الإمارات تعزز مكانتها كقوة اقتصادية في الفضاء

تسير دولة الإمارات بخطى واثقة نحو تحقيق طموحات فضائية غير مسبوقة، مستهدفة دوراً محورياً في اقتصاد الفضاء العالمي، في خطوة استراتيجية نحو مستقبل يعتمد على المعرفة والإبداع.

وتمثل المبادرات الفضائية الإماراتية أداة لتعزيز الابتكار الاقتصادي، وتنويع الموارد، وترسيخ مكانتها كقوة علمية معترف بها عالمياً.

تحدي العقبات

في أبريل 2023، واجهت مركبة «المستكشف راشد» الإماراتية تحديات في أثناء محاولتها الأولى للوصول إلى سطح القمر، ما أنهى هذه المرحلة من مساعي الدولة لاستكشاف القمر.

ورغم هذه التحديات، استمرت دولة الإمارات في السعي لتحقيق طموحاتها في قطاع الفضاء، معززة مكانتها كلاعب رئيس في الاقتصاد الفضائي العالمي من خلال مزج الجهود العلمية بالمبادرات الاقتصادية الاستراتيجية، وفقاً لتقرير نشره موقع (AGBI).

وفي خطوة بارزة، حظيت دولة الإمارات باختيارها أواخر عام 2024 لاستضافة اليوم الدولي للقمر 2025، وهو حدث معنيّ بتعزيز النقاشات حول استكشاف القمر وتطوير الاقتصاد القمري الناشئ.

وأعلنت أبوظبي التزامها بإنشاء جمعية «قرية القمر» لاستضافة فعاليات الحدث، في تأكيدٍ لعزم الدولة على مواصلة الابتكار وتعزيز ريادتها في مجال الفضاء والدبلوماسية العلمية.

فيما ثمنت جمعية قرية القمر، الجهة المنظمة لليوم الدولي للقمر، الدور المتنامي لدولة الإمارات في قطاع الفضاء العالمي، مؤكدةً التزامها بدعم الابتكار والتطوير في مجال الفضاء.

وفي 15 يناير الجاري، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، تلقي الإشارة الأولى من القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" بنجاح، في إنجاز يجسد بداية مهمة القمر الاصطناعي الأكثر تطورا في المنطقة، والذي سيقدم بيانات قيّمة تدعم التنمية العالمية، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.

رؤية طموحة تتخطى القمر

وبحسب موقع (AGBI)، فإن رؤية الإمارات تتعدى الرمزية المتعلقة بالوصول إلى القمر، إذ تهدف لبناء اقتصاد فضائي مزدهر يشمل إنجازات ملموسة، مثل إرسال رواد فضاء إلى المحطة الدولية وإطلاق مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ.

وفي ديسمبر 2024، منحت الإمارات شركة «سبيس42» (Space42)، وهي شركة تكنولوجيا فضائية مقرها أبوظبي، عقداً بقيمة 5.1 مليار دولار لتوفير خدمات السعة الفضائية والأقمار الصناعية.

وبعد فترة وجيزة، استعانت الشركة بخدمات «سبيس إكس» (SpaceX) لإطلاق قمرها الصناعي «الثريا 4» المخصص للاتصالات في أوائل عام 2025.

وتتوافق هذه المبادرات مع البيانات الصادرة عن شركة «أناليسيس ميسون» (Analysys Mason)، وهي شركة استشارات تكنولوجية وإعلامية، والتي توقعت أن ينمو إجمالي عائدات الاقتصاد الفضائي العالمي من 116.6 مليار دولار في 2024 إلى 240.3 مليار دولار بحلول عام 2032.

تمويل طموح ودعم حكومي

في هذا السياق، قال المحلل الرئيس للاقتصاد الفضائي في «أناليسيس ميسون»، دالاس كاسابوسكي، إن اقتصاد الفضاء يركز بشكل كبير على الأجهزة والبنية التحتية، مثل تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية.

وأوضح محلل الاقتصاد الفضائي، أن الإمارات تتمتع بميزة الوصول إلى موارد مالية ضخمة، ما يمنحها ميزة تنافسية في الاقتصاد الفضائي العالمي.

وأشار إلى أن الإمارات، رغم عدم امتلاكها للبنية التحتية الكبيرة مثل تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة والصين، فإنها قادرة على توجيه التمويل بطرق مؤثرة وفعالة.

ومن جانبه، رأى الرئيس التنفيذي لشركة (SpaceTech in Gulf)، أليكس كريسنيوف، أن التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول البيانات يجعل تطبيقات مثل مراقبة الأرض وإنترنت الأشياء أكثر كفاءة وفاعلية.

وأكد كريسنيوف، أن هذه التقنيات تُستخدم بشكل متزايد في قطاعات مثل الزراعة والنفط والغاز، مشيراً إلى أن الدعم الحكومي القوي والحوافز السياسية تساهم في خلق بيئة مواتية للابتكار في دولة الإمارات.

وتعد «ستيلاريا» (Stellaria)، وهي شركة ناشئة مقرها الإمارات متخصصة في الحلول الجيوفضائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثالاً على النظام البيئي الفضائي المزدهر في الدولة.

ميزة فريدة

فيما عدَّ الشريك المؤسس لشركة «ستيلاريا»، نيك تردجن، أن الحياد الجيوسياسي لدولة الإمارات يُعد ميزة فريدة، إذ يتيح للشركات التقنية الفضائية التعاون مع شركات من مناطق متنوعة، بما في ذلك الصين والهند.

وأشار تردجن، إلى أن الشركات الناشئة التي تتناغم أهدافها مع الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات تمتلك إمكانات كبيرة لتحقيق النجاح.

وبحسب موقع (AGBI)، فإن دولة الإمارات في موقع مثالي للعب دور محوري في تشكيل مستقبل الاقتصاد الفضائي العالمي، وذلك بفضل الدعم الحكومي والتركيز على التقنيات الناشئة.

ومع استمرار الإمارات في استثمارها في طموحاتها الفضائية، تسعى إلى ترسيخ مكانتها كمركز رئيس للابتكار والنمو الاقتصادي في صناعة الفضاء.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 59 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
فوربس الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 18 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
أريبيان بزنس منذ ساعتين