"أطلق النار يا شنقريحة. يا تبون، أطلق النار على من يخرج إلى الشارع هناك. أنا أعطيكم هذا الحق. من له الشجاعة فليخرج. تبون، هذه من عندي. اقتل".
الدعوة أعلاه، أطلقها "مؤثر" جزائري مقيم في فرنسا، موجّهة إلى رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، والرئيس عبد المجيد تبون.
كانت الدعوة، تحسبا لاحتجاجات دعا إليها معارضون جزائريون مقيمون في فرنسا.
الشاب، المعروف باسم "زازو يوسف" على منصة "تيك توك"، صار رهن الاعتقال بعد توقيفه من قبل الشرطة الفرنسية.
اعتقل إثر شكوى رفعها مواطن جزائري كان من بين الداعين إلى الخروج في احتجاجات بفرنسا ضد سلطات بلاده، في الأول من يناير الجاري.
دعوة الخروج في احتجاجات مناوئة للسلطات الجزائرية، جاءت بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بأيام قليلة.
"جهل بالقوانين"
قال المحلل الفرنسي فرانسواز جيري إن "خطاب المؤثرين الجزائريين الذين تم توقيفهم، هو مزيج من الجهل بالقوانين وشحنة من العنف وُلدت خلال مرحلة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر".
قال أيضا خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "ما يعتبره المسؤولون خطابا تحريضيا، ينظر إليه بعض الشباب، ولا سيما ذوو المستويات التعليمية المتدنية، أنغاما قوية ومؤثرة فقط".
كان يقصد أولئك الذين يسعون إلى حشد المتابعين على المنصات الاجتماعية.
واستنكر المحلل الفرنسي "التحامل" الذي حاولت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، إضافته على ظهر العلاقات المتوترة أصلا بين الجزائر وباريس.
قال جيري: "هناك عنف لفظي صحيح، لكن المنحى الذي سيقت إليه هذه القضية، ليس بريئا".
تبع توقيف "زازو"، اعتقال مؤثرين جزائريين آخرين في فرنسا، بينهم شخص يُدعى "بوعلام" في مونبلييه بجنوب البلاد، وآخر مشهور باسم "عماد تانتان" في ضواحي غرونوبل.
كما اعتُقلت مؤثرة فرنسية-جزائرية بسبب نشرها مقاطع فيديو على تيك توك، اعتُبرت تحريضا على الكراهية.
وبينما استنكر جزائريون حملة الاعتقالات، دعت وسائل إعلام فرنسية - قريبة من اليمين - إلى فرض عقوبات مشددة على الموقوفين بسبب الخطابات العنيفة التي تابعها عشرات الآلاف من الأشخاص.
في غضون ذلك، يعيش مغتربون جزائريون حالة من القلق حول مصيرهم، إذ يستمر التوتر بين الجزائر وفرنسا.
"مهدي وطواط" وهو مؤثر جزائري اعتُقل مؤخرا، ظهر في مقطع فيديو نشره على تيك توك قبل اعتقاله قال فيه: "أتمنى لو كنا اليوم مثل زمن الإرهاب. كنت سأضع قنبلة في لا ديفانس، بباريس أو خنشلة بالجزائر. لو أذهب إلى الجزائر كنت سأذبح".
ولا ديفانس هي منطقة أعمال رئيسية في منطقة باريس الكبرى بفرنسا، وتقع على بُعد 3 كيلومترات غرب حدود العاصمة.
اندفاع
"كان الهدف من هذه الخطابات الحادة، زيادة المشاهدات فقط" وفقا لتعبير المحلل الجزائري توفيق بوقعدة.
قال بوقعدة خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "خطاب من يُنعتون بكونهم مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، كان حادا".
وأشار إلى أن "الغرض من الخطاب الحاد، لفت الانتباه ورفع عدد المتابعين، واستغلال فرصة الدعوة للخروج في مسيرات ضد السلطة للتقرب ممن يتصورون استطاعتهم مساعدتهم في الحصول على وثائق إقامة في فرنسا".
وبينما يستنكر "الألفاظ" التي استخدمها الشبان في مقاطعهم التي شوهدت بالآلاف، يرى بوقعدة، أنها تنم عن "مستويات تعليمية متدنية، لا يدرك أصحابها مسؤولية ما يقولونه".
يُذكر أن أغلب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة الحرة