اليوم تتنامى المخاوف في الأوساط الرسمية والحقوقية الفلسطينية من احتمال منح الإدارة الأمريكية الجديدة الضوء الأخضر لتنفيذ "خطة الضم " والتي كان الرئيس ترامب عراباً لها في ولايته الأولى قبل 8 سنوات عند الإعلان عن ما وصفت في حينه "بصفقة القرن"

توجهنا إلى بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله، على الطريق الرئيسي علّقت حملات استيطانية خلال الأشهر الأخيرة لافتات ضخمة كتب عليها بشكل صريح : "لا مستقبل في فلسطين"، وتظهر اللافتات كذلك صوراً للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وكأن الحملة الاستيطانية التي تطلق على نفسها اسم "الكفاح من أجل الحياة" ترسل رسائل لكل من يمر من أمام هذه اللافتات حول مستقبل الضفة الغربية المحتلة، وغالبية الفلسطينيين يقولون إن هذه اللافتات تؤكد أن مخطط التهجير قادم للضفة الغربية.

"مصير أراضينا مجهول" شهدت بلدة ترمسعيا خلال النصف الثاني من العام الماضي إنشاء بؤرة استيطانية جديدة، حيث يصنف 60 في المئة من أراضي هذه البلدة ضمن مناطق "ب" أي تخضع للسيطرة المشتركة، إدارياً للفلسطينيين وأمنياً للإسرائيليين.

أقامت مجموعات من المستوطنين أولى خيامهم على مئات الدونمات من الأراضي في بلدة ترمسعيا حيث التقينا بالفلسطيني محمد السويكي والذي تعرض خلال العام الماضي لحرق وسرقة منزل زراعي يمتلكه في أرضه التي تقدر مساحتها بأكثر من 32 دونماً، ولم يتمكن من الدخول إليها منذ إقامة البؤرة الاستيطانية، وفق تأكيده لبي بي سي.

وأضاف محمد السويكي: "كل هذه الأراضي مصنفة كمناطق "ب"، منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، تعرضت أراضينا في ترمسعيا كبقية الأراضي في الريف الفلسطيني في الضفة الغربية لهجمات المستوطنين، حرقوا بيوتنا الزراعية وسرقوا الأثاث وكانوا يعتدون على الأشجار، منذ شهر يوليو/تموز الماضي حتى الآن قطع أكثر من ألف شجرة زيتون في هذه البلدة".

"أنا أملك في هذه المنطقة ما يقرب من 32 دونماً، كلفني استصلاح الأرض أكثر من مليونين ونصف المليون دولار، وأمام هذه الهجمات الاستيطانية من فتيان التلال والمستوطنين المدعومين من الجيش الإسرائيلي وسياسات حكومتهم الداعمة لهم، وكأن الاعتداء علينا أصبح استراتيجية لديهم لتهجيرنا وإثارة الخوف والرعب في قلوبنا، مصير أراضينا مجهول"، بحسب السويكي.

وشرح السويكي لي كيف أنه لم يتمكن من الدخول إلى أرضه منذ إقامة البؤرة الاستيطانية التي بدأت بنصب خيمة في نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، كما عبّر عن مخاوفه من سوء الأوضاع الميدانية في ظل الدعم المطلق من الرئيس الأمريكي الجديد لإسرائيل والمستوطنين، وفق تعبيره.

وأضاف محمد حول الإجراءات التي اتخذها لحماية أرضه بالقول: "توجهت للشرطة الإسرائيلية بالشكاوى وللمحاكم الإسرائيلية بالالتماس لمنع مصادرة أرضي ولكن من دون نتيجة، أنا لغاية اليوم لا استطيع الوصول لأرضي ولم تتغير السياسة الإسرائيلية عملياً على الأرض، هذه البؤرة بدأت في نهاية شهر آب أغسطس الماضي بخيمة واحدة، وقدمنا شكاوى للجهات المختصة والإدارة المدنية والارتباط العسكري الإسرائيلي ولكن لا حياة لمن تنادي".

ويضيف: "البؤرة بدأت بخيمة واتسعت لثلاث خيم وهم بهذا الزحف الاستيطاني سيحولونها إلى مستوطنة مشرعة بقرارات من وزرائهم سموتريتش وبن غفير، فوق أراضينا الخاصة".

"سبع بؤر استيطانية في المناطق ب" ما شهدته بلدة ترمسعيا، كان من ضمن ما رصدته منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية والتي قالت في تقرير لها: "شهد النصف الثاني من عام 2024 بناء سبع بؤر استيطانية جديدة في المناطق المصنفة "ب"، في خرق واضح لأول مرة لبنود اتفاقية أوسلو الموقعة في عام 1995 والتي تنص على أن المناطق "ب" تخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية الكاملة بما في ذلك سلطة التخطيط والبناء، ولإسرائيل السيطرة الأمنية في هذه المناطق.

قمنا بتوثيق إقامة خمس بؤر استيطانية في المنطقة المعروفة "بالمحميات الطبيعية المتفق عليها" الواقعة بين شرق وجنوب بيت لحم، بالإضافة إلى بؤرتين استيطانيتين في أراضي قرى عين يبرود وترمسعيا قرب مدينة رام الله".

وأشارت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية إلى أن العام الماضي شهد بناء 52 بؤرة استيطانية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وأن ما أقيم من هذه البؤر الاستيطانية في المناطق المصنفة" ب "، تقدر نسبته بأكثر من 13 في المئة من إجمالي عدد البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وفق تقرير السلام الآن.

"الاستيطان يجلب الأمن" قرر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي مصادرة 24 ألف دونم في الضفة الغربية لصالح توسيع الاستيطان بعد الموافقة على العناصر الأمنية في خطة خمسية وضعت للتنفيذ، وفق تغريدة رسمية له على موقع إكس.

وقال الوزير الإسرائيلي: "نحن نعمل على تصحيح الظلم الرهيب الناتج عن الطرد في غوش قطيف وشمال السامرة، في غزة من خلال مقاتلينا وهنا من خلال المستوطنين الرواد وقوات الجيش العاملة في المنطقة، للأسف لقد تعلمنا بالطريقة الصعبة أن الإستيطان يجلب الأمن الحقيقي ونحن عازمون على تنفيذه ودعمه".

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في بيان لها لبي بي سي: "بموجب مذكرة واي ريفر، وهي إحدى الإتفاقيات التي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 8 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة