نفس الفترة.
وبسبب توقف الملاحة في البحر الأحمر توقف عبور سفن الغاز المسال منذ أكثر من عام، ما رفع أسعار الشحن لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 9 آلاف دولار في اليوم لناقلة الغاز الطبيعي المسال في المحيط الأطلسي و11 ألف دولار الي اليوم لآسيا والمحيط الهادئ، وفقاً لبيانات كوموديتي إنسايتس.
وقد تعني عودة الملاحة إلى البحر الأحمر مزيداً من الضغوط على أسعار الشحن إذ أن السفن التي كانت مجبرة في السابق على سلوك طريق أطول ستكون الآن قادرة على استخدام حمولة أقل بقيم التسليم نفسها.
وقبل أيام خفض صندوق النقد الدولي تقديراته لحجم التجارة العالمية خلال عامي 2025 و2026، مرجعاً ذلك إلى الزيادة الحادة في حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، والتي من المرجح أن تضر بالاستثمار بشكل غير متناسب بين الشركات كثيفة التجارة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
