صناعة التشاؤم - كتب د. صلاح جرّار

د. صلاح جرّار البسطاء ومحدودو الثقافة وسطحيّو التفكير من الناس هم الذين يقعون بسرعة ضحيّة المكائد والمصائد الإعلاميّة والنفسيّة التي تنصبها وسائل الإعلام الموجّهة، والتّصريحات التي يطلقها المسؤولون في بلدان العالم المختلفة للتأثير في وعيهم ومواقفهم ومشاعرهم.

وهؤلاء البسطاء لا يكادون يسمعون خبراً مهما كان مصدره أو توقيته أو هويّة ناقله أو معقوليّته حتى يبادروا إلى تصديقه والتسليم به وبناء أحكامهم ومواقفهم عليه، بل إن مشاعرهم تتأرجح بين التشاؤم والتفاؤل حسب تعاقب الأخبار وتواتر التصريحات، وعندما يكثر هذا النوع من المتلقّين للأخبار والتصريحات والتعليقات وتتضاعف استجاباتهم المتسرّعة لها وتتفشّى أحكامهم غير المستندة إلى أيّ دليل غير الذي تلقّوه من وسائل الإعلام فإنّ ذلك يوفّر مدخلاً واسعاً لمن يريد العبث بوعي الناس ومواقفهم واتجاهاتهم، وخاصة في لحظات الضعف والتراجع التي تعتري الأمّة أحياناً، فعند ذلك يسهل عليهم تغذية مشاعر الإحباط واليأس والتشاؤم وتصبح الأخبار والتصريحات والتعليقات التي تعزّز هذه المشاعر النفسية السلبية أكثر قابليّة للتصديق ممّن ليس لديهم الاستعداد لإعمال عقولهم لتمييز السليم من الخبيث من هذه الأخبار والمعلومات والآراء، ممّا يؤدي في النهاية إلى تحقيق ناشري تلك الأخبار ومطلقي تلك التصريحات والآراء لأهدافهم مهما كانت.

ولمــّا كان الإعلام الصهيوني والغربيّ في هذه الأيام يتفوّق كثيراً على الإعلام العربي، وكان الوطن العربي يعاني من صورٍ من الضعف على أكثر من صعيد، فقد امتلك الإعلام الغربي والصهيوني قدرةً كبيرةً على التأثير في العقل العربي والروح العربيّة.

ولذلك فإنّ إشاعة التشاؤم في الوسط العربي إمّا أن تكون مقصودة يديرها أعداء الأمّة لإضعاف المعنويات مستغلّين واقع الأمّة وتفككها وضعف إعلامها، وإمّا أن تكون غير مقصودة يديرها المهزومون نفسيّاً وأصحاب الثقافة الضحلة.

ولا بدّ أمام هذا الواقع من التصدّي لمخاطره انطلاقاً من قاعدة أساسيّة مهمّة فحواها أنّه ليس بالضرورة أن يكون كلُّ ما نسمعه أو نقرأه جديراً بالتصديق وخاصّة إذا كان يحمل في طيّاته تشكيكاً بأحد أو جماعة أو دولة أو تحريضاً عليها أو تلميعاً لأحد أو جماعة أو دولة.

ويتحمّل مسؤولية التصدّي لهذه المخاطر ثلاثة أطراف هي: المواطن العربي نفسه، ثم الإعلام العربي والقائمون عليه، ثم المثقف العربي. أما المواطن العربي فيتمثل دوره في ضرورة التأنّي في تصديق أي خبر أو رأي أو تكذيبه، ثم ضرورة عدم نشر ما يقتنع به من انطباعات سلبيّة تتشكل لديه نتيجة ما يسمعه أو يقرأه من أيّ مصدر، وهذا الدور يتساوى فيه المواطن العربي المتسلّح بالوعي والثقافة مع المواطن العربي ضحل الثقافة والمعرفة وسطحيّ التفكير، وفي كلّ الأحوال لا بدّ لهذا المواطن عندما يتريّث في الحكم على صحّة الخبر أو كذبه أو.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرأي الأردنية

منذ ساعتين
منذ 26 دقيقة
منذ 15 دقيقة
منذ ساعة
منذ 11 دقيقة
منذ 4 ساعات
موقع الوكيل الإخباري منذ 5 ساعات
خبرني منذ 3 ساعات
موقع الوكيل الإخباري منذ 3 ساعات
خبرني منذ ساعتين
خبرني منذ ساعة
خبرني منذ 16 ساعة
موقع الوكيل الإخباري منذ 3 ساعات
خبرني منذ 4 ساعات