أبقى بنك الشعب الصيني على سعر الفائدة الرئيس للقروض دون تغيير، اليوم الاثنين، للمرة الثالثة على التوالي، مع احتمال أن تبقي بكين على موقفها في انتظار المزيد من الوضوح بشأن خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن التعريفات التجارية، والرسوم الجمركية المحتملة، وفي ظل الضعف الأخير لليوان؛ إذ تداولت العملة الصينية بالقرب من أضعف مستوياتها منذ شهر سبتمبر 2023.

كان من المتوقع على نطاق واسع من قبل الأسواق الإبقاء على السعر، حيث ظل كلا السعرين عند مستويات منخفضة قياسية بعد خفضهما عام 2024، وكذلك يأتي القرار قبل ساعات من تولي دونالد ترامب فترة حكمه الثانية رئيساً للولايات المتحدة.

أسعار الفائدة

وفقاً لبيان البنك المركزي الصيني الصادر صباح اليوم، أبقى بنك الشعب الصيني على سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد عند 3.1%.

بينما أبقى سعر الفائدة لمدة خمس سنوات، والذي يستخدم لتحديد أسعار الرهن العقاري، عند 3.60%، وكان البنك المركزي أبقى أسعار الإقراض دون تغيير في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي.

في الوقت ذاته، أجرى البنك المركزي الصيني اليوم، عمليات إعادة شراء عكسية بقيمة 123 مليار يوان (17.11 مليار دولار أميركي) لمدة سبعة أيام بسعر فائدة 1.5% للحفاظ على السيولة.

كان بنك الشعب الصيني فاجأ الأسواق بخفض أسعار الفائدة الرئيسة على الإقراض القصير والطويل الأجل في يوليو، ثم أعقب ذلك خفض متوقع على نطاق واسع بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر.

خسائر اليوان

خسر اليوان الصيني في الخارج أكثر من 3% منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أوائل نوفمبر، كما تراجع اليوان الخاضع لسيطرة مشددة في الداخل إلى ما يقرب من أدنى مستوى له في 16 شهراً.

في المقابل تسارع النشاط الاقتصادي في الصين أكثر من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، حيث دخلت تدابير التحفيز التي أعلنتها بكين منذ سبتمبر حيز التنفيذ، وساعدت الاقتصاد على تحقيق هدفه السنوي للنمو.

على الرغم من الأرقام الرئيسة المتفائلة، حذر خبراء الاقتصاد من أن بعض محركات النمو الأساسية قد تكون مؤقتة، وسط ضعف الطلب الاستهلاكي، وتراجع سوق العقارات المتزايد، وارتفاع التعريفات الجمركية الوشيك من قبل إدارة ترامب القادمة.

في سبتمبر الماضي، قال محافظ بنك الشعب الصيني بان جونغ شنغ من المحتمل أن تكون هناك إمكانية لخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي، وهو ما من شأنه تحرير المزيد من النقد للبنوك للإقراض، بحلول نهاية عام 2024، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

مستقبل الفائدة

تعهد ترامب بفرض رسوم تجارية تصل إلى 60% على الصين عندما يتولى منصبه في وقت لاحق من اليوم الاثنين، وهو ما قد ينذر بالسوء بالنسبة لاقتصاد البلاد المعتمد على التجارة.

من المتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر العام الجاري، مع تكثيف الصين لإجراءات التحفيز، وخصوصاً في مواجهة زيادة التعريفات التجارية الأميركية.

سيتم التركيز بشكل خاص على خطط بكين لزيادة التحفيز المالي هذا العام، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تقوم الحكومة بتوزيع تدابير مستهدفة لدعم الإنفاق الشخصي وسوق العقارات.

هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس