في لحظة هامة من التاريخ الأميركي، يعود الملياردير الجمهوري، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
هذه العودة تحمل في طياتها آمالا ومخاوف في نفس الوقت: آمال من انتخبوه لتغيير الكثير من الأوضاع القائمة، ومخاوف منتقديه وخصومه اللدودين من حقبة يرون أنها لا تبشر بالخير.
والاثنين، سينصب ترامب رسميا رئيسا للولايات المتحدة، بعد فترة انقطاع أربع سنوات.
لكن لا يغيب عن الذاكرة الأميركية أبدا أنه في مثل هذا الشهر، قبل نحو أربع سنوات، اقتحم أنصاره مقر السلطة التشريعية، لتقع أحداث "تمرد" تاريخية.
وكان ترامب، الرئيس في ذلك الوقت، أطلق حملة سعى من خلالها لإقناع الأميركيين بأن الانتخابات سُرقت منه وبأنه هو الفائز الحقيقي، وليس الديمقراطي جو بايدن.
كما حاول، بحسب معارضيه، الضغط على نائبه حينها، مايك بنس، كي يرفض المصادقة على فوز منافسه.
ويوم التصديق، تظاهر آلاف من مناصري ترامب وهاجموا الكابيتول وقوات الشرطة بالقضبان المعدنية وأعمدة الأعلام، فيما حطموا النوافذ وهتفوا "الإعدام لمايك بنس".
ورغم هذه الأحداث، استطاع النواب التصديق على فوز بايدن.
لكن بعد أربع سنوات، صوت معظم الناخبين في آخر اقتراع رئاسي لصالح ترامب، الذي أصر على أنه لم يرتكب أي خطأ.
زعيم الغالبية الجمهورية الجديد في مجلس الشيوخ، جون ثون، عبر مؤخرا عن موقف جميع أعضاء حزبه تقريبا عندما قال "لا يمكنكم النظر في المرآة الخلفية".
وبالنسبة لليمين، تمثل عودته الأمل في مستقبل تعود فيه البلاد إلى القيم الاجتماعية المحافظة وتحقيق الرخاء الاقتصادي للمواطنين العاديين بعد فترة شهدت ارتفاعات تاريخية في معدلات التضخم.
لكن آخرين يخشون ولوج حقبة مظلمة يسود فيها الانغلاق على الذات، والتطرف الإيديولوجي، وعدم التسامح.
ووعد ترامب بعيد انتخابه الأخير بسلسلة من الأوامر التنفيذية التي سيتخذها في اليوم الأول لرئاسته، ستشمل العفو عن الأشخاص الذين نفذوا تحرك السادس من يناير 2021، الذين وصفهم بأنهم "رهائن" و"سجناء سياسيون".
تعهد أيضا باتخاذ موقف صارم من نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة. وقال خلال حملته الانتخابية "عندما يعاد انتخابي، سنبدأ... أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا".
وبحسب ما كشفت الصحفية كريستين ويلكر من شبكة "أن بي سي" التي أجرت مقابلة حصرية معه، مؤخرا، فإن الحملة ستحدث "بسرعة كبيرة".
وبدأ العديد من المهاجرين في الولايات المتحدة بالفعل في مغادرة البلاد طواعية لتجنب الترحيل القسري، بينما يقول اليمين إنها خطوة جيدة لحماية الاقتصاد الأميركي.
ومن المتوقع أن يدفع ترامب بأجندة اقتصادية واجتماعية تروق لمؤيديه، لكن اليسار يرفضها بقوة.
وكان الاقتصاد أحد المحاور الرئيسية التي ساهمت في عودة ترامب بعد ارتفاع أسعار مواد البقالة، وتكاليف الرهن العقاري، وقروض السيارات.
وبينما ظلت البطالة منخفضة، وارتفعت الأجور، وانخفض التضخم في الشهور الماضية، لم يتمكن الديمقراطيون من إقناع غالبية الأميركيين من أنهم في وضع أفضل مما كانوا عليه.
وشعر العديد من الأميركيين بالحنين إلى اقتصاد ما قبل جائحة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة الحرة