عزيزة علي عمان- قدمت الكاتبة إكرام العش مجموعة من النصوص النثرية في كتابها "صفحات من كتاب.. امرأة في زمن الحرب"، سلطت الضوء فيها على معاناة المرأة والوطن والإنسان العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.
يتضمن الكتاب العديد من النصوص التي تتحدث عن وجع أهل غزة والمقاومة الفلسطينية في مواجهة حرب الإبادة. كما أنها أهدت هذه النصوص إلى: "أهل غزة العزة، إلى أرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن الأرض والعرض وإعلاء كلمة الله، إلى المظلومين في كل مكان في العالم، وإلى الحائرين على هذه الأرض".
نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة اليرموك، د. رياض ياسين، كتب مقدمة للكتاب قال فيها: "إن الكاتب عندما يكون مسكونًا بقضية ما، فإن نتاجه الإبداعي سيحمل الكثير من الحنين، الألم والأمل. هذا هو ما جاء في كتاب "صفحات من كتاب.. امرأة في زمن الحرب" حيث تصور فيها العش مشاهد حية من معاناة الأهل في فلسطين الحبيبة، وتحديدا المرأة الفلسطينية، فتجسد بالكلمات معاناة الروح الفلسطينية التي تتجاوز كل التحديات. فهي قوة متجددة، رغم كل المحن، فصلابة المرأة الفلسطينية تنعكس بوضوح في سطور هذا الكتاب الذي يحمل في طياته قصة حياة بكلمات ملهمة".
ويرى ياسين، أن العش أبدعت في مطابقة عنوان كتابها مع مضامينه. فقد عبر العنوان عن مضمون الكتاب بدقة متناهية، إذ دعمه الإهداء لأرواح الشهداء في غزة العزة، مرورا بالمقدمة التي تشير فيها إلى تأثير الكتابة بالحالة الإنسانية والطبيعة والمعاناة اليومية التي تعيشها هذه المرأة الفلسطينية، لتعكس بذلك الإحباط الكبير والألم المتجذر نتيجة للمجازر الدامية التي تشهدها غزة. وقد أفلحت الكاتبة في تصوير أوجاع أهل غزة، حيث أفردت فصلا كاملا عن هذه المدينة وأهلها الصامدين. ورغم الحزن العميق الذي يراكمه الواقع، نجد أن الأمل والتفاؤل ما يزالان يشعان في قلب الكاتبة، بل يتسللان أيضا إلى كلماتها لتدفع من الحزن إلى الأمل.
في هذا السياق، يرى ياسين أن مصطلح "شعر المرأة" أو "الشعر النسوي"، قد أصبح في السنوات الأخيرة من المصطلحات الأدبية الشائعة، ويعبر عن حركة أدبية تعكس قوة التعبير ورغبة المرأة في الانطلاق وتجاوز المحظورات. إن الشعر النسوي ليس مجرد كلام عن معاناة النساء، بل هو تعبير قوي عن الهوية والتحرر والرغبة في تحقيق العدالة والمساواة. وقد استطاعت العش من خلال هذا الكتاب أن تعبر عن نفسها وعن معاناة النساء الفلسطينيات من خلال الشعر الذي يحاكي الوجدان ويجسد الواقع بصدق وقوة.
تطرح العش في هذا الكتاب رؤيتها الحادة تجاه الحرب، متخذة من الشعر وسيلة للاحتجاج على ما يحدث من إبادة وتشريد. إن هذه القصائد تظهر العلاقة العميقة بين الشاعرة وواقعها، حيث تجد نفسها وهي تناضل وتثور ضد الظلم والقهر.
الكتاب يتكون من ثلاثة فصول هي "امرأة في زمن الحرب"، "غزة العزة"، "إنسانيات"، وقد تم اختيار كل فصل بعناية فائقة ليعكس تفاصيل الواقع الفلسطيني، حيث يتنقل القارئ بين الأمل والإحباط، بين الألم والاستبشار بقادم أفضل. لقد نجحت العش في تسليط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية التي ما تزال تحمل أعباء الحرب والإبادة، بينما تبقى شعلة الأمل في قلبها متقدة. هي لوحة فنية تعبر عن وجود المرأة في زمن الحرب، وتصور بصدق وقوة كل ما تعيشه هذه المرأة في مواجهة الظلم والدمار.
ويرى ياسين أن المؤلفة قد خبأت الحب خلف ابتسامتها، واتخذت الهروب مطية لها، علها تجد فيه ذاتها وأحلامها وحياتها المفقودة. في هذا السياق، لجأت الكتابة، متكئة على العديد من الإيحاءات والإيماءات والصور الشعرية التي أعملت فيها فكرها ورؤاها، لتؤثر في فكر القارئ ووجدانه. إذ تتجلى في كلماتها مظاهر الشعرية من خلال تكرار البنيات اللغوية والحشد اللفظي في بعض الأحيان، تحت سلطة النحو والتراكم المعنوي والغموض.
ويشير ياسين إلى أن هذا الغموض يشكل انزياحا شعوريا ومظاهر فنية بنائية، تبلورت بشكل جلي في الفصل الثاني من الكتاب الذي تناولت فيه غزة، حيث استعاضت عن انعدام الوزن بالصور الشعرية والبناء الموسيقي الداخلي. فقد غاصت في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية