من بين الملفات التي تشغل بال الرأي العام منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا لأميركا، أزمة ملف قناة بنما التي باتت تأخذ منعرجا خطيرا في الآونة الأخيرة.
أزمة قناة بنما مع ترامب
أثار ترامب قضايا بعد توقيعه أوامر تنفيذية عدة كانت إحداها مرتبطة بقناة بنما، حيث انتقد بشكل متكرر الاتفاقيات التجارية والسياسات التي اعتبرها غير عادلة للولايات المتحدة.
وفي إحدى تصريحاته، قبيل تنصيبه بأسابيع، أشار رئيس أميركا الـ47 إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد التفاوض بشأن شروط السيطرة على القناة، مدعيًا أن بنما تستفيد بشكل غير متناسب من القناة على حساب المصالح الأميركية.
هذه التصريحات، قوبلت باستهجان من قبل الحكومة البنمية.ورفعت الحكومة البنمية شكوى أمام الأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب، وأمرت بإجراء تدقيق في عمل شركة مرتبطة بهونغ كونغ تقوم بتشغيل ميناءين على الممر المائي الحيوي.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أشارت الحكومة البنمية إلى مادة من ميثاق الأمم المتحدة تمنع على أي عضو "التهديد باستخدام القوة أو استخدامها" ضد سلامة أراضي دولة أخرى أو استقلالها السياسي.
ما علاقة الصين؟
في خطاب تنصيبه رئيسا يوم الاثنين، كرر ترامب اتهاماته بأن الصين تسيطر على قناة بنما من خلال وجودها المتزايد حول الممر المائي الذي سلمته الولايات المتحدة إلى الدولة البنمية نهاية عام 1999.
وقال ترامب "لم نسلمها للصين، بل سلمناها لبنما، وسنستعيدها".
إلا أن الصين شددت على أنها "لم تتدخل قط" في قناة بنما.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين لا تشارك في إدارة القناة وتشغيلها ولم تتدخل قط في شؤونها".
ممر إستراتيجيتربط قناة بنما المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، وتعد واحدة من أهم الممرات المائية الإستراتيجية في العالم.
ومنذ افتتاحها في عام 1914، لعبت القناة دورًا محوريًا في تسهيل التجارة العالمية وتقليل وقت السفر بين السواحل الشرقية والغربية للأميركتين.
ومع ذلك، فإن القناة كانت أيضًا محط جدل سياسي واقتصادي، خصوصا في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين الولايات المتحدة وبنما، والتي ارتبطت جزئيًا بتصريحات ترامب.
وكانت القناة تحت السيطرة الأميركية منذ افتتاحها حتى عام 1999، عندما تم نقل السيطرة الكاملة إلى بنما بموجب معاهدة "توريخوس-كارتر" التي وقعت في عام 1977.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت القناة مصدرًا رئيسيًا للدخل لبنما، حيث تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.
وفي عام 2016، تم الانتهاء من مشروع توسعة قناة بنما، والذي أضاف ممرًا ثالثًا وأكبر للسفن، مما سمح بمرور سفن أكبر حجمًا تعرف باسم "نيو باناماكس".
أدى هذا التوسع أدى إلى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة وتعزيز دورها في التجارة العالمية.(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد