قبل أن يعرف العالم شركة أبل كان هناك تفاحتان فقط بذاكرة العالم، الأولى تفاحة آدم الشهيرة والثانية لنيوتين التي كشفت لنا عن قوانين الجاذبية الأرضية، فما قصة شركة أبل التي غيرت العالم؟
كيف كانت بداية شركة أبل؟ من مرآب منزل عائلة جوبز في كاليفورنيا انطلقت شركة أبل عام 1976، واليوم بعد مرور نحو نصف قرن بلغت القيمة السوقية للشركة الأكبر في العالم نحو 3.7 تريليون دولار أميركي.
ملامسة الشركة للعتبة الرمزية المتمثلة في 4 تريليونات دولار ليست بمشهد جديد، فقد سبق أن أصبحت أبل أول شركة في العالم تبلغ قيمتها تريليون دولار في عام 2018 كما أضحت كذلك أول شركة في العالم تصل قيمتها إلى تريليوني دولار في عام 2022.
والتريليونات الأربعة ربما لا تعني الكثير، ولكن هذه الأصفار الاثني عشر المتلاصقة تعني الكثير لسماسرة بورصات نيويورك وطوكيو، فهم يحبونها لما لها من رمزية كبيرة ودلالة على قصة نجاح الشركة، وتستخدمها كذلك الشركة للدعاية لها وهو الفن الذي أتقنه جوبز وتنتهجه الشركة حتى اليوم.
أبل.. شركة المرآب منذ نشأتها بدأت الشركة تحت اسم أبل كمبيوتر، حيث قامت بتصنيع وتوزيع أول حاسوب شخصي في العالم.
كما قدمت حاسوب ماكينتوش 1 في منتصف الثمانينيات، والذي لقي استحساناً كبيراً وقت إطلاقه.
اعتمدت شركة أبل منذ ذلك الوقت على الدعاية الضخمة كنهج لنمو علامتها، حيث جلب ستيف جوبز، ذو الأبوين السوريين، المخرج البريطاني ريدلي سكوت الذي اشتهر بإخراج فيلم إيليان (الفضائي) في نهاية السبعينيات لإخراج إعلان للحاسوب الجديد.
بلغت تكلفة الإعلان نحو 900 ألف دولار وهو رقم ضخم بمعايير الثمانينيات، فأصبح حاسوب ماكينتوش بشكل ما بطاقة تقديم الشركة للعالم.
أصعب فترة في تاريخ أبل قام مجلس الإدارة بإزاحة ستيف جوبز بعد فترة وجيزة من إطلاق ماكينتوش فلم يعد لملك الدعاية علاقة بالشركة التي قام بتأسيسها.
عاشت أبل فترة عصيبة أثناء فقاعة الإنترنت حتى أوشكت على الإفلاس في منتصف التسعينيات، وقام مجلس الإدارة مجدداً بدعوة جوبز إلى أبل في عام 1996 ثم صوَّت الأعضاء له كرئيس تنفيذي للشركة في العام التالي ليضفي رونقاً على الشركة ويصنع مجدها الجديد عن طريق إنتاج حواسيب أكثر تطوراً وأجهزة جديدة مثل الآي بود الذي جاء ليحل محل الوالكمان الذي كان المستهلكون يعلقونه في أحزمتهم للاستماع إلى شرائط الكاسيت.
أبل تنهي عصر الكمبيوتر في عام 2007 حذفت الشركة لفظ كمبيوتر من اسمها لتصبح أبل فقط، كانت النية واضحة؛ فأبل لم تعد شركة لإنتاج الحواسيب وحسب، فكانت الشركة وقتها على بعد أسابيع من إطلاق منتجها الأكثر نجاحاً وهو الآيفون، وقامت أبل حتى يومنا هذا بإنتاج 16 إصداراً منه.
ونجحت أبل في بيع 1.6 مليار هاتف منذ إطلاقها الآيفون في عام 2007.
جوبز الغائب الحاضر في أبل ظل جوبز حتى وفاته في عام 2011 يخرج على المليارات من المشاهدين في شهر سبتمبر أيلول من كل عام فيما يعرف بـ«أبل كي نوت» ليعلن عن كل ما هو جديد في عالم أبل، ثم تلاه تيم كوك في صدارة هذا المشهد الذي أصبح أحد أهم الأحداث والأكثر انتظاراً ومتابعة في عالم التكنولوجيا.
فبعد أيام قليلة من «أبل كي نوت» يكتظ المولعون بمنتجات أبل على أبواب المتاجر في نيويورك وطوكيو ودبي وباريس للحصول على المنتجات الجديدة التي أصبحت تضم ساعات اليد وأجهزة التتبع الصغيرة والنظارات الإلكترونية.
أبل بعد 50 عاماً واليوم بعد مرور نحو 50 عاماً من بدايات أبل في مرآب منزل آل جوبز في لو ألتوس بكاليفورنيا، والتي تعني القمم أو المرتفعات باللغة الإسبانية لا تزال أبل تتقدم بالطموح نفسه لتحتل قمة بعد أخرى، بات سعر سهم الشركة التي أدرجت في البورصة لأول مرة في عام 1980 نحو 250 دولاراً بعد أن كان يبلغ 22.3 دولار قبل عشر سنوات فقط من اليوم، ليربح حائزوه نحو تسعة أمثال ما قاموا بضخه.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية