ليس خطاب جيروم باول رئيس الاحتياطي «الفيدرالي»، ما تترقبه الأسواق اليوم، بل خطاب رئيس الولايات المتحدة المنتخب، دونالد ترامب، إذ يعتقد الكثير من المراقبين أن الأسواق قد تكون على شفا حرب تجارية ضروس يقودها الرئيس الأميركي على خصوم واشنطن التجاريين وفقاً لمزاعمه.
في غضون ذلك مرت العملة الأميركية بالعديد من التطورات التي جاءت في مجملها إيجابية، وذلك على وقع رسوم وتعريفات جمركية متوقعة من شأنها تأجيج التضخم وإجبار صناع السياسة النقدية في واشنطن على إجراء خفض لأسعار الفائدة.
خطاب
جرت العادة أن تترقب الأسواق خطاب رئيس مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول عقب كل اجتماع للجنة السياسة النقدية لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة، فيما تتجه الأنظار اليوم، إلى عودة ترامب للبيت الأبيض، إذ من المتوقع أن يركز المستثمرون على خطاب تنصيبه في وقت لاحق اليوم بأمل استقاء مؤشرات على سياساته التي قد تحدد مسار الاقتصاد العالمي إجمالا.
إلى ذلك لا يزال مستثمرو العملات المشفرة بحالة من البهجة في انتظار الأوامر التنفيذية من ترامب، والتي تهدف إلى تقليل العوائق التنظيمية وتعزيز الاستخدام واسع النطاق للأصول الرقمية، وفي المقدمة تأتي «بيتكوين» التي يراهن البعض على وصولها إلى مستويات خارج نطاق التوقعات.
محطات
ليلة الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر 2024، كان الدولار الأميركي الذي صار قوياً يحوم قرب مستويات 103 نقاط مقابل سلة من ست عملات رئيسة بينها اليورو والين والجنيه الإسترليني.
قبل هذا التاريخ بأقل من شهرين، وتحديداً في 22 سبتمبر 2024، عندما بدأ مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) التخلي عن سياسته المتشددة وخفض الفائدة للمرة الأولى في سنوات، هبط الدولار إلى أدنى مستوى في أكثر من عام حينذاك قرب مستويات 100 نقطة.
أما اليوم الاثنين، فتتداول العملة الأميركية قرب أعلى مستوى في عامين، وهو اليوم المصاحب لليلة التنصيب التي يترقبها العالم، إذ يبدأ الرئيس الفائز بولاية ثانية دونالد ترامب حقبة جديدة في قيادة أقوى اقتصاد في العالم.
مؤشر
ارتفع الدولار منذ إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية بأكثر من 5% صعوداً من مستويات قرب 103 نقاط وصولاً إلى مستوياته الحالية قرب 109 نقاط.
انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسة 0.16% إلى 109.16، لكنه ظل قريباً من أعلى مستوى في 26 شهراً عند 110.17، والذي سجله الأسبوع الماضي.
أنهى الدولار الأسبوع الماضي منخفضاً بعد سلسلة مكاسب استمرت ستة أسابيع، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة وسياسات إدارته المقبلة.
صعد الدولار في الأسابيع القليلة الماضية على خلفية ارتفاع عوائد سندات الخزانة؛ ما يعكس التوقعات بأن سياسات ترامب قد تزيد التضخم، رغم أن الاقتصاد الأميركي قوي بالفعل.
السندات
هدأت عمليات البيع المتواصلة في سوق السندات بعدما جاءت بيانات التضخم الأساسي في الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي أقل من المتوقع.
في الوقت ذاته أكد كريستوفر والر عضو مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» أن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات العام الجاري لا يزال ممكناً إذا دعمت البيانات الاقتصادية ذلك.
ودفعت تصريحات والر الأسواق إلى رفع رهاناتها على خفض أسعار الفائدة الأميركية؛ ما ضغط على الدولار قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
العملات
ارتفع الين اليابان في المعاملات الآسيوية، وتماسك قرب أعلى مستوى في شهر بلغه في الأسبوع الماضي، ولامس أعلى مستوى في شهر عند 154.98 للدولار.
وازدادت التوقعات بأن يقدم بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل؛ ما أثر سلباً على الدولار، وعززت تصريحات مسؤولي بنك اليابان إلى جانب البيانات الياباني في توقع احتمالات بنسبة 80% رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.
ارتفع اليورو 0.26% إلى 1.029775 دولار، لكنه ظل قرباً من أدنى مستوى في عامين لامسه في الأسبوع الماضي بفعل التهديد بفرض رسوم جمركية.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.27% إلى 1.2201 دولار، لكنه لا يزال قرب أدنى مستوى له في 14 شهرا الذي سجله يوم الاثنين الماضي.
كما جرى تداول اليوان الصيني في أحدث تعاملات عند 7.3249 للدولار بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 5.4% في الربع الرابع، متجاوزاً بشكل كبير توقعات المحللين.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس