هذه أكثر دولة تشكو وتتذمر من محاولة استهداف سمعتها، ومنذ أن دخلت إلى هذه المهنة قبل ثلاثة عقود ونحن في ذات الدوامة، أي دوامة تشويه السمعة، ومحاولات التصغير، والأذى.
في قصة غزة، أقر كثيرون للأردن بجهوده، ولم ينكرها هؤلاء، لكن بالمقابل وقعت هجمات حارقة على خلفية تصدير البندورة إلى إسرائيل، حتى بات التندر يتم بهذه القصة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتم تشويه سمعة الأردن على خلفية ما يتردد عن ممر بري خصيصا لإسرائيل، ومرت الحملات بتصدي الأردن للصواريخ الإيرانية، وتم تخوين الأردن عبر عشرات آلاف البوستات والتغريدات، فهو حامي إسرائيل، وحارس أرضها وسمائها وحدودها.
ومثل كل مرة لا يجيد بعضنا سوى رد الفعل المتشنج، أو اللطم، أو البكاء، ونستغرق في استذكار جهد الأردن، الذي سبق دولا كثيرة، لكن تمت التغطية عليه إعلاميا، وطمسه بكل الطرق، وإذا جالست عربا اليوم، يظن كل واحد فيهم أن دولته تفوقت وكانت الأولى في دعم الغزيين، وإذا جئت له بالأرقام أصيب بالذهول، لأن الجهد الأردني تم طمسه من الإعلام العربي، ولأننا نتحدث إلى بعضنا البعض، وكأن الأردني يحاول إقناع أردني آخر.
ووسط هذه التطاحنات تهلّ علينا عشرات الحسابات المزيفة بأسماء أردنية وفلسطينية لتتراشق بالتهم والسفالات والكراهية، لتوليد فتنة داخلية، وصناعة نفور، وخلق انفضاض عن قضية فلسطين، وهي حسابات مزورة، بعضها داخل الأردن، وبعضها خارجه، وكلفتها الأمنية على استقرار الداخل الأردني أخطر من حرب خارجية، بما تعنيه من تصنيع للفتن في الأردن.
ما الذي فعلناه، غير العويل واللطم، في بلد أغلب شعبه متعلم ويسافر، ويدرك أن الإعلام بات صناعة، والصناعة بحاجة إلى تطوير وخطة عمل، وابتكار، وتمويل، واستشراف محلي، وعلى المستوى العربي والدولي، وكل هذا لا يحدث، إلا بشكل منخفض جدا، وإذا قلت هذا الكلام لأحد العباقرة في عمان، ظنك تبحث عن موقع بائس من مواقعهم التي لا نحسدهم عليها أصلا، أو أنك صائد جوائز تبحث عن تمويل لعلك تطلق مشروعا إعلاميا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية