جيف بيزوس.. كيف تحول تاجر الأفكار إلى ثاني أغنى رجل في العالم؟

صعب عليك أن تنشأ في عائلة عاشقة للمغامرات والاستكشاف ولا تتسرب داخلك جينات عشق المغامرة والتجربة، لكن جيف بيزوس مؤسس أمازون لم يكن يعلم أن هذه الجينات ستجلب له حظاً وفيراً وثروة طائلة.

عادة المغامرة ومعها الشغف وحب الابتكار فضلاً عن بحثه الدائم عن أفكار جديدة جعلت من بيزوس شخصاً مميزاً وأحد الأعضاء الدائمين بقوائم أثرياء العالم، وكأنه تاجر للأفكار الرابحة دائماً.

كان جيف بيزوس طفلاً يقضي الصيف في بيت جده وجدته، في مزرعتهم في ولاية تكساس بأميركا، اللذان كانا يقضيان الصيف في السفر والاستكشاف، وكان يعشق هذه الفترة من العام لأنها تجعله يخوض تجارب في أماكن جديدة.

حبه للاستكشاف قاده فترة صغره للاختراع، فاخترع جهازاً لإغلاق البوابة تلقائياً من إطارات مملوءة بالأسمنت، وموقداً يعمل بالطاقة الشمسية، وأجهزة إنذار في صينية الخبر.

رحلة جيف بيزوس كبر شغف التجربة والاستكشاف معه، حتى وصل إلى سن الثلاثين عاماً، وكان يعمل في شركة مالية في وول ستريت، التي وفّرت له الاستقرار المالي، وإنما جعبة الشغف داخله لم تمتلئ، فالحياة التي لا تحوي مغامرة لا ينتمي لها.

وفي 1994، وجد حقلاً جديداً يمكن لبيزوس أن يستنشق هواءً فيه مليئاً بسعادة المغامرة والاستكشاف، وهو المواقع الإلكترونية التي سرعان ما انتشرت، ونما استخدامها بنسبة خارقة وصلت إلى نحو 2300 بالمئة، ولم يكن شيء آخر قد نما بهذا القدر من قبل.

ففكر في فكرة إنشاء متجر إلكتروني، فقام بعمل بحث عن أفضل المنتجات التي يمكن بيعها عبر الإنترنت، فتوصل إلى أنه سيبيع الكتب لأنه فعلياً توجد ملايين الكتب المطبوعة التي يمكن توفيرها بسهولة لبيعها، أكثر من أي منتج آخر.

وبعدما فكر وبحث وقرر، ذهب لمديره ليخبره بنيته بإنشاء متجر لبيع الكتب على الإنترنت، فأُعجب بالفكرة في البداية، وبعد مناقشة كبيرة حول كيفية إتمام هذا المشروع، رد عليه المدير: «يبدو أن هذه فكرة جيدة حقاً، لكنها ستكون فكرة أفضل لشخص ليس لديه وظيفة جيدة ومستقرة».

نعم، يبدو أن حديثه منطقي خاصة وأن الإنترنت شيء جديد للغاية، ولم يكن أحد يعلم ما هو وما سيغيّر في العالم أجمع، ولكن كانت 48 ساعة كافية لاتخاذ بيزوس قراره لاتباع حدسه وشغفه، لاختيار الطريق الخطر متبعاً مبدأ واحد لم يتخلَ عنه إطلاقاً طوال مسيرته الناجحة، وهو أن الندم على عدم المحاولة يؤرق قدر أكبر من ندمه على المحاولة والفشل، وهكذا بدأت واحدة من أكبر الشركات العالمية.

بداية أمازون كانت من مرآب قرض بـ300 ألف دولار من والديه، كان كافياً لبدء المشروع الذي لم يفهمه والداه أبداً لكنهما راهنا على قدرة ابنيهما على النجاح حتى وإن لم يعرفا «ما هو الإنترنت؟»، حسب ما سأله والده في بداية نقاشهم عن مشروع الحالم بيزوس.

عام كامل أمضاها بيزوس مع 10 من الموظفين المؤمنين بفكرته للتجهيز لكل شيء يحتاجون إليه بداية من الجزء المتعلق ببرمجيات الموقع نهاية بمركز التوزيع الذي كان يبلغ نحو 122 متراً، والذي كان بحجم المرآب، حتى أطلقوا الموقع الإلكتروني في يوليو 1995.

جيف بيزوس.. رحلة نجاح في شهر واحد شهر واحد كان كافياً ليثق بيزوس في أن الشغف هو مفتاح النجاح، فخلال 30 يوماً تلقى طلبات شراء من جميع الولايات بأميركا بالإضافة إلى 45 دولة مختلفة، حتى إن بيزوس وزملاءه لم يكونوا مستعدين لكل هذا القدر من النجاح.

فذهبوا لمالك العقار لامتلاك مساحة أكبر لمركز التوزيع في مستودع في الطابق السفلي، وكان ضغطاً هائلاً على هؤلاء العشرة موظفين لإنجاز أعمال شركة ناشئة بهذه السرعة في الانتشار، وقضوا وقتاً هائلاً في تعبئة الطلبات في مكتب غير مؤهل على الإطلاق ولا يحوي حتى مقاعد ولا طاولات، لكن كل ذلك كان بداية أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم.

حصن أمازون المنيع بقيمة سوقية بلغت نحو 2.4 تريليون دولار، اختتمت أمازون عام 2024 مرتفعة بنحو 50 بالمئة عما حققته في 2023 البالغ 1.6 تريليون دولار، كرابع شركة على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية، بحسب موقع ماركت كاب.

وبإيراردات هي الأعلى على الإطلاق في تاريخ الشركة، حققت 620 مليار دولار في الفترة من أكتوبر 2023 حتى سبتمبر 2024، مقابل إيراداتها التي بلغت بنحو 575 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الذي يسبقه.

وبعد إخفاقها في 2022 وخروجها بخسائر قُدِرت بنحو 3.6 مليار دولار، حققت نجاحاً قوياً بتحقيقها أرباحاً بـ62.5 مليار دولار في عام من بدأ أكتوبر 2023 وانتهى سبتمبر 2024، بعدما استعادت عافيتها في الفترة نفسها من العام الذي سبقه بأرباح بلغت 40.7 مليار دولار.

ويا له الشغف من قوة هائلة تستطيع أن تصنع الثروات، فحقق بيزوس من وراء شغفه نحو 246 مليار دولار، بحسب بيانات فوربس حتى يوم 22 يناير 2025.

قال جيف بيزوس ثاني أغنى ملياردير في العالم صاحب شركة أمازون الشركة الأكبر عالمياً في للتجارة الإلكترونية "في النهاية نحن خياراتنا.. لذا قم ببناء قصة رائعة لنفسك.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 دقائق
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 7 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 18 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 18 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات